اجتمع
بنيامين نتياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي مع الرئيس
باراك أوباما في البيت الأبيض مطلع شهر تموز 2010
مقدماً مطلبه في ضرورة العودة الى المفاوضات المباشرة
التي ستؤدي الى فرض الكيان الصهيوني لشروطه. وكما هو
الحال دائماً فقد تبنى أوباما مطلبه.
ثم
اجتمع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل في
رام الله مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في
محاولة لاقناع الفلسطينيين باستئناف المفاوضات
المباشرة مع الكيان الصهيوني. وكان عباس قد قال أن
القرار سيتخذ خلال مداولات لجنة المتابعة للجامعة
العربية، مشدداً على وجوب موافقة "إسرائيل" على وجود
طرف ثالث يحمي الدولة الفلسطينية مستقبلاً وأعرب عن
معارضته لفكرة توطين اللاجئين في لبنان.
نتيجة
ذلك أجرى وزراء الخارجية العرب في القاهرة مباحثات مع
رئيس السلطة الفلسطينية.
وفي تلك
الأثناء ضاعفت الولايات المتحدة والدول الأوروبية من
ضغوطها على الفلسطينيين والاسرائيليين لحملهم على
الدخول في تلك المفاوضات. وفي النهاية أعلنت لجنة
الجامعة العربية دعمها لموقف عباس مع طلب ضمانات
لذلك.
وكان
الرئيس عباس قد حدد شروطه التي اعتبرها كمرجعية
للموافقة على المفاوضات المباشرة وهي اعتبار حدود
العام 1967 بما فيها القدس الشرقية والوقف التام
للاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية وخاصة في القدس.
حيث أنهما التزما في خارطة الطريق وفي المفاوضات مع
الحكومات السابقة. باعتبارهما أساسيان للانتقال من
المحادثات غير المباشرة إلى المحادثات المباشرة برعاية
دولية وضمن سقف زمني محدد. لكن كما هو الحال دائماً
فقد رفض نتنياهو أي شروط فلسطينية مسبقة للمفاوضات،
واستبعد تمديد التجميد المؤقت للبناء الاستيطاني في
الضفة الغربية والذي ينتهي في 26 أيلول 2010.
عبرت
منظمات فلسطينية من بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي
عن رفضها لاستئناف أية مفاوضات مع الكيان الصهيوني.
كان
القرار النهائي للجنة المتابعة العربية هو الموافقة
على اجراء المفاوضات وتركت لرئيس السلطة الفلسطينية أن
يحدد موعد بدئها، ولم يرتبط هذا القرار بأي كلمة عن
المرجعية أو الحدود أو تجميد الاستيطان أو احراز تقدم
في المفاوضات غير المباشرة! وبذلك تستمر التنازلات من
الجانب الفلسطيني.
فالطرف
الفلسطيني يبرر موافقته على اجراء المفاوضات و يقول
أنه قد مورست عليه ضغوط أمريكية هائلة من ضمنها
التلويح بعزل السلطة ورئيسها ووقف المساعدات المالية
والتوقف عن رعاية العملية السلمية وخسارة دعم الادارة
الأمريكية لحل الدولتين.
والنتيجة هي أن نتنياهو كالعادة سيكون المستفيد الأكبر
من المفاوضات وبذلك سيصبح ائتلافه ضمن حزبه أكثر قوة،
وسيظهر بمظهر المحب للسلام وبذلك ستزول تدريجياً عزلة
الكيان الصهيوني عن باقي الدول التي أحست بغطرسته
وعدوانيته نتيجة الهجوم الأخير على أسطول الحرية
والجرائم التي ارتكبها في قطاع غزة.
والآن وبعد انقضاء جولتين من المفاوضات واللتين لم
تسفرا عن أية نتائج ملموسة للفلسطينيين فان المستقبل
للاسف يبدو قاتماً اذ ليس هناك أمام الفلسطينيين سوى
خيارين وهما اما الانسحاب من المفاوضات حيث يتمادى
الكيان الصهيوني في غطرسته وزيادة مستوطناته على
الأراضي الفلسطينية أو تقديم تنازلات تخطط لها
"إسرائيل" مقابل الاستمرار في المفاوضات وذلك على حساب
الثوابت الفلسطينية المتفق عليها كخطوط حمراء وتلك
التنازلات لن تفيد القضية الفلسطينية العادلة بشيء.
وهناك خيار ثالث آلا وهو المقاومة التي تهز الكيان
الصهيوني.
الرفيقة منوّر فكري
المهتدي
|