غزة "العدوان الصهيوني يتصاعد"

 

 

يتصاعد العدوان الصهيوني على شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة مما يؤشر بوضوح لا لبس فيه على عدوانية قادة العدو الصهيوني المتمثلة في شن الحروب الدموية وارتكاب المجازر والمذابح والتدمير وكل أشكال العدوان البشعة التي قامت وتقوم بها هذه القيادات الإرهابية بصورة مستمرة ومتواصلة على امتداد تاريخها الأسود. وتدلل هذه الممارسات أيضا على طبيعة الحركة الصهيونية الإجرامية وعلى مشروعها التوسعي الاستعماري الذي يتم تنفيذه عبر آلة الحرب وكل وسائل النهج العدواني حيث تستخدم آلتها العسكرية المتطورة من طائرات ودبابات وصواريخ ضد أبناء الشعب في قطاع غزة والضفة الغربية متجاهلة ما يمكن أن ينتج عن عدوانها المتصاعد من تداعيات خطرة قد تجر إلى حرب دموية كانت قد جربتها في حربها العدوانية التي أقدمت عليها أواخر عام 2008 (27/12/2008) واستمرت حتى الثامن عشر من كانون الثاني عام 20009، دون أن تحقق أهدافها السياسية من هذه الحرب وكان كل ما حققته هو إلحاق المزيد من الدم والدمار والخراب والحصار للمواطنين العرب في القطاع وخرجت من هذا العدوان مدحورة مذمومة من كل شرفاء العالم وحتى من ذلك الجبان الذي باع نفسه وضميره بالدولارات الصغير المدعو جولد ستون حيث تراجع عن تقريره الذي أدان فيه جرائم الحرب الصهيونية في قطاع  غزة. وقد حرك هذا الموقف الكونجرس الأمريكي المنحاز كليا للكيان الصهيوني للمطالبة بتعويضات للصهاينة عما لحق بهم جراء هذا التقرير على حسب زعمهم

ليس هناك أدنى شك بأن التراجع الذي تم بفعل الضغوطات الأمريكية والاغراء بالدولارات كما أسلفنا قد شجع الصهاينة على تصعيد عدوانهم على القطاع الذي أسفر عن استشهاد وجرح العديد من أبناء القطاع مثلما أسفر عن نتائج تتعلق بأزمات معيشية تتمثل في انقطاع الكهرباء والماء والنتائج الإنسانية التي تترتب على هذا الانقطاع حيث يفقد أهل القطاع العديد من ضرورات الحياة كالغذاء والعلاج والأضرار بصحة الإنسان، مثلما أقدمت حكومة نتنياهو الإرهابية على تشديد الحصار على القطاع عبر إغلاق المعبر الوحيد (كرم أبو سالم) الذي يزود سكان القطاع بالسلع الضرورية لحياتهم مما يؤثر أيضا عليهم ويكبدهم خسائر فادحة.

وانتقل أمر العدوان إلى أروقة جامعة الدول العربية التي عودتنا في معظم الأحيان من خلال معالجتها للقضايا العربية بعامة وقضية العدوان الصهيوني على شعبنا العربي الفلسطيني بخاصة على عدم الجدية في هذه المعالجة والابتعاد عن اتخاذ القرارات الصحيحة والجدية لمواجهة هذه القضايا والعدوان وكل ما خلصت إليه الجامعة هو اتخاذ قرار بالطلب من مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي على القطاع، أسوة بالقرار السيئ الذكر الذي اتخذته بالحظر الجوي على ليبيا والذي فتح الباب مشرعا امام تدخل أجنبي سافر جاء ليخدم مصالح الدول الاستعمارية الطامعة بثروات ليبيا النفطية لكن الجامعة فشلت في موضوع العدوان على غزة حيث تم إبلاغ المندوبين العرب باستحالة صدور مثل هذا القرار عن مجلس الأمن بذريعة مساحة القطاع الضيقة. والحقيقة تكمن في أن القرار الأول ضد العرب في ليبيا وغيرها يخدم المصالح الاستعمارية اما الثاني فهو مواجه للكيان الصهيوني وبالتالي وكما هي العادة لا يمكن أن يمر مثل هذا القرار مما يفتح الباب واسعا امام الصهاينة للاستمرار في شن الهجمات والعدوان على شعبنا في القطاع لان دماء هذا الشعب لا تهم الإدارة الأمريكية وبالتالي الدول السائرة في فلكها في مجلس الأمن الدولي بالتحديد، ولنا من موقف الإدارة الأمريكية من قضية الاستيطان الصهيوني في الأرض الفلسطينية والعربية المحتلة دليل واضح حيث تقوم حكومة الإرهابي نتنياهو ببناء الوحدات الاستيطانية وبخاصة حول مدينة القدس العربية تحت سمع وابصار إدارة اوباما التي مثل سابقاتها من الإدارات الأمريكية التي أكدت انحيازها للعدو. وعليه وامام العدوان الصهيوني سواء أكان بأدوات القتل والدمار أم بالاستيلاء على الأرض وزرعها بالاستيطان نؤكد ولكل من يراهن على ما يسمى بالسلام بأنه واهم ولن يكون رهانه إلا خاسرا. فقادة العدو الصهيوني لن يتوقفوا عن العدوان سواء على قطاع غزة أم الضفة الغربية أم على لبنان أم على الأقطار العربية الأخرى فالعدوان الصهيوني المستمر والمتصاعد وبخاصة على قطاع غزة يندرج في سياق حروب قادة العدو الصهيوني وسياساتهم الإجرامية القائمة على احتلال الأرض العربية وممارسة القتل والتدمير وتهجير الفلسطينيين من وطنهم وديارهم وخاصة أولئك الذين يعيشون في الأرض العربية الفلسطينية المحتلة عام 1948 من خلال سن القوانين الجائرة التي تهدف إلى افراغ الأرض من أصحابها الشرعيين وتهويدها استكمالا لتنفيذ المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني التوسعي الاحلالي، القائم على الإجرام والقتل واغتصاب الأرض والصهاينة ينتهكون القوانين الدولية مستندين في سياساتهم هذه على دعم الولايات المتحدة الأمريكية وإداراتها السابقة والحالية التي لا ترى أعينهم ولا تسمع أذانهم فعل الصهاينة وهم يقتلون ويقترفون المجازر ويقومون بالتدمير وفرض الحصار على شعبنا العربي الفلسطيني وحرمانه من ابسط مقومات الحياة الإنسانية، في الوقت الذي يحرضون ويحيكون المؤامرات ضد العرب وبخاصة ضد القطر العربي السوري الصامد والرافض لنهجهم وسياساتهم ومشاريعهم العدوانية ضد العرب عموما في محاولة منهم لإغراق أرضه بالدماء لإجبار قيادته على الانجرار وراء سياساتهم ويقومون من اجل تحقيق أهدافهم ومؤامراتهم باستئجار أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر العفنة بالدولارات الملطخة بالدماء.

طبعا، لا نقول بأن قادة الكيان الصهيوني قد استغلوا ما يجري في العديد من أقطار الوطن العربي من اجل تصعيد عدوانهم على قطاع غزة والضفة وطلعاتهم الجوية العدوانية على لبنان لان مثل هذه الأعمال والسلوكيات والسياسات العدوانية هي من صفاتهم المتأصلة وطبيعتهم وجوهر عقيدتهم العدوانية ولا يمكن أن تتبدل أو تتغير، ولكن ما يحزن ويؤسف له بشدة هو عدم ايلاء العرب مثل هذه الأعمال الإجرامية الاهتمام اللازم.

كما نقول، نعم تتغاضى إدارة اوباما ومعها القوى الاستعمارية والدائرون في فلكها في المنطقة عن جرائم حكومة الإرهابي نتنياهو ويوجهون جهودهم وجل اهتمامهم للتآمر على الصامدين المقاومين لمشاريعهم في سورية ولبنان وفلسطين معتمدين في هذا التآمر الخبيث على فئات حاقدة باعت نفسها بأبخس الأثمان. ولكننا في نفس الوقت نؤكد بأن مؤامراتهم سوف تفشل مثلما فشلت مؤامراتهم السابقة وحروبهم الإجرامية ضد المقاومة في لبنان في تموز عام 2006م وقطاع غزة في أواخر العام 2008م ولن ينالوا من المقاومة ومن سورية الصامدة مهما خططوا وجندوا من العملاء المأجورين أصحاب النفوس الصغيرة والموتورين الحاقدين الجبناء.

 

فـــؤاد دبـــور      

عمان 9/4/2011