- وعد بلفور ويهودية الدولة:
يصادف بعد أيام ذكرى وعد بلفور وذلك في 2/11/1917 هذا
الوعد الذي تحقق بقوة السلاح والذي منحت بموجبه
بريطانيا الحق لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين بناء
على المقولة المزيفة (ارض بلا شعب لشعب بلا أرض) ولكن
وعد بلفور قد جاء على شكل تصريح مكتوب موجه من وزير
خارجية بريطانيا آنذاك ارثر بلفور إلى احد زعماء
الحركة الصهيونية روشليد يتعهد فيه بإنشاء وطن قومي
لليهود في فلسطين وما يضاعف من وطأة وقسوة هذه الكارثة
ان الإطار الذي رسمت من خلاله ما زال مستمرا ويرزح تحت
وطأته العالم العربي وان كان بأشكال مختلفة حيث لم يعد
احد يتحدث عن (ارض بلا شعب لشعب بلا أرض) وإنما
المؤامرة الاستعمارية الغربية الجديدة تتم هذه المرة
من خلال شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية وبريطانيا
كانت هي الواجهة والغرب بأكمله يدعمها إبان تنفيذ مخطط
إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. والآن الولايات
المتحدة التي تتزعم المخططات الاستعمارية الغربية في
المنطقة العربية والتي ظهرت جليا باحتلال العراق
وتمزيق الصومال والتمهيد لتقسيم السودان.
-
وعد بلفور الجديد:
ان الولايات المتحدة الآن تسعى للقضاء على ما تبقى من
حقوق فلسطينية (وهي ضئيلة جدا) عبر الضغط على
الفلسطينيين والعرب للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية
نقية الأمر الذي يعني في حال نجاحه استكمال وعد بلفور
واستكمال تهويد فلسطين.
فالاعتراف بيهودية إسرائيل سيكون بمثابة وعد بلفور آخر
تستكمل فيه إسرائيل مشروعها لتهويد كامل فلسطين وشطب
حق العودة للاجئين وتجريد ما تبقى من عرب الـ (48) من
حق البقاء والملكية، والمواطنة. وعندها تنتهي آخر فصول
وعد بلفور.
الرفيقة نهال دبور
|