مكاتب الحزب > مكتب الإعلام المركزي > بيان صادر عن مكتب الإعلام المركزي

 

 

 

 

 

بيان صادر عن مكتب الإعلام المركزي

لقد تميزت سورية العربية بما نعمت به من الأمن والاستقرار ومنذ بضعة عقود قبل أن يبدأ الحراك فيها في شهر آذار من العام الماضي تحت شعار زائف هو تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية، ولم يمض أسبوع واحد على ذلك حتى اعلنت القيادة السياسية فيها عن عدد من القوانين الإصلاحية وتم الإعلان عن تشكيل لجان لتشريع قوانين جديدة تنظم الحياة السياسية والاقتصادية فيها، وتمت دعوة مجموعات المعارضة للمشاركة في صياغة هذه القوانين الجديدة، وبدلا من قبول هذه الدعوة فقد قامت المعارضة في الخارج بالرفض المطلق لها واستمر التصاعد في عمليات الإرهاب والقتل والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين وارتكاب أعمال الإجرام بحق العسكريين من القوات المسلحة وقوات حفظ النظام في عدد من المحافظات السورية، وكانت هذه الأعمال الإرهابية تلقى كل أشكال الدعم المادي واللوجستي والإعلامي من القوى الامبريالية الغربية ومن أدواتها في المنطقة وفي مقدمتها تركيا التي أثبتت انها لا زالت ذراع حلف الناتو في المنطقة ومشيخة قطر وغيرها من الضالعين في التآمر التي اتفقت مع الولايات المتحدة ومنذ سنوات على إنشاء أكاديمية التغيير في المنطقة واحداث التغيير المطلوب، ومن الطبيعي أن يكون التغيير لصالح أمريكا وشريكها الصهيوني وهذا يقتضي أول ما يقتضي استهداف سورية الجغرافيا، سورية الشعب الواحد وسورية السياسة والدور بغية إضعافها واستنزاف قواها واحداث كل أشكال الفتن العرقية والطائفية والمذهبية كخطوة عملية على طريق تجزئتها وفقا لمخطط تم الإعلان عنه سابقا من قبل الصهاينة ومنذ ثلاثين عاما بمباركة أمريكية. ولقد شارك في الدعوة إلى الفتنة في سورية عدد من الرسميين العرب وعلى رأسهم المقاولون السياسيون العرب لتمرير المخطط الأمريكي الصهيوني في المنطقة مثل حمد بن خليفة وحمد بن جاسم المعروفين بعلاقتهما مع الصهاينة وباستعدادهما تنفيذ املاءات السيد الأمريكي إضافة إلى تركيا التي انقلبت على موقفها من سورية وقام الطرفان ومعهما النظام السعودي الذي تسلم زمام المبادرة في التحريض وقوى الرابع عشر من آذار في لبنان برعاية الإرهابيين تمويلا وتسليحا وتدريبا وقامت فضائيات أجنبية مثل البي بي سي والفرنسية 24 والأمريكية إضافة إلى فضائيات تم إنشاؤها بأموال أجنبية مثل الجزيرة والعربية (القطرية والسعودية) وغيرهما بالتحريض على ارتكاب أعمال العنف والإرهاب من خلال نشر أخبار ملفقة وافلام مزيفة تتهم السلطات السورية بقتل الشعب حسب ادعائهم.  حيث كانوا يرتكبون المجازر ويعملون على إلصاقها بالسلطة السورية التي تتصدى لهم لمنعهم من القتل والتدمير والعبث بأمن الوطن والمواطن.

وبعد مرور سنة كان من الطبيعي أن تعمل بعض الدول الغربية وأقطار عربية وإقليمية ضالعة في المؤامرة على سورية على التصعيد لان أهدافها لم تنجح وان تعمل على تغيير شكل المواجهة فكان التغيير في الأسلحة المرسلة إلى الداخل السوري من دول الجوار كمّا ونوعاً لتضم أسلحة ضد الآليات وعبوات ناسفة كبيرة ومعامل للمتفجرات وكان العمل الإجرامي الرهيب الذي جرى يوم السبت 17/3/2012 والذي استهدف مركزين من مراكز الأمن بسيارتين مفخختين في مدينة دمشق مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من العسكريين والمدنيين الأبرياء وإلحاق الدمار بممتلكات عامة وخاصة. وقد تناسى القائمون على هذه العمليات ومن وراءهم قوله تعالى: "ومن قتل نفسا بغير حق فقد قتل الناس جميعا".

إننا إذ ندين بأشد وأقسى العبارات هاتين العمليتين نؤكد أن الموقف يتطلب من السلطات في سورية أن تكون اشد حذرا وان ترفع من وتيرة تصديها لأعمال القتل والإرهاب حماية لمواطنيها الذين طالما رفعوا أصواتهم مستنجدين بقواتهم المسلحة حماة ديارهم لحمايتهم من الإرهابيين ونحن نضم أصواتنا إلى أصواتهم بضرورة الضرب بشدة وبلا هوادة على هؤلاء الإرهابيين .

وختاما نقول أن سورية ستمضي على دربها ولن تتراجع عن الوقوف في وجه المشروعات التي تستهدف حقوقها والحقوق القومية وستبقى الداعمة لقوى المقاومة العربية التي انتصرت بفعل هذا الدعم وأنها ستبقى متمسكة بسيادتها وبقرارها الوطني المستقل وبثوابتها القومية المبدئية مهما تطلب ذلك من تضحيات وسيأتي اليوم الذي ستكون فيه سورية العروبة أقوى مما كانت وستنتصر إرادة شعبها بقيادتها الوطنية الشجاعة وان غدا لناظره قريب. ولن يصيب دول وقوى التحريض إلا الخيبة ولعنة التاريخ الذي لا يرحم.

 

عاشت سورية حرة وقلعة شامخة للصمود والمقاومة

عاش شعب سورية الذي افشل المؤامرة بفضل تمسكه بوحدته وقيادته الوطنية

المجد والخلود لشهداء الشعب والقوات المسلحة في سورية

خالص العزاء لأهالي الشهداء والتمنيات للجرحى بالشفاء العاجل

والله اكبر والنصر للمؤمنين الصابرين