استهداف أحزاب فكرا وتنظيما

اعتمدت احزاب قومية ويسارية مبادئ وافكار وعقيدة منذ أوائل القرن الماضي حيث بلورت أسس هذا الفكر وطرق وأساليب النهوض بالواقع العربي الذي يعاني من الهيمنة الاستعمارية التي استهدفت الأمة العربية في وحدتها واستقلالها ووضع الحلول لمشكلات الأمة وسبل الخروج إلى التحرر والنهضة التي يتم البناء عليها لتوفير امن الأمة ومصالحها، كما اعتمدت الاحزاب القومية بخاصة على ضرورة التكامل بين الفكر القومي الوحدوي والحرية والاشتراكية كأساس لبناء العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الأمة واستمرت في مسيرتها مستقطبة قاعدة تنظيمية وجماهيرية واسعة وعريقة في العديد من أقطار الوطن العربي بدءا بالقطر العربي السوري باعتباره المنطلق الأساسي للفكر القومي العربي.

حيث انطلق حزب البعث العربي الذي اهتم في ترسيخ أهدافه الكبرى الإستراتيجية التي تبناها عبر قاعدته التنظيمية والجماهيرية وصولا إلى الإمساك بدفة القيادة في الدولة والمجتمع واستطاع تحقيق هذا الهدف في القطر العربي السوري وبدأ فعليا في استنباط الحلول والمعالجات لمشاكل قائمة وبذل الجهد لإزالة المعيقات لعملية التغيير الديمقراطي والتحديث والتطوير في المجتمع، وكان من الطبيعي أن يواجه في مساره البطء في هذه العملية نظرا للظروف التي يواجهها في الداخل وفي المحيط. واليوم وفي خضم المتغيرات التي تجتاح المنطقة العربية والاستهدافات الأمريكية والصهيونية والاردوغانية والفكر التكفيري والهجمة على الفكر القومي وفكر البعث ومبادئه بالتحديد عبر ما تشهده سورية البعث من حرب عدوانية شرسة وقذرة تعمل مع أدوات لها في المنطقة إقليميا وعربيا للإطاحة بالدولة العربية وبفكر البعث وأيدلوجيته القومية تبدو الحاجة ضرورية وملحة للدفاع عن فكر البعث ومبادئه وأهدافه وانجازاته وعن وحدة الأمة وهويتها وأرضها وثرواتها ومصالحها وهذا عبء يقع على القوميين المخلصين لمبادئهم وامتهم، الذين يشهدون ويدركون ابعاد الحرب العدوانية العسكرية والسياسية والاقتصادية على القطر العربي السوري من جهة والحرب الثقافية والإعلامية الذي يتعرض لها الفكر القومي  الوحدوي الذي يواجه المخططات والمشاريع المعادية.

علينا العمل على ترسيخ مبادئ وفكر الاحزاب العقائدية للنهوض بالشعب والامة ومواجهة المشاريع الأمريكية الصهيونية التي تعمل جاهدة وبكل الوسائل على تفتيت وحدة كل قطر من أقطار الوطن العربي على أسس عرقية ومذهبية وطائفية خدمة لمصالحها ومصالح استمرارية الكيان الصهيوني قوة باغية في المنطقة وتستبدل الفكر القومي والانتماء إلى الأمة العربية بأفكار وثقافات معادية لمبادئ الأمة وثقافتها ووحدتها. نؤكد على استهداف مبادئ وفكر الاحزاب القومية ذلك لانها تحمل مشروع الأمة النهضوي القومي الوحدوي الذي يواجه المشروع الصهيوني الأمريكي الهادف إلى تجزئة الأمة.

نؤكد مرة أخرى على التمسك بالفكر القومي الوحدوي والعمل  على ترسيخ المبادئ والقيم التي قامت عليها وتوسيع القاعدة التنظيمية والجماهيرية للاحزاب القومية حتى تستطيع أن تصمد وتقاوم وتخرج بالأمة من واقعها الحالي إلى واقع القوة والتقدم والوحدة حيث الاستقلال الوطني والقومي.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــؤاد دبــــور