|
فلسطين ارض عربية وشعب
عقد المؤتمر اليهودي في مدينة بال السويسرية في عام 1897 بدعوة من الصحافي النمساوي اليهودي "ثيودور هرتسل" من اجل وضع الأساس والخطط لتحقيق الإستراتيجية الصهيونية الهادفة إلى هجرة يهودية كبيرة من عديد دول العام إلى ارض فلسطين العربية لإقامة "دولة اليهود" بعد الإقدام على طرد أصحاب الأرض الشرعيين وقد أسهمت حكومة بريطانيا في تحقيق هذا الهدف حيث اصدر وزير خارجيتها بلفور في عام 1917م وبالتفاهم مع الزعيم اليهودي حايم وايزمان إعلانا يعد فيه اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين العربية وتنفيذا لهذا الوعد عملت الحركة الصهيونية العالمية والحكومة البريطانية على استصدار قرار من عصبة الأمم في تموز عام 1922م يعطي بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وعملت حكومة الانتداب بكل الوسائل والأساليب وبذلت الجهود من اجل قيام الكيان الصهيوني فوق ارض فلسطين العربية على حساب الإنسان العربي الفلسطيني صاحب الأرض حيث تم ذلك في الخامس عشر من أيار عام 1948م ومع بداية قيام الكيان بدأت قضية اللاجئين الفلسطينيين وأصبحت جزءا أساسيا من قضية الصراع العربي – الصهيوني إن لم نقل جوهر الصراع والعنصر الأهم والأخطر في هذا الصراع ذلك لأنها ترتبط بالأرض والإنسان. وقد شكلت، ولا تزال، قضية اللاجئين الفلسطينيين هاجسا خطيرا عند الصهاينة حيث يعتبر هؤلاء أن عودة اللاجئين إلى أرضهم ومدنهم وقراهم بمثابة الانتحار لكيانهم الغاصب وهذا ما يجمع عليه الصهاينة بكل أحزابهم وتلاوينهم السياسية والدينية وعليه فقد حاول قادة الكيان الصهيوني وحكوماته تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر مشاريع ووسائل متعددة بدعم وإسناد من الحكومة البريطانية والدول الاستعمارية والامبريالية الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم الدعم والإسناد للصهاينة بتحقيق مشروعهم بجعل الكيان الصهيوني "دولة لليهود" وهذا ما أعلنه الرئيس اوباما قبل أسابيع وأوكل لوزير خارجيته جون كيري الذي يتحرك بجولات متتالية إلى المنطقة من اجل تحقيق هذا الهدف الذي يعني في حال تحقيقه ترحيل الفلسطينيين المتواجدين في ارض فلسطين العربية المحتلة منذ عام 1948 وشطب قضية حق العودة لأكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني يقيمون في العديد من دول العالم. أي أن الإدارة الأمريكية الحالية تعمل، مثلما عملت سابقاتها، عبر جولات وزير خارجيتها إلى تجاوز حق الشعب العربي الفلسطيني بالعودة إلى وطنه والتعويض عما لحق به من خسائر مادية ومعنوية وفقا لما أقرت به هيئة الأمم المتحدة في قرارها رقم 194 الصادر عام 1948، هذا الحق الذي تم تأكيد من هيئة الأمم المتحدة بقرارات متعددة نذكر منها (394 تاريخ 24/12/1950، قرار 3089 تاريخ 7/12/1973، قرار 3236 تاريخ 22/11/1974) لكن تبقى إرادة الشعب العربي الفلسطيني ومعه المخلصين من أبناء الأمة العربية اكبر من كل هذه القرارات حيث أن كل عربي مخلص لامته وقضاياها يرفض التخلي عن ارض فلسطين التاريخية مثلما يرفض اللاجئون الفلسطينيون كل مشاريع التوطين والتعويض كبديل عن الأرض وسيبقى شعبنا العربي الفلسطيني يقاوم المؤامرة التي تستهدف حقه في العودة إلى أرضه ووطنه ولن تنجح الإدارات الأمريكية ومن يتجاوب مع مشاريعها في كسر إرادة الشعب وفي جعله يتنازل عن حقوقه الوطنية المشروعة وبخاصة حق العودة، الحق المقدس. مثلما يرفض شعبنا ومعه أحرار الأمة المفاوضات الجارية مع العدو الصهيوني وكل ما ينجم عن هذه المفاوضات من تساويات تعمل إدارة الرئيس الأمريكي اوباما على تمريرها لما لها من مخاطر ليس على شعبنا العربي الفلسطيني وحقوقه فقط بل على كل أقطار امتنا العربية حيث ستزداد الهجرة اليهودية إلى فلسطين في ظل مثل هذه التسوية وتتوقف كليا مقاطعة العدو الصهيوني اقتصاديا وسياسيا مما يسهل على الكيان الدخول إلى الأقطار العربية وأسواقها وثرواتها النفطية منها والمائية. ولا بد لنا وان نتوقف عند توقيت الزيارات المتلاحقة لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري المرتبط بالمؤامرة على سورية والتي جاءت أساسا من اجل إضعاف سورية واستغلال انشغالها في مواجهة المخططات والمشاريع الأمريكية الصهيونية من اجل تصفية القضية الفلسطينية حيث أن سورية دولة مقاومة ودولة داعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان التي تواجه الكيان الصهيوني ولكن سورية صامدة ولن تتخلى عن قضية الشعب العربي الفلسطيني ، القضية الجوهرية للأمة العربية وسورية هي قاعدة النضال القومي لهذه الأمة وبالتالي فإننا على ثقة بأن المؤامرة على فلسطين وشعبها وسورية والأمة لن تمر وستفشل الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الشريك الصهيوني والأدوات في المنطقة في تمرير المؤامرة بل ستخرج الدولة السورية من الأزمة الصعبة اشد بأسا وأكثر قوة واقتدارا على النهوض والبناء. الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي فـــؤاد دبــور عمان 18/2/2014
|
|