جولة كيري

التاسعة إلى فلسطين

 

يقوم جون كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية يوم 12/12/2013 بزيارته التاسعة إلى فلسطين على خلفية الشراكة المتعددة الجوانب والوجوه مع الكيان الصهيوني من اجل استمرارية المفاوضات مع السلطة الفلسطينية التي يرعاها من جهة ولطمأنة هذا الكيان الغاصب من اتفاق جنيف بين دول (5+1) وإيران حول الملف النووي الإيراني. وبالتأكيد فإن الطريق المفتوح بين الولايات المتحدة والشريك الصهيوني ليس سالكا وبدون عقبات حيث يكون هناك تعارض بين السياسات والمواقف بينهما خاصة وان الولايات المتحدة الأمريكية تنتهج سياسة الاستعمار الاقتصادي السياسي وتلجأ إلى العسكري أحيانا لكن دون البقاء على الأرض الفترة طويلة كما حصل في العراق حيث احتلت هذا القطر العربي عسكريا من عام 2003 حتى نهاية عام 2011م. وها هي تعمل على الخروج من أفغانستان في العام 2014 بعد أن احتلته في العام 2001م اما الكيان الصهيوني فهو استعماري إحلالي استيطاني باعتباره طريق تحقيق المشروع الصهيوني الذي يستهدف إقامة دولة اليهود كقاعدة ينطلق منها القادة الصهاينة للسيطرة على الوطن العربي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.

وتنفيذا لهذا المشروع تستخدم الحركة الصهيونية أتباعها في الولايات المتحدة الأمريكية الذين يبذلون الجهد بكل الوسائل لرسم التوجهات السياسية الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما شاهدناه ونشهده من تأثيرات منظمة اللوبي الصهيوني عبر نفوذها الكبير في الانتخابات الأمريكية الرئاسية والبرلمانية حيث يعمل كل مرشح لرئاسة الأمريكية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على كسب أصوات اليهود وأنصارهم عبر الالتزام بتقديم كل أشكال الدعم العسكري والمادي والسياسي والاقتصادي للكيان الصهيوني مما يعطي هذا الكيان التفوق والقدرة على انتهاج السياسات العدوانية ضد العرب مثلما ينسقون سياساتهم مع الشريك الأمريكي لمعالجة حالة الاستنفار والاستنزاف التي تفرضها المقاومة الفلسطينية واللبنانية والدول الداعمة للمقاومة ممثلة بالقطر العربي السوري وجمهورية إيران الإسلامية. سواء أكان هذا التنسيق عسكريا وظهر هذا الأمر جليا وواضحا في الحرب العدوانية على المقاومة الإسلامية في لبنان عام 2006م وقطاع غزة عام 2008/2009 وسياسيا في توفير الحماية للكيان الصهيوني في مجلس الأمن الدولي واستصدار قرارات من هذا المجلس تخدم الكيان مثل القرار رقم 1559 أيلول عام 2004م واستخدام حق الاعتراض "الفيتو" في هذا المجلس.

وتأتي زيارات كيري المتعددة والتي يفرض من خلالها على السلطة الفلسطينية الذهاب إلى المفاوضات مع الكيان الصهيوني لتشكل دعما لهذا الكيان الذي يفاوض شكليا ويتوسع استيطانيا عمليا مثلما يساعد الصهاينة على تشويه المقاومة إعلاميا وعمليا عبر وضعها على لائحة الإرهاب مثلما فعل مع حزب الله في لبنان وعسكريا عبر تخطيطه ورعايته للحرب العدوانية الكونية على سورية لأنها تتمسك بالقضية الفلسطينية ولأنها تدعم المقاومة التي تواجه احتلال الصهاينة لفلسطين العربية مثلما تقاوم المشاريع الأمريكية الصهيونية التي تستهدف إضعاف أقطار الوطن العربي عبر تجزئة أقطارها وخلق الفتن والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية في العديد من هذه الأقطار.

وبالطبع لا بد وان نتوقف عند محاولات الكيان الصهيوني ابتزاز الإدارة الأمريكية لتقوية ترسانتها العسكرية وبين الملف النووي الإيراني وهذا بالتأكيد احد أسباب زيارات كيري. وجهوده لإطلاق المفاوضات بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية وطمأنة الكيان الصهيوني وتزويده بكل مستلزمات القوة لمواجهة أية تهديدات لأمنه ووجوده.

المقاومة هي طريق تحرير الأرض واستعادة الشعب العربي الفلسطيني لحقوقه المشروعة وليس مشاريع كيري والمفاوضات مع العدو الصهيوني، رغم ذلك نسأل هي فعلا تسعى الإدارة الأمريكية لإيجاد  حل يعيد للشعب العربي الفلسطيني حقوقه؟

فـــؤاد دبـــور

11/12/2013