v

مكاتب الحزب > مكتب الثقافة والإعداد الحزبي المركزي > الوحدة الفكرية والتنظيمية في الحزب

 

 

 

الوحدة الفكرية والتنظيمية في الحزب

 

 

 

تعتبر المسألة التنظيمية من أهم القضايا التي تواجه الأحزاب، ويعتبر الاهتمام بها والنجاح في تطبيق أصولها من أهم الشروط لقيام تنظيم سياسي قوي يمارس كامل نشاطه على أساس من الوحدة التنظيمية المدعمة بالوحدة الفكرية والسياسية. والديمقراطية المركزية تعتبر أهم أسس هذه الوحدة من الناحية التنظيمية.

ان الحديث عن بناء الحزب، ووحدته الفكرية والتنظيمية، وعن صحة حياته الداخلية، وعن صحة علاقته بالجماهير، ونشاطاته، وتقويته وتطويره وتحسين أساليب عمله، لا يمكن ان يتم بمعزل عن الحديث عن الديمقراطية المركزية ومبادئها ومدى استيعابها وتطبيقها، والتأكيد عليها واعتبارها الركن الأساسي في تحقيق وحدة الحزب الفكرية، والتنظيمية، وتحقيق وحدة الإرادة والعمل بين صفوفه.

ان تقوية بناء الحزب، والنضال ضد كل المظاهر السلبية فيه، وتعميق عمله التثقيفي والسياسي والتنظيمي، وبخاصة في قيادة النضال في أوساط الجماهير من حيث تعبئتها وتنظيمها وتوحيدها وتوجيه نضالها نحو تحقيق أهدافها القومية والاجتماعية، ان كل اشكال النضال هذه والتي يخوضها الحزب على صعيد حياته الداخلية وعلى صعيد نشاطه في المجتمع وفي أوساط الجماهير ترتبط بالاهتمام بمبادئ البناء الحزبي، وجعلها القانون الذي ينظم حياته ويصوغ نشاطه العملي في سائر المجالات.

وفي حين ان برامج الحزب وخططه هي الانعكاس العملي لمسيرات وقوانين التطور الاجتماعية الموضوعية، فإن نظام الحزب الداخلي الذي تعتبر الديمقراطية المركزية من أهم أسسه هو قانون الحياة الحزبية الأساسي الذي يدعم النضال في سبيل تحقيق هذه البرامج والخطط ووضعها موضع التطبيق.

إن اهم الأسس المبدئية التي يرتكز عليها بناء حزبنا هي:

1.    الوعي العلمي لمبادئ الحزب ولطبيعة تلازم  النضال القومي والنضال الاشتراكي والالتزام به.

2.    الديمقراطية المركزية في التنظيم والعلاقات الحزبية.

3.    النقد والنقد الذاتي.

إن الديمقراطية المركزية تعتبر من اهم الأسس التي تنظم حياة الحزب ونشاطه وعليها يقوم النظام الداخلي للحزب، اذ هي التي تحدد الضوابط والنواظم للعلاقات الحزبية ولنشاطات منظمات الحزب بما يكفل تحقيق التناسق والانسجام والنظام والدقة وفي عمل جماهير الحزب.

ان النظام الداخلي يصوغ المنطلقات والأسس والقواعد التنظيمية، ويحدد هيئات الحزب ومنظماته على كافة مستوياتها وكذلك يحدد مهماتها وصلاحياتها، ويضع النواظم والضوابط ، وهو بذلك إنما يحدد الأسس والأصول الذي يقوم عليها التنظيم الحزبي والعمل التنظيمي بشكل عام وهو يعتبرها الشرط الضروري لقيام الحزب.

وقد أكد النظام الداخلي على أهم الأسس في بناء الحزب وخاصة فيما يتعلق بالناحية النظرية والناحية التنظيمية. والسبب في ذلك هو لان الوحدة الفكرية القائمة على أساس تسلح الحزب بنظرية علمية وعلى أساس الوعي العلمي لمبادئ الحزب ولطبيعة التلازم بين النضال القومي والنضال الاشتراكي والإيمان به من جانب، والوحدة التنظيمية التي تقوم على أساس الديمقراطية المركزية والنقد والنقد الذاتي من الجانب الآخر تشكلان الضمان الاساسي لتحقيق الوحدة الفكرية والتنظيمية في الحزب.

ان الوحدة الفكرية هي التي تقود الحزب والشعب نحو الأهداف المشتركة وهي التي تحدد طرق تحقيق هذه الأهداف، وتعتبر المرشد والدليل النظري في العمل.

أما التناسق والنظام في عمل منظمات الحزب ونشاط أعضائه فتضمنها وحدة الأسس التنظيمية وأهمها مبدأ الديمقراطية المركزية. ومن هنا تتحقق الوحدة الفكرية ووحدة الارادة والعمل من خلال وحدة المبادئ التنظيمية التي يقوم عليها البناء الحزبي. وان صحة هذه المبادئ النظرية والتنظيمية وصحة تطبيقها لا تتعلق بحياة الحزب الداخلية فقط، وإنما تتعلق بمجمل نشاط الحزب ونضاله في أوساط الجماهير وكذلك تشمل جميع ما يقوم به الحزب من أعمال ونشاطات في كافة المجالات.

ويرتبط بناء الحزب وتطوره وتقدمه المطرد وانتقاله من مرحلة الى مرحلة أكثر تقدما بجملة من العوامل والظروف الموضوعية والذاتية التي تحيط بعمل الحزب فهو يرتبط بدرجة تطور المجتمع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وبالمهام القومية والاجتماعية المطروحة امام جماهير الشعب من أجل تحقيق تحررها وتقدمها وبناء وحدتها القومية، وكذلك فهو يرتبط بالمصالح والأهداف القومية والاجتماعية التي يعبر عنها الحزب نفسه، وبصحة بنائه الفكري والتنظيمي وبصحة سياسته ومدى نضجه وقدرته على كسب ثقة الجماهير واعتناقها الواعي لمبادئه واعترافها بقيادته. وبلا شك فإن سلامة الحياة الداخلية للحزب والتطبيق الصحيح لمبادئ البناء الحزبي وتحقيق الوحدة الفكرية والتنظيمية تلعب دورا رئيسيا في تقوية الحزب وزيادة قدرته على العمل ، كما انها تساعد في رسم مسار نشاطه بين الجماهير وتضمن له النجاح في حل المهام التي يتصدى للقيام بها، وفوق ذلك فهي تعمل على توثيق الصلات والروابط الرفاقية والعلاقات الحزبية الصحيحة والموضوعية وفي روح التعاون الرفاقي والثقة بين أعضاء الحزب ومنظماته وهيئاته المختلفة.

ان أسس ومبادئ البناء الحزبي وتطبيقها بدقة يقود إلى إقامة علاقات حزبية صحيحة، متناسقة ومنسجمة ودقيقة وموضوعية ودائمة، تشعر عضو الحزب بالقوة والعزيمة على العمل والنضال وانه يتحرك ضمن طليعة يمثلها الحزب الذي تنتمي  إليه وتناضل من خلاله، هذا الحزب الذي لولاه لما كان بالإمكان توحيد هذه الجهود التي تعبر عن الإرادة المشتركة. وفي النظام الداخلي فإن الحزب "هو الطليعة الواعية المنظمة للجماهير العربية الكادحة، المسلحة بنظرية علمية تحلل الواقع العربي موضوعيا، وتستشرف قوانين التطور الاجتماعي، وترسم إستراتيجيتها، وأساليب النضال المختلفة لتحقيق الأهداف الرئيسية لامتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية".

كما اشار النظام الداخلي الى أهمية "تحديد القواعد والأسس التي تنظم أساليب عمل مختلف المؤسسات والهيئات والعناصر الحزبية، وعلاقاتها ببعضها في الاتجاهات الصحيحة التي تؤدي الى تحقيق أهداف الحزب بأقصر الطرق وأسلمها ممارسة ".

واعتبر ان تحديد هذه القواعد والأسس "جزء لا يتجزأ من وجود الحزب نفسه". وإذا كان البناء الفكري للحزب هو الذي يشكل أساسه التنظيمي، وإذا كانت القوى الاجتماعية التي يعبر عن مصالحها وأهدافها هي التي تحدد طابعه التغييري، وبالتالي تحدد مبادئه التنظيمية ووحدة عمله، فإن هذا يقود الى العلاقة الجدلية بين بنائه الفكري وبنائه التنظيمي، والى شرح وتوضيح اهم المبادئ التنظيمية، كما يقود ايضا الى الحديث عن القوى الاجتماعية التي يعبر الحزب عن مصالحها وأهمية تحديدها والمهام والأهداف التي يجب النضال لتحقيقها.

أما أهم الأسس والمبادئ التنظيمية التي يرتكز عليها البناء التنظيمي وكما حددها النظام الداخلي فهي الديمقراطية المركزية والنقد والنقد الذاتي. وسيتم الحديث عن كل منهما بالتفصيل لاحقا.