اعتمد حزب البعث العربي الفكر القومي في أوائل الأربعينات من القرن الماضي حيث بلور أسس هذا الفكر وطرق وأساليب النهوض بالواقع العربي الذي يعاني من الهيمنة الاستعمارية التي استهدفت الأمة العربية في وحدتها واستقلالها ووضع الحلول لمشكلات الأمة وسبل الخروج إلى التحرر والنهضة التي يتم البناء عليها لتوفير امن الأمة ومصالحها القومية العليا، كما اعتمد على ضرورة التكامل بين الفكر القومي الوحدوي والحرية والاشتراكية كأساس لبناء العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الأمة واستمر البعث في طريقه مستقطبا قاعدة تنظيمية وجماهيرية واسعة وعريقة في العديد من أقطار الوطن العربي بدءا بالقطر العربي السوري باعتباره المنطلق الأساسي لفكر البعث العربي الاشتراكي.
اهتم حزب البعث في ترسيخ أهدافه الكبرى الإستراتيجية التي تبناها عبر قاعدته التنظيمية والجماهيرية وصولا إلى الإمساك بدفة القيادة في الدولة والمجتمع واستطاع تحقيق هذا الهدف في القطر العربي السوري وبدأ فعليا في استنباط الحلول والمعالجات لمشاكل قائمة وبذل الجهد لإزالة المعيقات لعملية التغيير الديمقراطي والتحديث والتطوير في المجتمع، وكان من الطبيعي أن يواجه في مساره البطء في هذه العملية نظرا للظروف التي يواجهها في الداخل وفي المحيط. واليوم وفي خضم المتغيرات التي تجتاح المنطقة العربية والاستهدافات الأمريكية والصهيونية والاردوغانية والفكر التكفيري والهجمة على الفكر القومي وفكر البعث ومبادئه بالتحديد عبر ما تشهده سورية البعث من حرب عدوانية شرسة وقذرة تعمل مع أدوات لها في المنطقة إقليميا وعربيا للإطاحة بالدولة العربية وبفكر البعث وأيدلوجيته القومية تبدو الحاجة ضرورية وملحة للدفاع عن فكر البعث ومبادئه وأهدافه وانجازاته وعن وحدة الأمة وهويتها وأرضها وثرواتها ومصالحها وهذا عبء يقع على البعثين في المقام الأول، الذين يشهدون ويدركون ابعاد الحرب العدوانية العسكرية والسياسية والاقتصادية على القطر العربي السوري من جهة والحرب الثقافية والإعلامية الذي يتعرض لها الفكر القومي الذي قام على أساسه حزب البعث العربي الاشتراكي، وحزبنا، حزب البعث العربي التقدمي امتداد فكري وثقافي وسياسي للبعث العربي الاشتراكي.
علينا ترسيخ مبادئ الحزب لمواجهة المشاريع الأمريكية الصهيونية التي تعمل جاهدة وبكل الوسائل على تفتيت وحدة كل قطر من أقطار الوطن العربي على أسس عرقية ومذهبية وطائفية خدمة لمصالحها ومصالح استمرارية الكيان الصهيوني قوة مهمة في المنطقة وتستبدل الفكر القومي والانتماء إلى الأمة العربية بأفكار وثقافات معادية لمبادئ الأمة وثقافتها ووحدتها.
وعندما نقول بأن البعث مستهدف بأفكاره ومبادئه ذلك لأنه مشروع الأمة النهضوي القومي الوحدوي الذي يواجه المشروع الصهيوني الأمريكي الهادف إلى تجزئة الأمة.
نؤكد مرة أخرى على التمسك بفكر البعث والعمل على ترسيخ المبادئ والقيم التي قام عليها وتوسيع القاعدة التنظيمية والجماهيرية للبعث حتى يستطيع أن يصمد ويقاوم ويخرج بالأمة من واقعها الحالي إلى واقع القوة والتقدم والوحدة حيث الاستقلال الوطني والقومي.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــؤاد دبــــور
27/4/2020