وانكشف  المستور..... المعلوم

 

 

تصدت قوات الأمن السورية للعصابات الإرهابية التي استهدفت النظام والتي جاء تحركها تحت ذريعة المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحرية والديمقراطية. وهي مطالب عادلة لقوى الشعب الوطنية ورفعت قوى الإرهاب الدموية وتيرة عدوانها على الشعب والمؤسسات الخاصة والعامة وعلى قوى الأمن كلما شعرت بأن النظام سائر على طريق تحقيق الإصلاح، مما يعني انكشاف أهدافها المعادية للنظام السوري تنفيذا لمخططات أمريكية – صهيونية وفئات حاقدة ضالة ارتبطت أو تقاطعت مع هذه المخططات وعندما تيقن هؤلاء من جدية النظام في الإصلاح الأمر الذي جعل القوى الوطنية تخرج من الشارع ومن جدية النظام في الدفاع عن امن واستقرار المواطن والوطن اسقط في أيديهم وفقدوا أعصابهم مما جعلهم يكشفون عن شر أهدافهم أعمالهم، فها هو عبد الحليم خدام يذهب إلى القناة الصهيونية الثانية في لقاء علني ومكشوف يطالب أسياده في أوروبا وأمريكا، بإسقاط النظام بالقوة العسكرية مما يعرض الشعب العربي في سورية إلى مجازر دموية لا يتوقف عندها خدام مادامت ترضي شهواته في الحكم والانتقام من النظام الذي احتضنه لأكثر من أربعين سنة، مبديا استعداده، في حال وصوله إلى صنع القرار في سورية، إلى تنفيذ رغبة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني باستسلام سورية لصالح الصهاينة وأما المدعو فريد الغادري الخائن القديم المستمر فهو يطالب الصهاينة باحتلال دمشق ورفع العلم الصهيوني في سمائها مثلما طالب سابقا امام الكنيست الصهيوني قبل سنوات. وجاء الخونة الذين يطلقون على أنفسهم المعارضة في الخارج إلى العاصمة النمساوية فينا بترتيب من حزب نمساوي يميني متطرف وحاقد على العرب والمسلمين جاءوا ليجتمعوا مع "أيوب قرا" عضو حزب الليكود الذي يقود الحكومة الصهيونية برئاسة بنيامين نتنياهو وهو في الوقت نفسه يشغل نائبا لأحد وزراء الليكود من اجل بحث كيفية إسقاط النظام في سورية فوجدوا الطريق من خلال رسالة يحملها نتنياهو في زيارته إلى واشنطن إلى الرئيس الأمريكي اوباما يطالبون فيها تدخل أمريكا لإسقاط النظام.

وتترافق هذه التحركات لما يسمى بالمعارضة السورية مع متآمرين آخرين ضد سورية شعبا ونظاما في العديد من المواقع وبخاصة فئات حاقدة ضالة في لبنان ربطت مصيرها ومصير الوطن اللبناني بمصالح ذاتية ضيقة مثلما بدأت وسائل الإعلام المرتبطة بالمؤامرة حملة تضليل واسعة وافتراءات لا أساس لها تهدف إلى تشويه سمعة النظام عبر اتهامه بارتكاب مجازر جماعية كما ذهب المتآمرون إلى استخدام الوسيلة القديمة المسماة بالمحكمة الدولية التي استهدفت النظام في سورية من خلال اتهامه باغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعد أربعة سنوات أعلن سعد الدين الحريري براءة سورية من دم والده وان الاتهام إنما كان يصب في تحقيق أهداف سياسية يعرف سعد الحريري انها كانت تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني المتمثلة في النيل من سورية ومن المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية وانتقل الاتهام بالاغتيال ليطال المقاومة الإسلامية اللبنانية ممثلة بحزب الله الذي هزم العدو الصهيوني في الحرب التي شنها بالتعاون مع الشريك الأمريكي وأطراف  أخرى ، وفي ظل الهجمة العدوانية ضد سورية عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى المحكمة لتنال من سورية زورا وبهتانا، مما يعني بأن المحكمة غير معنية  بالوصول إلى معرفة من اغتال الحريري بل هي وسيلة ضغط سياسية تستخدم لتحقيق أهداف سياسية. وجاءت العقوبات الأوروبية والأمريكية ضد الرئيس بشار الأسد ومعه مجموعة من المسؤولين في سورية لتخدم نفس الهدف المتمثل بمعاقبة النظام نظرا لموافقة الوطنية والقومية ورفضه الاستجابة للسياسات والاشتراطات الأمريكية المتمثلة في قطع علاقته بإيران ووقف دعمه للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق والتوجه نحو إقامة ما يسمى بالسلام مع العدو الصهيوني بما يخدم امن الكيان الصهيوني واستمرارية احتلاله للأرض العربية في فلسطين والجولان ولبنان. وفتح الطريق للمشاريع الأمريكية والصهيونية بإقامة الشرق الأوسط الجديد، الذي يستهدف الأمة العربية في استقلالها وسيادتها وثرواتها وبخاصة الثروة النفطية. وهذه مطالب أمريكية طالما أعلن عنها مسؤولون عديدون في الإدارات الأمريكية.

وأخيرا، وليس أخرا، جاء خطاب الرئيس الأمريكي اوباما يوم الخميس الموافق التاسع عشر من شهر أيار الحالي، حيث كشف وبكل وضوح عن ابعاد السياسات الأمريكية الحقيقية ، المعلومة من قبل، والتي تهدف إلى الهيمنة والتسلط وفرض الشروط الأمريكية على دول المنطقة وشعوبها تحقيقا لما دعاه بأمن الولايات المتحدة ومستقبلها المرتبط بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما يؤكد على أن مسيرة السياسة الأمريكية في المنطقة تقوم على مجموعة من العناصر من أبرزها التحكم بالثروة الإستراتيجية" النفط" حيث تقوم الشركات الأمريكية الرأسمالية باستخراجه وتسويقه مما يعني تدفق الأموال على هذه الشركات من جهة والتحكم بالسياسة الدولية نظرا لأهمية هذه المادة التي تعتبر الشريان الحيوي للصناعات المدنية والعسكرية في دول العالم التي تعتمد على نفط الشرق الأوسط وإفريقيا مثلما تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية عبر تواجدها في المنطقة وتحكمها بسياسات دولها توفير امن الكيان الصهيوني حيث وصف اوباما العلاقة مع هذا الكيان بالصداقة العميقة المتجذرة حيث يشكل امن هذا الكيان الغاصب الركن الأخر من أركان السياسة الأمريكية في المنطقة، ويأتي استهداف النظام في سورية لتحقيق هذا الركن الأساسي في السياسة الأمريكية منذ قيام هذا الكيان الغاصب فوق ارض فلسطين العربية. وطبعا، لم يكن اوباما، الرئيس الأمريكي الأول الذي يربط مستقبل الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث الوصول إلى نفط ليبيا ونيجيريا وغينيا الاستوائية. والثروات الطبيعية الأخرى، بل سبقه الرئيس "جيمي كارتر" عام 1980م حيث أعلن عن أهمية منطقة الخليج العربي والدول النفطية الأخرى لمستقبل أمريكا وسمي هذه الإعلان بعقيدة كارتر، واستنادا إلى هذه التوجهات السياسية الأمريكية تم إنشاء قواعد أمريكية في العديد من دول المنطقة الممتدة من الشمال الإفريقي إلى المحيط الهندي ودول أسيا الوسطى مرورا بدول في المنطقة العربية، وذلك عبر استخدام القوة أو التهديد بها، في مثل هذا الانتشار العسكري الأمريكي البري الذي يترافق مع انتشار للأساطيل الأمريكية في مياه المنطقة.

لسنا بصدد تحليل خطاب اوباما، ولكن إذا ما توقفنا عند ما اسماه بالديمقراطية، في الأقطار العربية متوقفا عند سورية بشكل خاص واتهامه النظام بقمع المظاهرات السلمية على حد تعبيره في تدخل وقح في الشؤون الداخلية السورية وبشكل منحاز للمؤامرة أن لم نقل انه ضالع في صنعها مع الشريك الصهيوني حيث تجاهل اوباما العصابات الدموية التي أقدمت على قتل أكثر من مئة وخمسين من قوات الأمن والجيش إضافة إلى ما يقارب الألفين من الجرحى من هذه القوات. وطالب الرئيس الأسد بقيادة الإصلاح وتحقيق الديمقراطية أو الرحيل. طبعا، الشعب العربي في سورية هو الذي يختار من يحكمه وليس اوباما الذي نوجه إليه أسئلة عاجلة وسريعة عن طبيعة الديمقراطية ومفهومها عنده وعند من سبقه من الرؤساء لنقول، هل الجرائم التي ارتكبها الجيش الأمريكي ومن معه من الحلفاء في أفغانستان وما زال يرتكبها حتى اليوم والتي تم تتويجها قبل أيام باغتيال أسامة بن لادن هي الديمقراطية التي تنادي بها سيادة الرئيس. ؟ وهل ما حدث في العراق اثر الحرب العدوانية التي شنها الرئيس جورج بوش الذي سبقك في حكم الولايات المتحدة والذي أسفر عن قتل وتشريد الملايين من أبناء الشعب العراقي وتدمير المؤسسات المدنية والحكومية ومحاولات تقسيم الشعب على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، وارتكاب أبشع المجازر والاغتيال والإعدام والتعذيب في أبو غريب وغيره هي الديمقراطية التي تنادي بها يا سيادة الرئيس؟ وهل دعم الكيان الصهيوني وإمداده بكل أدوات القتل والتدمير وتوفير الحماية السياسية له عبر استخدام حق الاعتراض في مجلس الأمن "الفيتو" لحماية أفعاله وممارساته العدوانية بعامة والاستيطان بخاصة هي الديمقراطية التي تنادي بها يا سيادة الرئيس؟ الم تشاهد يا سيادة الرئيس ما أقدمت عليه حكومة الكيان الصديق لك من إجرام وقتل المدنيين الذين وقفوا يطالبون بحقهم المشروع بالعودة  إلى أرضهم ووطنهم ، هذا الحق الذي أكدته الشرعية الدولية عبر مجموعة من القرارات وهل هذه هي الديمقراطية التي تنادي بها يا سيادة الرئيس؟ وهل التدخل السافر المعادي للدول والشعوب وهل تقسيم السودان واغتيال الأبرياء في الجماهيرية الليبية والتدخل في الصومال لخلق المشاكل والأزمات والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، والتدخل في الشؤون الداخلية في لبنان وتحريض فئة من الشعب على فئة أخرى، هي الديمقراطية التي تنادي بها يا سيادة الرئيس؟ ماذا عن القتل في باكستان وماذا عن حصار إيران واستهداف كوريا الشمالية وكل دولة في هذا العالم لا ترضخ لسياساتكم يا سيادة الرئيس؟ سورية وغيرها من الأحرار من امتنا العربية والعالم يرفضون ديمقراطيتكم يا سيادة الرئيس، نعرف طبعا أن النهج الديمقراطي المطلوب من سورية يتمثل في الرضوخ لمطالبكم وسياساتكم والقبول بمشاريعكم الشرق الأوسطية والاستسلام امام ما يحقق امن كيان الشركاء، وليس الأصدقاء. ولكن نقولها مدوية وبصوت عال حتى تسمعه أذنك الصماء، لا يا سيادة الرئيس، لن ترضخ سورية ولن ترضخ المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق لسياساتكم بل سيبقى هؤلاء يدافعون عن أوطانهم عن مصالحهم عن كرامتهم عن عزتهم ويعملون من اجل استعادة حقوقهم المسلوبة مهما بلغت التضحيات. مثلما نقول لك يا سيادة الرئيس بأن أحرار الأمة العربية يقفون بكل ما يملكون من أرواح ودماء إلى جانب سورية وهي تواجه العدوان والمشاريع المعادية للأمة مثلما يقفون داعمين بل منخرطين في صفوف المقاومة التي تواجه العدوان والتي تعمل على تحرير كل الأرض العربية واستعادة كافة الحقوق المشروعة.

هل تسمع يا سيادة الرئيس؟ أم انك تسمع فقط للصديق العزيز نتنياهو الذي وجه إليك صفعة قوية ردا على أقوالك بإقامة دولة فلسطينية "منزوعة السلاح" فوق جزء من ارض فلسطين مثلما وجه إليك صفعة قوية عندما طالبته بوقف الاستيطان ولو لأسابيع محددة وقد جعلتك هذه الصفعة تتراجع بل أكثر من ذلك جعلتك تستخدم حق "الفيتو" لإسقاط قرار صدر عن مجلس الأمن يدين عملية اغتصاب ارض الغير لإقامة مستعمرات استيطانية لمهاجرين غرباء؟ ونحن هنا نسأل الشعب الأمريكي أين هي كرامته الوطنية في ظل وجود رئيس يتحدث بلغة صهيونية ويرى بعين صهيونية ولا تسمع أذناه إلا لغة الصهاينة؟

 

عمان 24/5/2011

Email:fuad@abpparty.org