العدوان
الصهيوني على سورية
بيان صادر عن
حزب البعث العربي التقدمي
وأخيرا دخل العدو الصهيوني وبشكل مباشر على خط الأزمة
في القطر العربي السوري الشقيق وذلك بعد فشل أدواته في
تحقيق الأهداف الذي كان يرمي إليها والتي من اجلها كان
يعمل على مد الإرهابيين بالأسلحة بالتعاون مع الدول
الغربية التي عملت وتعمل كل ما في وسعها لتحقيق أهدافه
ومصالحه ومع دول في الإقليم تأتي في مقدمتها مشيخة قطر
وتركيا العثمانية التي
تقوم أيضا بخدمة هذه الأهداف من خلال تقديم الأموال
والأسلحة وأعمال التدريب على الأعمال الإرهابية وإيواء
الإرهابيين وتهريبهم إلى الداخل السوري وتلتقي كل هذه
الأطراف حول هدف واحد وهو هدم بنية الدولة السورية
وتقسيمها إلى عدة كانتونات طائفية وعرقية مما يكون من
نتيجته شطب سورية الجغرافيا الموحدة والتاريخ الواحد،
سورية الدور السياسي المؤثر عربيا وإقليميا ودوليا .
نعم لقد دخل الصهاينة بشكل مباشر كطرف لتحقيق أهدافهم
وذلك من خلال قيام طائراته الحربية بتوجيه ضربة جوية
لأحد مراكز الأبحاث العلمية في جمرايا بريف دمشق والذي
تخشى مما يتم فيه من أبحاث وما كان لها أن تنجح في
الوصول إليه إلا من خلال التنسيق مع الجماعات
الإرهابية العاملة داخل سورية والتي عملت مرات عديدة
على إضعاف الدفاع الجوي وضرب شبكة الرادار في تلك
المنطقة، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على أن
المسلحين الإرهابيين يعملون وفق مخطط تم اعداده من قبل
الصهاينة وأعوانهم.
أن ما حدث مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة إذ انه
عدوان على دولة ذات سيادة وعضو في هيئة الأمم المتحدة
كما انه مخالف لترتيبات دولية اتخذت بعد حرب تشرين عام
1973 وملزمة للطرفين وجاء هذا العدوان الغاشم ليقدم
دليلا جديدا على أن الطرف الصهيوني لا يولي أي اهتمام
ولا يحترم أي التزام دولي حسب الوارد في ميثاق الأمم
المتحدة وما كان له أن يمارس هذا العدوان لو أن الأمم
المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحديدا ما كانت تتغاضى عن
مخالفات العدو الصهيوني لميثاقها والتي كانت الولايات
المتحدة على وجه الخصوص تغطيها سياسيا وتخترع لها
المبررات وتضغط على الدول الأخرى لاتخاذ نفس الموقف
علما بأن المسؤولين الصهاينة قد صرحوا بأنهم وضعوا
الإدارة الأمريكية بصورة نيتهم توجيه الضربة الجوية
التي قام بها طيرانهم الحربي.
أن كل المواقف التي أخذها ويأخذها العدو الصهيوني ومعه
اقرب حلفائه في قطر وتركيا خصوصا إنما تدل على انه
يعاني من الإحباط الشديد بسبب فشل أدواته في داخل
سورية وخارجها وفي أحداث ما كان مخططا احداثه في
الداخل السوري، هذا الفشل الذي أربك هذه الدول جميعها
مما جعلها في كل مرة تغير تكتيكها لتنفيذ مخططها
المعادي لسورية.
إننا في حزب البعث العربي التقدمي إذ ندين العدوان
الإجرامي الغاشم وندين تبرير بعض المعارضة في الخارج
لهذا العدوان على انه حق الصهاينة بالدفاع عن "شعبهم"،
نعلن إننا مع كل أحرار بلدنا الأردن وكل أحرار العرب
نقف إلى جانب سورية العروبة ومعها ونوجه تحية إلى شعب
سورية المتمسك بوحدته والى جيشها الباسل المقدام
وقيادته الشجاعة والذي يقوم بالدفاع عن الشعب والوطن
ضد أعداء الوطن سواء كانوا سوريين أم عربا أم قوى
أجنبية ونؤكد أن سورية التي دفعت ثمنا غاليا
لاستقلالها ستبقى عصية على الأعداء وستبقى الصخرة التي
تتحطم عليها كل أطماعهم ولن ينال أي عدوان مهما بلغ
حجمه وفظاعته من موقفها القومي الثابت والمبدئي وستبقى
الحاضنة لحركة التحرر العربي وفي مقدمتها فصائل
المقاومة رغم تنكر البعض وعدم وفائهم لوقوفها إلى
جانبهم حين رفضهم كل العرب وسيأتي اليوم الذي تنتصر
فيه إرادة الأحرار من شعبنا العربي لان إرادة الشعب
فوق كل إرادة وهي من إرادة الله.
أن كل محب لسورية المجد من أبنائها مدعو للمشاركة في
حوار وطني لتجاوز الوضع الراهن وان كل عربي أو صديق
مخلص مدعو لتشجيع مثل هذا الحوار لتعود سورية قوية
موحدة كما عهدنا بها دائما.
عاشت سورية حرة عربية أبية
النصر للشعب المدافع عن إرادته
المجد والخلود لشهداء سورية ضد الإرهاب ولكل شهداء
الأمة العربية.
مكتب الإعلام المركزي
|