جامعة الدول
العربية
وقرارها ضد
سورية
جاء قرار جامعة الدول العربية بعد الفشل الذريع الذي
أصاب المخطط الأمريكي الصهيوني الأوروبي الاستعماري
المتعدد الإبعاد، إعلاميا، عسكريا اقتصاديا، وشطب
سورية سياسيا بسبب إصرارها على التمسك بمواقفها
الوطنية والقومية ومجابهتها للمشروع الأمريكي الصهيوني
ولمعاقبتها على دورها في الهزيمة التي منيت بها
الولايات المتحدة الأمريكية في العراق والهزيمة التي
أصابتها مع الشريك الصهيوني في لبنان اثر الحرب
العدوانية في شهر تموز عام 2006م، وعلى قطاع غزة في
أواخر شهر كانون الأول عام 2008م . وجاء الرد الحاسم
على القرار من أبناء الشعب العربي السوري الذين خرجوا
بالملايين في معظم المدن والمحافظات في القطر العربي
السوري يعبرون عن استعدادهم لمواجهة المؤامرة التي
تستهدفهم وتستهدف وطنهم وقيادتهم وعبروا أيضا عن
استعدادهم للتضحية من اجل وطنهم وأنفسهم وقيادتهم. وعن
إيمانهم بأن سورية إنما تتعرض للتهديد والضغوط
السياسية والاقتصادية والعسكرية عبر العصابات
الإرهابية التي تتزود بالسلاح والمال من جهات غربية
وعربية ضالعة في المؤامرة التي ما كانت لتتم إلا بسبب
مواقف سورية الوطنية والقومية وتمسكها بالمشروع القومي
والأمة العربية الواحدة، يدرك العرب جميعا بأن سورية
تمثل خط الدفاع عن قضايا الأمة وانها موئل القومية
العربية ودرع المقاومة وهذا ما يجعل جماهير الشعب
العربي المخلصة لقضايا الأمة العربية تتصدى لأطراف
المؤامرة في الخارج وأدواتهم في الداخل العربي بعامة
وفي سورية بوجه خاص.
لقد سببت الحشود الشعبية السورية المليونية التي خرجت
في جميع المدن والمحافظات هلعا كبيرا للدوائر
الامبريالية المتآمرة وأدواتهم الدائرين في فلكهم من
الأنظمة العربية الذين اسقط في أيدي المقاولين
السياسيين لتنفيذ المشروع الامبريالي والذين اشتهروا
باللعب والعبث بعقول الناس والذين تاجروا ويتاجرون
بدماء الشهداء وباعوا أنفسهم في سوق النخاسة
بالدولارات النجسة من اجل هذا أو بسببه توجهوا إلى ما
يسمى بجامعة الدول العربية في محاولة للنفخ بروحها
التي فقدتها وتجمدت الدماء في عروقها عندما تعلق الأمر
بالعدوان الأمريكي الإجرامي على العراق وهذا أن لم نقل
انها غطت هذا العدوان، مثلما غطت العدوان الأمريكي
الصهيوني على لبنان ومقاومته في الثاني عشر من تموز
عام 2006م، وناورت لتفسح المجال امام العدو الصهيوني
الوحشي على قطاع غزة أواخر عام 2008م حتى تفسح المجال
للعدو للقضاء على المقاومة الفلسطينية. كما لعبت دور
المحلل الذي اتاح لقوات حلف الناتو قتل أكثر من مئة
ألف مواطن ليبي وتدمير مدن ليبية. وها هي الآن بقرارها
الظالم الأخير ضد سورية والذي جاء بسرعة غير مسبوقة
لجامعة يقود معظم دولها قزم صغير اشتهر بالتآمر على
الأمة لمنفعة مشاريع حلفائه الصهاينة وأصحابه
الأمريكان الذين يقيمون في بلده قواعد عسكرية كبرى
تهدد امن المنطقة بأسرها.
على أية حال لن تؤثر قرارات الجامعة ومشاريعها
العدوانية على سورية وشعبها الذي تمرس في النضال
والمواجهة ونحن بدورنا نقف إلى جانب جماهير امتنا
الواعية لابعاد المخطط التآمري الذي يستهدف معسكر
المواجهة والمقاومة إلى جانب سورية لأنها تمثل قلعة
الصمود العربي والسد المنيع امام المشروعات والمخططات
المعادية، التي تستهدف الأمة.
إننا تقف الى جانب سورية قيادة وشعبا لأنها تمثل فعليا
قلب العروبة النابض فإذا توقف القلب مات الجسد، سورية
المقاومة، سورية الداعمة للمقاومة العربية التي ألحقت
الهزيمة بالمشاريع والمخططات الأمريكية الصهيونية من
خلال تصديها ومجابهتها، هذه المقاومة التي دعمتها
سورية بكل إمكاناتها مما مكنتها من إلحاق الهزيمة
بأمريكا في العراق وهزمت أمريكا والصهاينة في لبنان
وقطاع غزة أن المرحلة التي نعيشها تاريخية وتشكل
منعطفا هاما في حياة الأمة مما يرتب على كل عربي حر
كريم اتخاذ الموقف القومي المدافع عن الأمة والحفاظ
على أمنها ومستقبلها واستقلالها.
|