تتعرض سورية العربية هذه الأيام إلى مؤامرة تستهدف
أمنها واستقرارها يقوم بها أعداؤها وفي مقدمتهم العدو
الصهيوني ومعه الشريك الأمريكي حيث استغل الطرفان
الأحداث التي تمر بها بعض الأقطار العربية لتصور
الحراك الأخير وكأنه مطالبات شعبية للإصلاح السياسي
والحريات العامة في هذا القطر العربي المناضل الذي
واجه مشاريع الأعداء وخرج من الحصار السياسي
والاقتصادي الذي فرضه هؤلاء ومعهم الدائرون في فلكهم
في المنطقة، لمدة طويلة دون جدوى لهم حيث أن قيادته
وشعبه لم يقدما أية تنازلات بل مضيا بالإصرار على
التمسك بالثوابت الوطنية والقومية المبدئية ولم يتوقفا
عن تقديم الدعم الذي يتطلبه الالتزام بالواجب القومي
للمقاومة في فلسطين ولبنان من منطلق السياسة السورية
التي تقوم على اعتبار أن معركتها الأساسية هي مع العدو
الصهيوني والقوي الامبريالية التي توفر له الحماية
السياسية وتمده بكل أشكال الدعم المادي والعسكري والذي
يدفعه للاستمرار بالعدوان والتمسك باحتلال الأرض
العربية في فلسطين والجولان ولبنان، وردا على هذه
السياسية السورية قام العدو الصهيوني ومعه الشركاء في
الإدارة الأمريكية بتحريك عصابات مسلحة لزعزعة الأمن
والاستقرار وفي مدينة درعا بشكل خاص في محاولة يائسة
للنيل من وحدة شعب سورية وتشويه صورتها عبر افتعال
الأحداث التي استهدفت الممتلكات العامة والخاصة ونشر
الفوضى وترويع المدنين وإلحاق كل الضرر بهم حتى وصل
الأمر بهؤلاء إلى استهداف سيارة إسعاف حيث تم قتل من
في السيارة أثناء أداء واجبهم وضابط امن سوري.
نحن لسنا بصدد تعداد الانجازات التي حققتها سورية في
ظل ثورة البعث في الثامن من آذار عام 1963م فهي كثيرة
وما زالت سورية تضع الأسس لتحقيق انجازات أخرى قريبة
تتعلق بالإصلاح السياسي والاقتصادي .
نؤكد، ومن خلال قناعاتنا ومعرفتنا بسورية وقيادتها بأن
المؤامرات التي تستهدفها سوف تتكسر على صخرة الصمود
والوحدة الوطنية والتي تشكل القاعدة الأساسية الصلبة
التي يقوم عليها النظام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
مثلما نؤكد، بأن سورية ستبقى، كما كانت دائما عبر
تاريخها، محافظة على دورها في النضال الوطني والقومي
وستظل، تقدم التضحيات رخيصة في سبيل قضايا الأمة ولن
يثنيها أي شيء عن المضي في مواجهة الأعداء الصهاينة
والامبرياليين ومشاريعهم التي تستهدف أقطار الأمة
العربية في كياناتها واستقلالها ولن تنال المؤامرات
مهما بلغت من سورية الصمود وسوف تفشل كل هذه المؤامرات
مثلما فشلت مؤامرة الحصار التي صنعها الكونجرس
الأمريكي وأعداء سورية، فسورية ستبقى عصية على الأعداء
حاضنة للمقاومين العرب المناضلين دفاعا عن أرضهم
وحقوقهم المشروعة.
مكتب الإعلام المركزي
|