الادارات الامريكية وسياسات السيطرة على العالم

اقدمت الولايات المتحدة الامريكية بفعل توجهاتها السياسية الهادفة إلى السيطرة على العالم إلى نشر قواعد عسكرية برية وبحرية وجوية في العديد من الدول والبحار، وقد استندت في ذلك إلى أوهام القوة وجبروتها مما جعلها تعتقد بأنها سوف تمسك بزمام الأمور في العالم دون منازع وان تصبح صاحبة الولاية عليه، بحيث يسير وفق إرادتها ورغباتها ومصالحها وتتصرف به كما تشاء بلا قيود أو حدود وهذا النهج دفعها إلى إغراق نفسها والعديد من شعوب العالم في مشاكل وأزمات كبيرة معقدة ومتعددة وذلك عبر استخدامها المفرط والمجنون لما تملكه من قوة  تضرب بها في كل مكان غير عابئة بمصالح الآخرين ولا حتى بحياتهم فتورطت في حروب وتدخلات عسكرية وسياسية في العديد من مناطق العالم وبخاصة في المنطقة المسماة بالشرق الأوسط، وفي جنوب شرق أسيا والقارة الإفريقية، وبخاصة الحرب الدموية الكارثية الاوكرانية في مواجهة روسيا الاتحادية حيث القت هذه الحرب بظلالها السوداء وخسائرها الباهظة على معظم ان لم نقل على كل دول العالم وبخاصة الدول الاوروبية من خلال العقوبات على روسيا والعقوبات الروسية المضادة. وكذلك فقد ذهبت بعيدا الى تايوان مع الصين، حيث المصالح الاقتصادية والمالية لشركاتها الرأسمالية العابرة للقارات وتحت عنوان مكافحة الإرهاب أقدمت على شن حرب ضد أفغانستان موظفة أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 والتي أصابت مؤسسات في مدينة نيويورك الأمريكية وألحقت بها خسائر بشرية ومادية ودمرت أبراجا، واستمرت هذه الحرب لمدة تصل الى عشرين سنة وقد ألحقت دمارا هائلا في هذه الدولة وجوارها مثلما ألحقت خسائر باهظة بالأرواح وكانت كلفتها المادية باهظة على الولايات المتحدة نفسها مثلما هي كلفتها العسكرية والسياسية، والمعنوية والبشرية على الولايات المتحدة الأمريكية ومعها العديد من الحلفاء في حلف الناتو. وإذا ما توقفنا عند دور الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا وما قامت به في هذه المنطقة، نجد أن هذا الدور هو الأخطر في كل ما فعلته ومارسته الإدارات الأمريكية، حيث مارست سياسة فرض السيطرة على المنطقة باستخدام وسائل متعددة يأتي في مقدمتها القوة العسكرية والحروب التي تجسدت في اقدامها على الحرب العدوانية ضد العراق في شهر آذار من عام 2003 أسفرت هذه الحرب عن احتلال هذا القطر العربي وإسقاط نظامه وقتل مئات الآلاف من سكانه وهجرة الملايين منهم وتدميره بالكامل وخلق فتن مذهبية وطائفية وعرقية فيه ورغم هذا النجاح في الاحتلال والقتل والتدمير فقد حالفها الفشل في تحقيق أهدافها ودفعت، ثمنا باهظا بشريا وماديا وسياسيا ونفسيا ومعنويا بسبب المقاومة العراقية الباسلة المستمرة حتى الان ضد القواعد الامريكية.

هذا إضافة إلى إقدام الإدارات الأمريكية على التدخل في الشؤون الداخلية للعديد من بلدان المنطقة خدمة للكيان الصهيوني أيضا وقد تمثلت هذه التدخلات بشكل أساسي في لبنان للنيل من سورية والمقاومة الوطنية اللبنانية فكانت القرارات الدولية وفي المقدمة منها القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي المسيطر عليه أمريكيا في شهر أيلول من عام 2004م وما تبع هذا القرار من سياسات واحداث تصب في خدمة نفس الهدف ولما فشلت هذه السياسات أقدمت إدارة الرئيس بوش الابن على حرب عدوانية بالاداة الصهيونية في الثاني عشر من شهر تموز عام 2006م وباءت هذه الحرب أيضا بالفشل حيث لم تحقق أهدافها وخرجت المقاومة الوطنية اللبنانية منتصرة وأضحت أقوى مما كانت عليه قبل هذه الحرب، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بإداراتها لم تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ولنفس السبب، امن الكيان الصهيوني ومصالحه، حيث أقدمت على التدخل السافر في الشؤون الداخلية لسورية. لمعاقبتها على سياساتها الوطنية والقومية الرافضة للاشتراطات الأمريكية التي تصب في خدمة الكيان الصهيوني مستخدمة في هذا التدخل أدوات وفئات ضالة ومأجورة، كما شددت الحصار على الدولة السورية عبر ما يسمى بقانون قيصر ولكن هذا التدخل أيضا رغم ما يلحق من خسائر مادية وبشرية في صفوف الشعب العربي السوري سوف يفشل في تحقيق أهدافه نظرا لإدراك الشعب ووعيه لابعاد المؤامرة التي تستهدفه من خلال تمسكه بوحدته الوطنية مثلما تستهدف السياسة الوطنية والقومية للنظام مما جعله يلتف حول هذه القيادة التي تواجه العدوان الامريكي والتركي والصهيوني والعصابات الارهابية بكل شجاعة واقتدار اعتماداً على الشعب والجيش. وللإدارات الامريكية الدور الاساسي في الحرب الدائرة في اليمن.

مثلما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الداخلية لإيران وشنت عليها حربا سياسية وإعلامية واقتصادية عبر فرض حصار دولي عليها تحت ذريعة محاولات إيران لامتلاك الطاقة النووية التي تهدد ا من الكيان الصهيوني ولم تتوقف التدخلات الأمريكية عند هذه الدول في المنطقة بل امتدت لتشمل العديد من الدول حيث أقامت قواعد عسكرية برية وبحرية وجوية فيها لحماية مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني وامتدت أيضا إلى إفريقيا وبخاصة الأقطار العربية، السودان، ومحاصرته وخلق حروب داخلية فيه وتم تتويج هذا التدخل عبر العمل على انفصال جنوبه، وفي ليبيا تتدخل الإدارة الأمريكية بشكل مباشر وتتسبب في إزهاق الأرواح والعمل على ضرب وحدته أرضا وشعبا.

هذا ويجب ان نبقى نذكر بدور الولايات المتحدة الامريكية في قتل وتدمير العديد من دول العالم بدءا باستخدام القنبلة الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية والحرب في فيتنام، وحصار كوبا وفنزويلا وغيرها من دول امريكيا الجنوبية في باكستان حيث ازاحة رئيس الوزراء الرافض لسياساتها (عمران خان).

وبالتأكيد فإن دورها المعادي للامة العربية وللقومية العربية المتمثل في دعم الكيان الصهيوني الذي يغتصب ويقتل ويدمر في فلسطين وسورية ولبنان واليمن والعراق واقطار عربية اخرى.

وها هي اليوم ايضا تمارس اضافة الى الحروب العسكرية الحصار والحرب الالكترونية ضد الدول التي لا تخضع لسياساتها وارادتها. وقد اسفرت هذه السياسات عند العديد من شعوب العالم الحقد والكراهية لإدارات هذه الدولة المتسلطة على العالم حتى لو ادت سياسات التسلط هذه الى تعريض العالم لحرب كونية ثالثة كما هو الحال هذه الايام في الحرب الدائرة في اوكرانيا بين روسيا الاتحادية من جهة والولايات المتحدة الامريكية ودول حلف الناتو من جهة اخرى.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــــــؤاد دبــــــــــور