مكاتب الحزب > مكتب الإعلام المركزي > ما يجري في سورية

 

 

 

 

ما يجري في سورية

 

أن كل من يتابع ما يكتب في بعض صحفنا الأردنية عن الأوضاع الحالية في القطر العربي السوري الشقيق، يلاحظ أن بعض من يتناولون هذه الأوضاع في مقالاتهم لا يفعلون أكثر من تبني ما ينشر في الدوائر الإعلامية الغربية وفي بعض الفضائيات - التي تكشفت مهامها- وما يعلنه بعض المسؤولين الغربيين دونما أي محاولة لأعمال فكرهم واستعمال عقولهم في صحة أو مقدار صحة أو عدم صحة ما ينشرون. وهذا الذي يفعله كتاب التدخل السريع في صحفنا لصالح الجهات المعادية لسورية الشقيقة التي تتخذ مواقفها خدمة لمصالحها ومصالح الأمة بأن اصغر مثقف عربي يدرك تمام الإدراك سبب هذه الحملة وعلى سورية بالذات. أن ذلك راجع بلا أدنى شك لان سورية العربية هي قلعة الممانعة التي تقاوم تحقيق المشروعات الغربية وتحديدا الأمريكية الصهيونية المعدة لمنطقتنا إضافة إلى انها الدولة التي تقدم الدعم لكل المقاومات العربية ضد الاحتلال والامبريالية وبسبب ثباتها على ثوابتها القومية المبدئية، وهذا لا يحتاج إلى براهين فقد عبر عنها وزير خارجية أمريكا كولن باول بعد احتلال العراق عندما اجتمع مع الرئيس الأسد وهو نفس ما طالبت به وزيرة خارجية أمريكا السابقة إبان العدوان الصهيوني على لبنان لضرب وإنهاء قوى مقاومته وبدعم أمريكي ومن بعض العرب وكذلك عادت وعبرت عنه المسؤولة الأمريكية في الخارجية قبل أيام حين طالبت بفك ارتباط سورية بإيران ووقف دعمها للمقاومة العربية وبالسير في المفاوضات للوصول إلى الحل السياسي والسلام حسب وجهة النظر الأمريكية الصهيونية.

إننا نفهم موقف الغربيين من سورية وكذلك نفهم مواقف بعض أطراف المعارضة السورية المقيمة في الخارج والتي أبدت استعدادها لرفع علم "إسرائيل" في سماء دمشق وكذلك موقف بعض الحاقدين في لبنان الذين يدفعون الأموال ثمنا للسلاح وكرشوات لأصحاب الحراك الذي جرى في سورية. اما الذي يستعصي على فهمنا فهو موقف كتاب صحفنا الذين يتبنون مواقف أعداء سورية ويرون بعيون هؤلاء الحراك المعادي للسلطة دون الحراك المؤيد لها وهو قدره بعشرات الأضعاف كما أن أذانهم الطرشاء لم تسمع ما أعلن هناك عن السير في خطوات إصلاحية نحن من المطالبين بضرورة تنفيذها بأسرع وقت وهي قد تجاوزت ما طلبنا أن يتحقق هنا في بلدنا علما بأن هذه الإصلاحات لم تكن هي سبب الحراك في سورية إلا عند فئة قليلة توقفت عن حراكها بعد الإعلان عن الإصلاحات، كما لم يسمع هؤلاء أو لم يريدوا أن يسمعوا وطلبات الملايين من أبناء شعب سورية من الجيش أن يتدخل لحمايتهم من عبث العابثين بأمنهم وبأمن وطنهم.

أن شعب سورية ومعه أبناء امتنا الأحرار يقفون إلى جانب سورية في استهدافها من قبل أعداء امتنا ولن يفيد الواقفين مع معسكر الأعداء ما يكتبون لان الأحرار سيصدرون أحكامهم عليه وكذلك سيسجل عليهم التاريخ هذه المواقف المخزية الخارجة عن إرادة الأمة.