|
تمر امتنا العربية هذه الأيام بانعطافة كبرى لها
بشائرها ونتائجها الايجابية على حاضر الأمة ومستقبلها.
فبعد نجاح ثورة الشعب العربي التونسي بالإطاحة بحاكمة
الطاغي ابن علي ونظامه واضطراره الى الفرار خارج بلده
الذي حكمه بالحديد والنار، تم مع غروب يوم الجمعة اول
امس 11/2/2011م انتصار الثورة المجيدة لشعب مصر العظيم
حين أعلن الحاكم الطاغية الاخر حسني مبارك تخليه عن
الرئاسة وتسليم الامور للجيش بما يعني تحقيق ارادة
الشعب وتحقيق الهدف الرئيسي لثورة 25 كانون الثاني وهو
إسقاط الرئيس ونظامه الذي استعبد شعب مصر الحر ونهب
خيرات البلد وخالف العقيدة الدينية والسياسية لجماهير
شعب مصر حين قبل هذا النظام ان يكون حاميا لأمن الكيان
الصهيوني العدو الاول لمصر والأمة العربية وعمل على
تطويق قطاع غزة المجاهد مانعا عنه وصول الحد الأدنى
لما هو ضروري لحياة الشعب هناك.
ان الثورات ليست جديدة او غريبة على مصر العربية التي
خبرت ثورات احمد عرابي ومصطفى كامل وسعد زغلول وثورة
يوليو 1952 بقيادة الراحل العظيم جمال عبد الناصر، ثم
ثورة الخبز عام 1977 أيام السادات وإضراب عمال مصانع
المحلة قبل اشهر وأخيرا ثورة الشباب التي توجت
بانتصارها العظيم يوم الجمعة اول امس.
لقد سجل شباب مصر الذين كانوا وقود وأدوات الثورة بشكل
أساسي ومعهم قوى سياسية اخرى صفحة مجيدة مشرقة في سجل
تاريخ مصر والأمة العربية حين استمر في الميادين
المختلفة في القاهرة وبقية المدن المصرية الثائرة لمدة
ثمانية عشر يوما ورفض عن وعي عميق كل محاولات الرئيس
والنظام للالتفاف على هذه الثورة في محاولة لإبعادها
عن أهدافها واصر على انه باق في كافة الميادين حتى
يتحقق هدفه الذي لا بديل عنه وهو إسقاط الرئيس والنظام
بالكامل رافضا بذلك الإبقاء على البنية التحتية للنظام
كما تريد امريكا والعدو الصهيوني وهذا يعني إزالة
النظام وكل ما يتصل به ما حاشيه ومساعدين وأعوان كانوا
بالنسبة له الادوات التي تحقق له كل ما يريد من أعمال
قمع وإحداث تغييرات دستورية تمكنه من احكام سيطرته على
كل مفاصل الحياة في مصر بحيث أصبح الدستور أوراقا
عليها مواد يتم تغييرها وتعديلها وحذفها بما يخدم رأس
النظام وأولها المواد الستة التي تم طرح إعادة تعديلها
بما يخدم الديمقراطية وحكم الشعب في مصر.
ان الشعب العظيم في مصر، ونظرا لأنه يمر بمرحلة هامة
ودقيقة ومع كل تحياتنا له وتمنياتنا له بتحقيق كامل
أهداف ثورته المجيدة، نتمنى ان يتحقق ما يلي:
(1)
ان يتم الالتحام العضوي بين الشعب وجيشه الذي على
عاتقه حماية الشعب والوطن.
(2)
التزام الجيش الوطني بكل تعهداته والتزاماته بنقل سلمي
مدني للسلطة وفاء لثورة الشعب ودماء شهدائه.
(3)
العمل على تشكيل حكومة وطنية موسعة تضم كافة الأطياف
والقوى الشعبية والوطنية .
(4)
العمل على تشكيل مجلس تأسيسي من ذوي الاختصاص لوضع
دستور جديد يحقق الإصلاح الديمقراطي المنشود وفي
مقدمته حق تشكيل الأحزاب السياسية وحرية الصحافة
والإعلام.
(5)
العمل على تشكيل هيئة وطنية مختصة للنظر فيما ورد عن
ثروة الرئيس السابق واسرته وثروات الوزراء وبعض مسؤولي
الحزب الحاكم سابقا والعمل بكل الوسائل المتاحة
لاستردادها لصالح خزينة الدولة.
(6)
ضرورة توخي اعلى درجات الحيطة والحذر وعدم تمكين أي
كان من اختطاف الثورة والالتفاف على منجزاتها الآنية
والمستقبلية.
(7)
العمل على إعادة النظر بمعاهدة كامب ديفيد التي أخرجت
مصر من المواجهة مع العدو الصهيوني وسلبته دوره الرائد
والمؤثر في مسيرة النضال القومي العربي وبشكل خاص قضية
فلسطين مع العلم ان مضمون المعاهدة يصب في خدمة الطرف
الصهيوني.
(8)
العمل على وقف الهدر بثروة مصر ووقف ضخ الغاز المصري
للكيان الصهيوني بثمن يقارب البلاش.
(9)
العمل على رفع الحصار فورا عن قطاع غزة وهدم السور
المقام على حدود مصر مع القطاع المجاهد بما يمكن اهل
القطاع من الصمود واستمرار مقاومة العدوان الصهيوني
المستمر.
(10)
العمل بكل الصدق والموضوعية وبما يمليه الضمير الوطني
لإعادة الوحدة بين الأطراف الفلسطينية بما يخدم ثوابت
شعب فلسطين واستعادة حقوقه الوطنية.
(11)
الإسراع بعودة العلاقات الطبيعية بين مصر الثورة من
جهة ودول وقوى الممانعة العربية المقاومة لتمرير
المشاريع الأمريكية الصهيونية وفي مقدمتها سورية
العربية وقوى المقاومة والجهاد العربية.
إننا نتحرق شوقا، شأن كل جماهير شعبنا لرؤية مصر
الشقيقة وقد عادت لاحتلال مكانها الطبيعي في طليعة
قيادة المسيرة القومية العربية نحو الوحدة والتحرير
وهي التي قدمت التضحيات الجسام على هذا السبيل قبل
معاهدة كامب ديفيد.
عاشت مصر عربية حرة وفي طليعة النضال القومي العربي
المجد والخلود لشهداء ثورة 25 كانون الثاني وكل شهداء
امتنا
والله اكبر والعزة لله ولامتنا المجيدة الخالدة.
حزب البعث العربي التقدمي
|
