|
سورية ومواجهة العدوان
يدل تاريخ سورية وبخاصة بعد وصول حزب البعث العربي الاشتراكي إلى الحكم في العام 1963 بوضوح على مقاومتها ومناهضتها الشديدة للمخططات الأمريكية والصهيونية في المنطقة وسورية قاعدة أساسية للمشروع النهضوي العربي الهادف إلى المواجهة والنضال لدحر المشروع الصهيوني الغربي الاستعماري الذي تقود الولايات المتحدة الأمريكية بإداراتها المتعاقبة هذه المواجهة التي تحقق السيادة والاستقلال والتحرر والتطور والتقدم لجماهير امتنا العربية في أقطارها كافة مثلما تحول دون نجاح المشروع المعادي الهادف إلى إنزال المزيد من التجزئة والتبعية لهذه الأقطار مما يسهل السيطرة على مقدراتها وثرواتها وتمكن الكيان الصهيوني من المشاركة في الثروات العربية. كانت سورية، ولا تزال، تتحمل المسؤولية الأولى وتشكل القاعدة والمرتكز لمقاومة المشروع المعادي وتعمل على صيانة المشروع القومي وامتداداته ليصل إلى كل مفصل من مفاصل أقطار الوطن العربي في المشرق والمغرب، وشكلت، ولا تزال، رأس الحربة في التصدي للمشاريع الصهيونية الأمريكية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والإجهاز على حقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة في الوقت الذي استسلمت أنظمة عربية امام هذا المشروع وحتى شرائح فلسطينية تنازلت عن عديد من هذه الحقوق لصالح الصهاينة وبضغط من الأمريكان ومن يدور في فلكهم من الأنظمة العربية وعليه، فقد كان من الطبيعي أن تتوجه القوى الاستعمارية والصهيونية ومعها التابعين من الأنظمة العربية نحو سورية لمحاصرتها وشن حرب دموية تدميرية قذرة عليها، ولكن وعلى الرغم من ثقل العدوان ومن ارتفاع وتيرة الإرهاب الدموي وما أصاب اقتصادها وعلى الرغم من اختلال موازين القوى بين سورية ومن يقف إلى جانبها من جماهير عربية ومقاومة ممثلة بالقوى الوطنية والإسلامية في لبنان على وجه الخصوص ودول إقليمية ودولية وبخاصة جمهورية إيران الإسلامية وروسيا الاتحادية والصين وفنزويلا ودول أخرى وبين الدول الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأنظمة عربية تدفع بكل ثقلها وأموالها وحتى العديد من مواطنيها إلا أن سورية قاومت وصمدت ودافعت وأثبتت قدرتها على التصدي والانجاز في ساحة المعركة العسكرية والسياسية، سواء المعركة الدائرة منذ ثلاث سنوات أو في المعارك السابقة حيث كان لسورية الدور الهام في تحقيق انتصار المقاومة ممثلة بحزب الله في تحرير معظم الأرض في لبنان من العدو الصهيوني في أيار عام 2000م، وكذلك انتصار هذه المقاومة على العدوان الأمريكي – الصهيوني المدعوم من أنظمة وفئات عربية في تموز من عام 2006م مثلما كان هذا الدور لسورية في صد المقاومة الفلسطينية للعدوان الصهيوني على قطاع غزة في كانون الأول عام 2008م. وقد جاءت هذه الانتصارات رغم استهداف سورية سواء أكان ذلك عبر الحصار الذي فرضته عليها الولايات المتحدة الأمريكية أم في استصدارها لقرار 1559/ أيلول عام 2004م الذي استهدف سورية في لبنان مثلما استهدف أيضا المقاومة اللبنانية . وحتى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005م كان يستهدف فيما يستهدف سورية. لكن وبكل فخر واعتزاز نقول بأن سورية صمدت بجدارة وقدرة امام هذه الاستهدافات العسكرية والسياسية والاقتصادية وواجهت، ولا تزال، تواجهها بعزيمة الرجال وحنكة وشجاعة واقتدار القائد والقيادة. وما زال الصراع محتدما بين قوى الشر والعدوان بكل تلاوينها وأشكالها وبين سورية العربية ومن معها من الجماهير الشعبية العربية والحلفاء والأصدقاء ، حيث تحول سورية بالدم والمال دون تمرير المخططات والمشروعات الصهيونية والأمريكية وأحقاد الحاقدين من أنظمة عربية، وستبقى مواقفها ثابتة مهما كلفتها هذه المواقف من تضحيات، نعم، سورية في عين العاصفة، وسورية هي قاعدة الأمن والاستقرار في المنطقة مثلما هي الركن الحصين للأمة بانتصارها تنصر الأمة، وهي السد المنيع والحاجز الصلب امام مشاريع الأعداء، تقاوم ولا تستسلم ، ولا تهن صابرة صامدة والانتصار على الأعداء هو هدفها الذي يتحقق على الأرض بسواعد الرجال والتفاف الشعب داعما ومساندا لقيادته الحكيمة والشجاعة التي تدير المعركة بكل عزم وتصميم واقتدار. القراءة للمشهد القائم والصراع الدائر في سورية وعليها تؤكد على خيار من اثنين. اما تكون مع الاستسلام والخنوع والعدوان واستهداف الأمة باستقلالها وقرارها السيادي المستقل وتصفية القضية الفلسطينية، وأما أن تكون مع حرية الأمة ومصالحها وكرامتها واستقلالها وسيادتها ووحدتها ومستقبلها. وسورية بالتأكيد ومعها كل الأحرار من العرب والمنطقة والعالم لن تكون إلا المقاومة والمدافعة والمتمسكة بكرامتها وكرامة الأمة متمسكة بقرارها العربي والقومي المستقل. نعم. سورية في مواجهة دموية مع العدوان تدافع عن شعبها وأمتها العربية بل عن كل الأحرار في هذا العالم وما زال الصراع مستمرا والنصر للمقاومة على العدوان قائما . فــؤاد دبـــور الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي عمان 22/2/2014
|
|