|
تركيا اردوغان، اوغلو على طريق الأجداد
تحتل تركيا موقعا جغرافيا يجعلها بوابة أوروبا للمنطقة وتعتبر نفسها دولة أوروبية وقد تجسد هذا الأمر في مطالبتها بعضوية الاتحاد الأوروبي بمعنى انها اختارت أن تكون عضوا في حلف شمال الأطلسي حيث دخلته عام 1951 وانتهجت سياسات وتوجهات مؤيدة للغرب الاستعماري ومعادية لجيرانها من العرب والمسلمين وهذا أوصلها إلى أن تكون في أحضان اليهودية العالمية والحركة الصهيونية حيث كانت أول دولة إسلامية تعترف بالكيان الصهيوني حيث كان ذلك في الثامن والعشرين من شهر آذار عام 1949. أي أن تركيا قد أصبحت أداة للغرب بعامة والولايات المتحدة الأمريكية بخاصة بعيدا عن تاريخها ودينها ومصالحها مع العرب والمسلمين. وأكثر من ذلك فقد حركتها الدول الاستعمارية ضد سورية عام 1957م لان سورية اعترفت بالصين الشعبية ووصل الأمر إلى حد حشد قواتها على الحدود السورية وتهديد سورية كما انتهجت سياسة معادية للعراق وإيران وروسيا خدمة للمصالح الاستعمارية في المنطقة والعالم. كما أقامت علاقات دبلوماسية وسياسية وعسكرية واقتصادية وتجارية مع الكيان الصهيوني. يدرك الشعب التركي المسلم بأن سياسة اردوغان – اوغلو تجر عليهم والخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية خاصة وانها تشكل أداة تهديد لسورية وتنهك سيادة العراق بذريعة ملاحقة حزب العمل الكردستاني وتدعم التوجهات السياسية المعادية لسورية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية الأخرى خدمة لأمن الكيان الصهيوني وهذه السياسة للقيادة التركية المعادية لسورية بشكل خاص والعرب بشكل عام يجعلها تخرج على روابط الدين والتاريخ والمصالح المشتركة للشعب التركي مع الأمة العربية والإسلامية، وتبني القيادة الحاكمة في تركيا سياساتها هذه اعتمادا على أنظمة عربية وعلى نفوذ هذه الأنظمة العربية في جامعة الدول العربية مما يجعل الموقف التركي المعادي لسورية والعرب يزداد شراسة يوما بعد أخر خاصة أن تركيا تحتضن معسكرات الإرهابيين الذين يتسللون عبر أراضيها إلى الشمال السوري لاقتراف أبشع أنواع الإجرام والدمار والخراب، كما تحتضن تركيا اوردوغان- اوغلو قيادات هؤلاء المجرمين مثلما أسهمت تركيا مع الدول الاستعمارية التي قامت بتدمير الدولة الليبية وتصعد هذه الأيام موقفها المعادي لسورية والعراق بما يخدم المصالح الصهيونية وهذه المواقف تعكس نفسها سلبا على الداخل التركي وتفاقم من أزمات تركية الاقتصادية والاجتماعية وتضع تركية على طريق صعبة المسالك وتعود بأفدح الأضرار والخسائر على الشعب التركي وعلى الأمة العربية والمنطقة ودول الجوار وإيران، وروسيا الاتحادية وإلا كيف نفهم وجود الدرع الصاروخية الأطلسية في الأراضي التركية أن لم تكن موجهة ضد روسيا الاتحادية من جهة ولحماية امن الكيان الصهيوني من جهة إضافة إلى أن ما يجري في سورية من أحداث وقتل وإجرام ودمار واستهداف المؤسسات العسكرية في سورية تسهم تركيا فيه بشكل كبير، ووصل بها الحد إلى إرسال طائرات تجسس إلى سورية تصدى لها الدفاع الجوي السوري واسقط طائرة منها. مثلما حاولت قبل ذلك إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري أفشلتها القوات السورية المسلحة . كما تسهم القيادة التركية الحاكمة في توفير الأمن للكيان الصهيوني وسياساته العدوانية التوسعية الاستيطانية كما تسهم في تصفية القضية الفلسطينية عبر ضرب المقاومة التي تواجه مخططات التصفية حيث تشكل سورية القاعدة الصلبة الداعمة لهذه المقاومة فلسطينية كانت أم وطنية لبنانية. نعم أن المسار السياسي لتركيا معاد للعرب ودول الجوار الإسلامية وغير الإسلامية في ظل كل العهود السابقة وجاءت حكومة اردوغان – اوغلو تكمل المشوار في خدمة السياسات المعادية للأمة العربية والإسلامية ولكل من يقف إلى جانب الحق العربي وبخاصة روسيا والصين وإيران، حيث أن موقف القيادة التركية ممثلة بشكل خاص برئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته اوغلو المعادي لسورية والعرب وبما يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية والاستعمارية ويتناقض مع مصالح الشعب التركي لا يحتاج إلى تفسير لأنه يظهر بوضوح لا لبس ولا غموض عبر الإسهام الكبير في استنزاف سورية وحصارها وقتل أبنائها وتدمير مؤسساتها الاقتصادية . وتحظى هذه السياسة التركية بدعم صهيوني – أمريكي وأنظمة عربية تشترك مع القيادة التركية في دعم الإرهاب وكل أنواع الضغط على سورية تحقيقا لتمرير المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة تحت عنوان إقامة شرق أوسط جديد يكون للكيان الصهيوني فيه دور أساسي. ختاما تتطلب مصلحة الشعب التركي والأقطار العربية المجاورة بشكل خاص في إقامة علاقات حسن الجوار والتعاون الاقتصادي وتوفير الأمن والاستقرار ومواجهة السياسات الصهيونية التي تكن العداء لشعب تركيا المسلم ولكل المسلمين مثلما تكنه للعرب. فـــؤاد دبـــور عمان 16/7/2012 Email:fuad@abpparty.org
|
|