|
الصهاينة واستغلال الفرص
انتهز الصهاينة فرصة انشغال العرب والعالم بالأحداث التي تجري في العديد من أقطار الوطن العربي وقاموا بأعمال عدوانية ضد شعبنا العربي الفلسطيني سواء ما تعلق منها بتصعيد عمليات القتل والإجرام والتدمير في قطاع غزة حيث يتم القيام بشن الغارات المتواصلة والتي تسفر عن إيقاع الموت بالعديد من أبناء القطاع أم في الضفة الغربية حيث المداهمات والاعتقالات وسفك الدماء والتوسع في بناء مئات الوحدات السكنية في المستعمرات الاستيطانية المنتشرة في الضفة وتحويل بؤر استيطانية إلى مستعمرات وإنشاء مستعمرات قرب مدينة بيت لحم وتوسيع ساحة الاستيطان في القدس وفي محيط مدينة نابلس خاصة بعد العملية التي تمت في مستعمرة "ايتمار" المجاورة للمدينة، حيث وظفت حكومة الإرهابي نتنياهو هذه العملية للقيام باعتداءات ضد المدينة والقرى المجاورة للمستعمرة المذكورة حيث قامت قوات العدو الصهيوني باعتداءات وإجراءات تعسفية ضد المواطنين العرب تمثلت في مهاجمة البيوت والأحياء السكنية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وزادوا من الحواجز الأمنية وفرض منع التجول في تلك القرى القريبة من مستعمرة "ايتمار" التي تم فيها قتل عائلة صهيونية ، مثلما وظفت حكومة العدو هذه العملية سياسيا للتحريض على الشعب العربي الفلسطيني واتهامه بالإرهاب متجاهلة أنهم هم الذين ادخلوا الإرهاب إلى منطقتنا والى فلسطين بالتحديد عبر طرد أصحاب الأرض الشرعيين وقتل الآلاف منهم بهدف الاستيلاء على أرضهم وإقامة المستعمرات الاستيطانية فيها لإسكان اليهود المهاجرين من دول عديدة في العالم. وبالطبع جاء رد فعل الشعب العربي الفلسطيني على الإرهاب الصهيوني من خلال ممارسة المقاومة المشروعة التي أكدتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية التي تبيح الدفاع عن النفس والأرض والحياة والذي يعتبر حقا مشروعا يمارسه الأفراد والجماعات والشعوب. كما استغلت حكومة الإرهابي نتنياهو هذه العملية دعاية إعلامية عدائية للشعب العربي الفلسطيني ومقاومته، وأطلقت قطعان المستوطنين للقيام بأبشع أنواع الممارسات الإجرامية ضد الفلسطينيين في أرجاء فلسطين المحتلة سواء قبل عام 1948م أم اثر عدوان الخامس من حزيران 1967. مثلما انتهز الصهاينة فرصة انشغال العرب لاستكمال مشروع تهويد القدس العربية والاعتداء على المقدسات فيها حيث أقدمت سلطات الاحتلال واليهود على تدمير الآثار العربية الإسلامية حول المسجد الأقصى المبارك في إطار طمس المعالم التاريخية للمدينة، كما قامت ببناء جسور وإدراج حديدية عند المسجد بهدف الوصول إلى الهيكل اليهودي المزعوم، مثلما قامت مجموعات صهيونية بجولات مشبوهة حول المسجد والساحات المحيطة به والطرقات الموصلة إليه. لقد تواصلت أعمال حكومة نتنياهو العدائية وبخاصة عمليات بناء الوحدات السكنية والمستعمرات الاستيطانية كرد فعل على العملية التي أصابت الأسرة الصهيونية وفق ما ذكرته صحيفة يديعوت احرونوت 14/3/2011، حيث قررت حكومة نتنياهو بناء 400 وحدة سكنية في المستعمرات المحيطة بمدينة نابلس وقد أزعج هذا العدد عتاة الصهاينة الذين طالبوا ببناء ألف وحدة سكنية مقابل كل فرد من أفراد العائلة الخمسة، على اعتبار أن هذا البناء يشكل عقابا للفلسطينيين على أعمالهم "الإرهابية" على حد زعم الصهاينة، ويتجاهل الصهاينة أن مشروعهم الاستعماري التوسعي الاستيطاني الاحلالي قائم أصلا على اغتصاب الأرض وإقامة المستعمرات عليها في فلسطين وكذلك في الجولان العربي السوري المحتل اثر عدوان حزيران عام 1967. وان مفهوم الأمن عندهم يقوم على هذه العوامل احتلال الأرض وإقامة المستعمرات وإسكانها بالمهاجرين. لسنا بصدد تبرير العملية التي أصابت العائلة اليهودية ولكننا نؤكد على قيام العدو الصهيوني ومنذ أكثر من قرن بارتكاب المجازر الإجرامية البشعة ضد العرب في فلسطين ولبنان ومصر والأردن وسورية وأقطار عربية أخرى وصلها الإرهاب الصهيوني، مثل العراق ، وتونس، والجزائر. ونذكر فقط بارتكاب الصهاينة لمجزرة بحر البقر التي طالت مئات المدنيين في مصر ومجزرة قانا في لبنان والمجازر التي ارتكبها الصهاينة في قطاع غزة اثر عدوان أواخر عام 2008م وتلك المجازر التي طالت لبنان اثر عدوان ا لثاني عشر من تموز عام 2006م . الصهاينة ماضون ومستمرون في سياساتهم وممارساتهم الإجرامية حيث القتل والاعتقال والاغتيال مثلما هم ماضون في بناء المستعمرات الاستيطانية ويرفضون مجرد وقف الاستيطان لمدة محددة بأشهر من اجل استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لأنهم يرفضون ما يسمى بالسلام ويتحدون كل القوانين الدولية ويتم كل ذلك بدعم من الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي توفر لهم الغطاء السياسي مثلما تقدم لهم كل أدوات القتل المتطورة لاستخدامها ضد العرب وتمكنهم من استمرار احتلالهم للأرض العربية في فلسطين وسورية ولبنان. ونقول، يجب على العرب الاهتمام بالعدوان الصهيوني والاستعداد الدائم لمواجهته عبر توحيد صفوفهم فلسطينيا وعربيا وبناء قوتهم واختيار المقاومة كطريق يوصلهم إلى ردع العدوان الصهيوني وتحرير الأرض المغتصبة واستعادة حقوقهم المشروعة. فـــؤاد دبـــور عمان 20/3/2011
|
|