|
يتلخص ما يعنيه مبدأ الديمقراطية المركزية والشيء
الرئيسي فيها:
1.
ان يبني الحزب وتنظم حياته الداخلية على أسس ديمقراطية
عن طريق ممارسة حق التعبير الحر عن الرأي وتحقيق أوسع
مشاركة في حياته وتطبيق مبدأ النقد والنقد الذاتي
ومبدأ الانتخابات والمحاسبة.
2.
ان يبنى الحزب بناء ثوريا، له هيئة قيادية مركزية
واحدة، ويمارس كامل نشاطه على أساس الوحدة الفكرية
والتنظيمية، وان يكون له برنامج سياسي ونظام داخلي
موحد.
3.
ان يسود في الحزب انضباط ونظام موحد، تخضع بموجبه
الاقلية لرأي الأكثرية، والهيئات والمنظمات الدنيا
للهيئات والمنظمات العليا وتنفذ قراراتها.
أما الشيء الرئيسي والجوهري في الديمقراطية والمركزية
فيتلخص فيما يلي:
§
الديمقراطية:
الانتماء الى الحزب انتماء طوعي واختياري وهذا تعبير
عن الديمقراطية واحد مظاهرها. وتترسخ هذه الديمقراطية
وتتعمق أكثر فأكثر من خلال التنظيم نفسه باعتبار انه
يمارس كافة نشاطاته على أسس كفيلة بإطلاق المبادرات
لجميع هيئات الحزب ومنظماته وأعضائه بشكل واسع منظم
ومنتج يتجلى فيما يلي:
§
جميع شؤون الحزب تبحث من قبل جميع الأعضاء والمنظمات
الحزبية، أما مباشرة و عن طريق ممثليهم في القيادات
والمؤتمرات الحزبية.
§
جميع المنظمات والهيئات تخضع لمبدأ المحاسبة بدءا من
أصغر منظمة او هيئة حتى اعلى قيادة وأعلى مسؤول في
الحزب.
§
تطبيق مبدأ الانتخابات يتيح محاسبة القيادات وعزلها
كليا او جزئيا عند اللزوم، وهذا يضمن التجديد
والاستمرار في هيئات وعمل الحزب.
§
جميع أعضاء الحزب ومنظماته تشارك بشكل فعال في حياة
الحزب ونشاطاته المختلفة النظرية والعملية- وتتحقق
الديمقراطية هنا بممارسة الجميع لحقوقهم ووجباتهم دون
تمييز.
§
تطبيق مبدأ "النقد والنقد الذاتي" وإبداء الرأي
والمشاركة في شؤون الحزب هي صورة واضحة للديمقراطية.
وهنا يؤكد الحزب الى ان ممارسة هذا المبدأ بمسؤولية لا
تعني الاكتفاء بالنقد وإبداء الملاحظات بل في تحمل
المسؤولية والقيام بالواجب الحزبي. كما يجدر التأكيد
هنا بأن ممارسة الديمقراطية في تطبيق هذا المبدأ لا
تعني الفوضى والتسيب والسماح بالدعوة لأية آراء او
أفكار معادية للحزب، او للسماح بوجود تكتلات داخل
الحزب تعمل على التعريض لسياسته وممارسة النقد غير
المشروع او ممارسة أعمال التخريب ونشر الفوضى والبلبلة
والتفكك في صفوفه.
§
ان هدف ممارسة هذا المبدأ هو تحسين اداء الحزب وتخليصه
مما هو ضار وجعله باستمرار قادرا على مواجهة جميع
الأخطار والنواقص والعيوب والانحرافات وتصحيحها بروح
مسؤولة وعمل جماعي هادف.
§
تطبيق مبدأ القيادة والمشاركة الجماعية وخاصة على
مستوى القيادات مع التأكيد على المسؤولية الشخصية لكل
عضو، وهذا من شأنه رفع مسؤولية الأعضاء وخاصة
القياديين. وهنا نؤكد على ان القيادة الجماعية لا تعني
تمييع المسؤولية وعرقلة المبادرة اليومية للقيادة ومنع
الحركة المرنة لهذه القيادة.
§
تتحقق الديمقراطية في الممارسة اليومية والعملية عن
طريق عقد الاجتماعات للمنظمات والهيئات الحزبية بشكل
مستمر ومنظم وتقديم التقارير عن نشاطاتها ومناقشتها
واتخاذ القرارات بشأنها. ان الديمقراطية تستدعي
التحسين الدائم لأشكال التنظيم وأساليب العمل وتتيح
لجميع منظمات الحزب وهيئاته وقواعده تطوير فكرها
وأساليب عملها وتغنيها وتتيح لها القدرة على الحركة
والمبادرة وتحقيق الفعالية في العمل.
§
المركزية:
ان نشاط الحزب وعمله يتطلبان وحدة أعضاء الحزب
وانضباطهم والتزامهم بمبادئ الحزب وأفكاره وسياسته
وبرامجه ونظامه الداخلي ومقررات مؤتمراته وهيئاته
المسؤولية دون النظر الى وظيفة ومكانة أي منهم. ويعتبر
هذا شرط عضوية أي حزبي وواجبا ومسؤولية على جميع
الأعضاء الالتزام بها. ولتحقيق ذلك لا بد من وجود هيئة
قيادية عليا مسؤولة تتحقق من خلالها وحدة الفكر
والتنظيم، ووحدة الإرادة والعمل.
ان وجود هذا المركز القائد هو الذي يصهر ويوحد جميع
أعمال الحزب ونشاطاته ويوجهها نحو هدف واحد، وان يضفي
عليها الوحدة بدلا ان تظل منعزلة ومشتتة ومبعثرة لا
ناظم لها ولا رابط يجمعها. ان تعزيز الانضباط
والالتزام وتحقيق الوحدة الفكرية والتنظيمية والسياسية
وتحقيق وحدة الإرادة والعمل شروط هامة لنجاح الحزب في
نشاطه العملي وحل كافة المهام المطروحة أمامه، هذه
كلها مرتبطة بشكل وثيق بتطبيق مبدأ المركزية الذي
يشتمل على ما يلي:
§
مراعاة مبدأ التمركز في بنيان الحزب فكريا وتنظيميا
وسياسيا وفي نشاطه العملي، والتمسك والالتزام بمبادئ
الحزب ونظامه الداخلي وبرامجه وخططه ومقررات مؤتمراته
وخاصة العليا منها، لان هذا المبدأ هو أهم المنطلقات
في بناء الحزب وفي الممارسة المنظمة لنشاطه العملي. ان
هذا يعني وجود قيادة عليا تقود كل نشاط الحزب وهي التي
تمثل مركز الحزب الفكري والتنظيمي والسياسي، وتشرف على
مجمل نشاطاته مما يجعل الحزب طليعة نضالية موحدة قادرة
على المبادرة والتصدي للمهام المطروحة أمامها بقوة
وحزم. ان مركزية ووحدة القيادة تجعلها قادرة على
الحركة والمبادرة وتسمح لها بممارسة اوسع الصلاحيات في
مواجهة الظروف الدقيقة التي قد تواجه الحزب، كما تتيح
لها إيجاد توجيه موحد لها وإضفاء الطابع المنسق
والهادف لعمل المنظمات والقواعد الحزبية، وتحقيق
التنسيق والانسجام والدقة والنظام في تنفيذ قرارات
وعمل الحزب.
§
ان القيادة المركزية كاملة الصلاحيات في غياب المؤتمر
وعليها كما على غيرها من القيادات تقديم تقارير عن
أعمالها الى المؤتمرات، وتعد مسؤولة مسؤولية كاملة
أمامها. ان على الهيئة القيادية العليا ان تنظم أمور
عملها وفق النظام الداخلي للحزب، وان تشكل المكاتب
والهيئات واللجان المساعدة لها.
§
ان المركزية في الحزب تعني ان يكون الحزب منظمة موحدة
مركزة، وهذا يؤدي الى تحقيق وحدة الحزب الفكرية
والتنظيمية والسياسية، ووحدة الإرادة والعمل فيه. وان
تحقيق التمركز والوحدة في الحزب يجب ان يقوم على أساس
تطبيق مبدأ القيادة والمشاركة الجماعية الواسعة
والعميقة في الحزب.
§
مراعاة مبدأ الالتزام والانضباط الحزبي على جميع
المستويات، وهذا شرط عضوية أي إنسان في الحزب وشرط
لعلاقة الهيئات والقيادات والمنظمات والمؤتمرات الأدنى
بالأعلى منها. واجب على كل عضو في الحزب مهما كانت
مكانة الالتزام والانضباط والطاقة الحزبية، لان غياب
ذلك في حياة الحزب يؤدي الى ضعف وحدته وفقدانها وتشتت
إرادته وتمزقه. ان وحدة الإرادة والعمل مستحيلان بدون
الانضباط الصارم والطاقة الحزبية والالتزام بقرارات
الحزب.
§
ان هذا المبدأ يعتبر ان الديمقراطية الحقيقية في
مناقشة القضايا المختلفة وتبادل الآراء تصبح انضباطا
صارما بعد اتخاذ القرار بالأكثرية. ان هذا الانضباط
يجب ان يكون انضباطا واعيا يترافق بنشاط فعال وشعور
عال بالمسؤولية، وليس التزاما سطحيا وشكليا وطاعة
عمياء دون وعي وإدراك لأهمية هذا الالتزام بالقرارات
وأهمية العمل على تنفيذها ورغم أهمية مبدأ المركزية
فإن التركيز الشديد عليه وتغليبه على مبدأ المشاركة
الجماعية والممارسة الديمقراطية قد يحوله الى وسيلة
لفرض الدكتاتورية او فرض أساليب بعيدة عن روح
الديمقراطية المركزية وجوهرها مما يؤدي الى ضعف الحزب
وتعطيل فعاليته وتهديد وجوده. كما يجب في مجال الحديث
عن المركزية التحذير من البيروقراطية التي قد تحول
المركزية الى مجرد إصدار أوامر وتعليمات بعيدة عن روح
التفاعل وعلاقة الثقة بين مختلف القيادات المتسلسلة
وبين المنظمات الأدنى والقواعد الحزبية . وقد يؤدي ذلك
الى تحويل الانضباط والالتزام والطاعة الحزبية الى
مجرد تنفيذ شكلي وطاعة عمياء، بعيدة كل البعد عن روح
المبادرة والمشاركة الواعية والنشاط الفعال والعمل
الموحد لكل الحزب.
§
ان رأي الأكثرية في أي مؤسسة حزبية هو رأي الحزب في كل
أمر يدخل ضمن اختصاصها، ورأي الأكثرية هو المقياس
الوحيد لموقف الحزب وحرية الموقف. ويؤكد حزبنا على أنه
يمنع منعا باتا ان يجعل أي رأي يبديه العضو في جلسة
نظامية لأي مؤسسة حزبية أساسا لاتهامه والتهجم عليه
وهنا تجدر الاشارة الى انه في حالة انعدام الاجماع في
قضية هامة فيجب تنفيذ القرار عن قرب حتى اذا تبين خطؤه
وحب التراجع عنه في الوقت المناسب وبأسلوب حزبي سليم
تترسخ معه مبادئ الديمقراطية والنقد الذاتي والالتزام
الحزبي.
اعتبار قرارات الهيئة والمنظمات العليا ملزمة للأدنى
منها ولجميع اعضاء الحزب. وهذا يشير الى العلاقات بين
الأعلى والأدنى والى صلاحيات ومهام أي هيئة او منظمة
او عضو في الحزب . وهو يؤكد على مبدأ الالتزام مع
ضرورة التقيد بصلاحيات الهيئات والمنظمات والأعضاء
ومهامها ومسؤولياتها المحددة في نظام الحزب ورغم هذا
الالتزام فإن من حق أي هيئة او منظمة حزبية او عضو
حزبي مناقشة القرارات وإبداء الرأي فيها وفق الأصول
الحزبية وفي ضوء نجاحها او عدم نجاحها والمطالبة
بالإصرار عليها او تعديلها. وباختصار فإن المركزية في
التنظيم السياسي تتحقق عن طريق خضوع الأقلية خضوعا
طوعيا واعيا، وخضوع الهيئات الدنيا للهيئات العليا
وخضوع الهيئات والمنظمات الحزبية لقرارات القيادة
المركزية وتوجيهاتها.
|
