مقاومة العدو الصهيوني واجب وطني وقومي

القضية الفلسطينية بكل إبعادها وتعقيداتها القضية المركزية للأمة العربية ويظل الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب يحظى باهتمام كل مواطن عربي شريف في المشرق والمغرب مما يجعلنا نتوقف في هذا الوقت بالذات، امام العدوان الاجرامي الدموي التدميري القائم والمستمر وتحديد معالم الصراع مع الحركة الصهيونية والقوى الاستعمارية والامبريالية الداعمة لها وذلك من اجل الإبقاء على هذا الصراع حيا في الأذهان ورفع وعي الأجيال العربية بإبعاد الصراع السياسية والمادية والاقتصادية والثقافية والحضارية والدينية والعسكرية لاستحضار متطلبات مواجهة العدو الصهيوني وذلك لان وعي الصراع بكل أبعاده وتداعياته يحدد معالم إدارته بشكل سليم وطبيعته كصراع مع مشروع استعماري توسعي إحلالي عنصري عدواني يهدف إلى تثبيت وجود الكيان الصهيوني في المنطقة العربية ومن ثم السيطرة على مقدرات الأمة والتحكم بها سياسيا واقتصاديا وثقافيا ومن خلال الصراع مع العدو يكون الصراع مع المشاريع الامبريالية وبخاصة الأمريكية الهادفة إلى الإبقاء على الوطن العربي في حالة من التجزئة التي أوجدتها اتفاقية سايكس – بيكو الاستعمارية البريطانية الفرنسية في السادس عشر من أيار عام 1916، (تم الإعلان في 23/11/1917)، ومن خلالها يبقى العرب في حالة من الضعف والوهن والتخلف يفقدهم  قرارهم السيادي المستقل والعمل المشترك فيما بينهم ويسهل على القوى الامبريالية التحكم بثرواتهم ونهبها وبخاصة الثروة الإستراتيجية المتمثلة بالنفط والغاز. بمعنى أن الصراع مع الكيان الصهيوني صراع مع القوى الامبريالية والاستعمارية التي أوجدته وأمدته بكل أسباب الاستمرار في الوجود، وتعتبر الأرض العنصر الأساسي في هذا الصراع حيث تشكل جوهره مثلما تعتبر القوة والبطش والإرهاب والقتل وارتكاب المجازر الدموية والحصار والدمار وسائل الحركة الصهيونية فيه، وقد استطاع الصهاينة باستخدام هذه الوسائل ودعم الاستعمار والامبريالية الامريكية  لهم تحقيق بدايات مشروعهم المتمثلة في إقامة كيانهم الغاصب فوق ارض فلسطين العربية انطلاقا من العدم الجغرافي والتاريخي والبشري والاقتصادي، حيث وفرت لهم القوى الاستعمارية العناصر اللازمة لتجاوز هذا العدم عبر تجزئة الوطن العربي وتقطيع أوصاله جغرافيا وسياسيا واقتطاع ارض فلسطينية لإقامة الكيان. بمعنى أن الكيان الصهيوني قد نشأ وترعرع في أحضان الدول الاستعمارية والامبريالية وان كنا لا نعفي أنظمة عربية من التقصير في مواجهة المشروع الصهيوني بل اكثر من ذلك، حيث ذهبت انظمة عربية لإقامة علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني.

لقد شكل الإرهاب والقتل المتجذر في العقيدة الصهيونية طريق المستعمرين الصهاينة المجرمين ضد شعبنا العربي الفلسطيني حيث الخطف والقتل والاعتقال وهدم البيوت جرائم يرتكبها مما جعل المواجهة مع العدو الصهيوني تتصاعد نتيجة هذه الأحداث الإجرامية البشعة ولطالما ناضل شعبنا وقاوم وتصدى وتحدى آلة الإجرام الصهيونية عبر السنين والعقود وتشتد مقاومته هذه الايام قدم الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الأخر، والأسير تلو الأسير ولم تلن له عزيمة ولم، ولن يتوقف عن مقاومة العدو فالإرادة والإيمان بالحق والحياة الحرة الكريمة في وطنه المحرك الرئيس لهذه المقاومة والتي اثبت شعبنا من خلالها قدرته على الصمود والمواجهة والكفاح والنضال والجهاد دون التوقف عند الثمن فالوطن والأرض والحرية والكرامة هي الأغلى.

ويدرك شعبنا ان الوحدة الوطنية والإجماع في هذه المواجهة يشكل القاعدة الأساسية لاستعادة حقوقه المشروعة وهذا ما يحصل اليوم في المواجهة مع العدو الصهيوني ويدرك شعبنا أيضا ابعاد المؤامرات التي تستهدف قضيته لصالح الصهاينة الغرباء عن الوطن مؤامرات ومشاريع تقوم بها وتروجها الادارات الأمريكية في ظل فرقة وصراع عربي في القطر الواحد

 

وعلى جماهير امتنا العربية التحرك الجاد من اجل حماية الشعب العربي الفلسطيني والوقوف إلى جانبه ومساندته وبذل الجهد لوقف ومنع العدو الصهيوني من النيل من المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس العربية وبخاصة محاولات العدو الصهيوني التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك.

نعود لنؤكد على ان مجريات الأحداث الجارية هذه الأيام حيث تقوم قوات العدو الصهيوني المدعومة من الادارات الامريكة بارتكاب المجازر البشعة ضد شعبنا العربي الفلسطيني الذي يقاوم العدو ببسالة وشجاعة نادرة.

وبهذه المناسبة لا بد لنا وان نؤكد على أن العدو الحقيقي للأمة العربية الذي يحتل ارض فلسطين العربية ويشكل خطرا وجوديا للأمة ومعه الداعم والشريك الإدارات الامريكية، ويجب أن تتوجه كل الامة العربية لمقاومة هذا العدو عسكريا، سياسيا، اعلاميا..

ذلك لأن المقاومة بكل اشكالها الطريق الموصل لتحرير الأرض واستعادة الحقوق من عدو غاصب، ولا خيار لامتنا إلا سلوك هذا الطريق الذي يضع العدو الصهيوني هذه الأيام في مواجهة صعبة منذ قيامه في الخامس عشر من أيار عام 1948م.

 

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــــــؤاد دبــــــــور