مكاتب الحزب > مكتب الثقافة والإعداد الحزبي المركزي > النقد والنقد الذاتي

 

 

 

النقد والنقد الذاتي

 

 

 

ان هذا  المبدأ هو روح وجوهر الديمقراطية المركزية. ومن خلال تطبيقه في حياة الحزب والحزبيين, يتمكن الحزب باستمرار من تكريس كل القيم الايجابية في حياته , والحفاظ على نقائه, وتطوير نفسه, وتحسين اساليب عمله , وتجاوز كافة الاخطاء, والسلبيات ونفيها من حياته .

ان مبدأ النقد والنقد الذاتي يعتبر اساس قوة اي حزب , لا يستطيع ان يعيش بدونه ويمارس دوره وينجز المهام  المطلوبة منه . ان تطبيق هذا المبدأ هو الذي يسمح باكتشاف الاخطاء, ورؤية النواقص, والعمل على تلافيها واستئصالها, ويسمح كذلك بملاحظة الجوانب السلبية والأساليب الضار ة , والاستعاضة عنها بأساليب جديدة صحية ومناسبة.

ان تطبيق هذا المبدأ يتيح  احلال الاساليب والعلاقات الحزبية الصحيحة والموضوعية , بديلا عن الاساليب والعلاقات الشخصية , وكافة الظواهر المرضية, وما لا ينسجم مع مبادئه وبرامجه وسياسته  ومقررات مؤتمراته, ونظامه الداخلي.

ان الحزب الثوري هو القادر على ممارسة النقد والنقد الذاتي , والذي لا يخشى التحدث عن نقاط ضعفه, وتجاوزها, والتعلم منها. ان حزبنا وهو يؤكد على اهمية الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي , فانه في الوقت ذاته يرفض ان تتحولا الى نوع من التسيب والفوضى وفقدان الشعور بالمسؤولية, وعدم المبالاة, وان يتحول بالتالي عن مبدئيته , فتضيع هويته, و يضعف دوره او ينتهي . ان التهرب من النقد والنقد الذاتي يؤدي الى تراكم الاخطاء, وشل فعالية الحزب ونضاليته وأضعاف دوره وبنفس الوقت يضعف ثقة الحزبين بحزبهم وثقة الجماهير به, مما يؤدي الى ضعفه وتفكيكه وسقوطه.

ان مبدأ النقد والنقد الذاتي يمكن الاحزاب ان تنمو وتتطور, لأنه  يتيح المراقبة والمراجعة الدائمة لمسيرة الحزب, التي تعتبراهم شروط دفعه الى الامام , ولانها تؤكد حيوية الحزب وقدرته على معرفة نقاط ضعفه وتحسين اساليب عمله ونشاطه وزيادة فعاليته وتدعيم دوره, بتوثيق صلته بالجماهير ومصارحتها باستمرار بالحقيقة . ان نقد الحزب لأخطائه امام القواعد وأمام الجماهير هو علامة قوة وصحة وحيوية , ويجعل الجماهير تنظر اليه نظرة ثقة واحترام عندما  ينقد نفسه, يصارحها بصدق بنجاحاته وأخطائه مبينا اسبابها وعواملها المختلفة , من أجل ان يعلمها ويتعلم منها, وليكون قادر ا على توعيتها وتعبئتها وتنظيمها وقيادتها قيادة قائمة على الثقة والاقتناع الواعي الحر.

ان كل فرد معرض للخطأ , وبالتالي فان  الهيئات والمؤسسات المشكلة من الافراد  معرضة للخطأ ايضا, لان قراراتها هي محصلة اراء اعضائها من الافراد وهذا ايضا ينطبق على الاحزاب, وهذا أمر لا يعيبها ما دام الحزب قادرا على التصحيح الذي يتم برؤية الاخطاء ودراسة اسبابها  وتجاوزها والاستفادة منها.

ان تصفية الأخطاء والظواهر  السلبية لا تتم بمجرد ابداء الاستياء, والاحتجاج , والنقد غير المسؤول وإطلاق الشعارات جزافا , لكن ذلك يتم بالنقد المسؤول والهادف , وبالعمل  الايجابي والواعي وبسيادة جو الحوار والديمقراطية .

ان كل فرد معرض للخطأ , وكذلك الهيئات والمؤسسات لان قراراتها  محضلة لأراء الافراد الاعضاء فيها, وهذا ينطبق على الاحزاب. ان الخطأ بحد ذاته لا يشكل خطرا على حياة الحزب, ولكن الخطر يكمن في اغفاله وتركه يستفحل وبالتالي يفتك ويخرب. ان المهم حين نواجه خطا وظاهر سلبية هو الموقف الذي نتخذه ازاءها وان العبرة هي في مواجهة الخطأ ومعالجته والقدرة على تجاوزه.

ان الحزب يؤكد على ان الاساس الصحيح لمعالجة الاخطاء والظواهر السلبية هو بالمزيد من ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي واعتباره قضية حيوية يتعلق به وبصحة تطبيقه مستقبل الحزب , واتجاه تطوره ومصيره . ان هذه القضية هي قضية الحزب كله. من قمته الى قاعدته ’ كل هيئاته ومنظماته وأعضائه مطالبون بوعي هذا المبدأ وتطبقيه في حياتهم الحزبية.

ان المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الهيئات القيادية , لأنها فضلا عن انها مطالبة بتطبيقه على نفسها, فأنها هي التي تقود تطبيقه في مختلف المنظمات الحزبية الادنى , لان غياب هذا المبدأ يعني غياب النظام الداخلي الذي ينظم حقوق الأعضاء وواجباتهم وكذلك علاقة الهيئات والمنظمات الحزبية والأعضاء بعضهم ببعض,  ولان غياب هذا المبدأ يعني غياب الديمقراطية المركزية.

ان الإساءة الى هذا المبدأ هو إساءة الى النقد والى الديمقراطية والى الحزب ونظامه والى الدور الذي يقع على عاتق الحزبين القيام به. ان مبدأ النقد والنقد الذاتي والديمقراطية المتوازنة مع المركزية هما الطريق الصحيح الوحيد لحماية الحزب، وحماية نظامه الداخلي، وحماية حياته الداخلية وتطويره. ان أكثر ما يسيء الى  الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي هو تحويله الى مجرد ثرثرة وكلام غير مسؤول وإكثار الحديث عنه دون تطبيقه عمليا.

ان واجبنا هو في مواجهة أنفسنا، والبحث بجدية عن أفضل الوسائل لتحسين أساليب عملنا وفي أسباب الأخطاء والظواهر السلبية ووسائل علاجها بروح نقدية مسؤولة.

ان العيب ليس في النقد والنقد الذاتي، بل باستمرار الأخطاء دون معالجة. ان علينا ان نسمي العيوب بأسمائها وان نرد العلل والعيوب الى أسبابها. ان كل عضو او هيئة عندما يمارس النقد والنقد الذاتي فإنه بذلك يشارك مشاركة فعالة في حياة الحزب، وهكذا يتعاظم شعوره بالمسؤولية فتختفي من حياته الكثير من ظواهر الضعف والخلل والتواكل واللامبالاة والتسيب.

ويجد الاشارة هنا الى ضرورة ان لا يضيق عضو او هيئة ما ذرعا بالنقد والنقد الذاتي ما داموا حريصين على التخلص من الأخطاء والنواقص والعيوب، وما داموا حريصين على مصلحة  الحزب ومصلحة الجماهير ويريدون الوصول بنضالهم الى تحقيق أهدافهم السامية.

انه ليس من الديمقراطية في شيء تحويل النقد والنقد الذاتي الى مجرد ثرثرة، وكلام غير مسؤول، والى مجرد إبداء الاستياء والاحتجاج، وكذلك ليس من المركزية في شيء الضيق والبرم بالنقد والنقد الذاتي وكبته والتضييق عليه، ففي الأولى فوضى شاملة وفي الثانية دكتاتورية وارهاب فكري وفي هذا شل للحزب وإضعاف لدوره وإنهاء لوجوده.

ان مسؤولية حماية الحزب وتطويره تتحقق بالديمقراطية المركزية والنقد والنقد الذاتي واعتباره ضرورة حيوية للحزب اذ هو يساعد على تقوية روح الانتماء للحزب ويساعد على تقوية الحزب نفسه وعلى شد الحزبيين لحزبهم وتحقيق الوحدة الفكرية والتنظيمية فيما بينهم وتحقيق وحدة الإرادة والعمل بين صفوفهم.

اننا بممارسة الديمقراطية المركزية والنقد والنقد الذاتي، نتخلص من عيوبنا وأخطائنا، ونحسن أعمالنا وممارستنا، ونقوي وحدتنا، ونعزز علاقتنا بالجماهير وثقتها بنا كحزب  طليعي اخذ على عاتقه قيادة هذه الجماهير، نحو تحقيق أهدافها وخدمة مصالحها.