استهداف الإعلام السوري... لماذا؟

 

 

ندرك جميعا مساهمة الإعلام في صياغة السياسات والاحداث كما يؤثر وبشكل كبير في صنع الرأي العام وصياغة معتقدات الناس أفرادا وجماعات كما ندرك مدى تأثيره في نشر الأخبار والمعلومة ودوره في أداء النظم السياسية واستخدامه لتحقيق أهدافها عبر ترويج الإشاعات وتزييف الحقائق للنيل من الجهة المستهدفة لهذه النظم أو الجهات.

لقد تجاوز الإعلام مرحلة توصيف الأحداث ورصد تحولاتها وأصبح شريكا أساسيا في صناعة هذه الأحداث والإسهام الفاعل في مسارها وتطوراتها، وقد تجسد هذا الدور للإعلام بشكل واضح في مجريات الأحداث في ليبيا وفي سورية عبر العديد من القنوات الفضائية يأتي في مقدمتها قناة الجزيرة، وقناة العربية وقنوات أخرى وبخاصة الغربية منها.

مثلما ندرك جميعا أيضا، دور الإعلام في خدمة قضايا الوطن والشعب والأمة عبر قيامه بنشر الحقائق والوقائع كما هي ودوره في مخاطبة عقول الجماهير ونشر الوعي وإيقاظ الوجدان الوطني والقومي في الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب، وكذلك دوره في كشف التزوير والتضليل وتعرية أهداف الإعلام المعادي والأفلام المفبركة التي يبثها هذا الإعلام خدمة لمخططات الجهات التي يتبع إليها. حيث أصبح كل شعب عرضة لتلقي آلاف الصور والأخبار والأفلام والمعلومات المصنوعة في الغرف السوداء بشكل يومي من أجهزة الإعلام التي تبث هذه الصور والأخبار التي تخدم مشروعا سياسيا محددا  وفق خطط مرسومة ومحددة لها أهدافها ومراميها.

مما يجعل المواجهة مع الإعلام المضاد مستمرة وتصل أحيانا إلى حرب ساخنة سيما وان الإعلام وخاصة المرئي منه يشكل سلاحا سياسيا واجتماعيا خطيرا يستخدم في الحرب النفسية وصراع الإرادات وخلق قناعات معينة عند الآخرين  أما لماذا يستهدف الإعلام السوري وبخاصة المرئي منه فقد جاء هذا الاستهداف ردا على تصاعد دور الإعلام السوري وبمهنية عالية وأصبح مدافعا حقيقيا عن سورية ومسوقا بارعا لمواقفها السياسية وقضيتها العادلة ونجح في مواجهة الحرب الإعلامية والإرهابية حيث قام بنقل الوقائع التي تجري على الأرض على حقيقتها بمسؤولية وموضوعية حيث تم تعميم هذه الوقائع داخل سورية وخارجها مثلما قام بكشف وتعرية التزوير والتزييف والتضليل الذي تمارسه القنوات الفضائية المعادية مما افقد الذين يقفون وراء هذه القنوات أعصابهم فاندفعوا للاستعانة بالاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لفرض حصار ظالم على القنوات السورية في محاولة لمنع بث هذه القنوات للاستفراد بتضليل الرأي العام في سورية والوطن العربي والعالمي ولما فشلوا في منع البث عبر الأقمار الصناعية وبخاصة نايل سات بحثوا عن البديل فكان العمل الإرهابي الإجرامي الدموي البشع الذي استهدف قناة الإخبارية السورية وبعض العاملين فيها وحراسها، فالارهابيون ومن يقف خلفهم يعملون على تحقيق أهدافهم دون التوقف عند الوسيلة حتى لو كانت ارتكاب جرائم بشعة وقتل الانسان والتدمير والتخريب.

نعم، سورية تواجه حربا عدوانية أمريكية استعمارية صهيونية ومن أنظمة في المنطقة تركية وعربية لأنها تشكل السد المنيع الذي حال، ويحول، دون تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الهادف إلى تقسيم وتجزئة الوطن العربي على أسس طائفية وعرقية ويهدف أيضا إلى توفير الأمن والحماية للكيان الصهيوني وتحقيق المطامع الأمريكية والاستعمارية في ثروات المنطقة ولما كانت سورية ترفض الخضوع والاستسلام امام هذه المخططات بل تواجهها وتدعم وتساند كل من يقاوم هذه المشاريع ولما كان إعلامها يكشف ابعاد هذه المخططات للرأي العام العربي والعالمي كان لا بد وان تقوم الجهات المعادية باستهداف سورية وإعلامها  ولكن هذه القوى الحاقدة ستفشل وستبقى سورية طليعة وحاضنة ومنارة للقومية العربية والمشروع النهضوي العربي.

فـــؤاد دبـــور

عمان 1/7/2012

Email:fuad@abpparty.org