الارهاب الاجرامي هو الارهاب

نعم، الارهاب هو الارهاب سواء استهدف فلسطين العربية ام سورية العربية ام العراق ام لبنان ام مصر ام الاردن ام اليمن ام اي قطر عربي اخر، استهدفت وتستهدف العصابات الارهابية والجهات الداعمة لها سورية دولة وشعبا ومؤسسات تعود ملكيتها للقطاعين العام والخاص، وكذلك امن سورية واستقرارها واستنزاف اقتصادها وإرباك الدولة بكل مؤسساتها، وكذلك العراق وبخاصة المدنيين في العديد من المحافظات العراقية. ولا بد وان نتوقف عند الأهداف الأبعد لهذه العمليات الإرهابية والجهات الحاقدة التي تقف وراءها تدريبا وتمويلا وتحريضا والدفع بالإرهابيين للقيام بها لتحقيق أهداف سياسية، ذلك لان الإرهاب جريمة مقصودة ذات دوافع سياسية ترتكبها دول أو جماعات أو أفراد لصالح هذه الدول والجماعات لنشر الذعر والرعب وزعزعة امن واستقرار نظام سياسي قائم أو محاولة استنزافه والقضاء عليه حيث تلجأ بعض الدول إلى هذه الوسيلة الدموية الإجرامية عند عجزها عن تحقيق أهدافها بأساليب وطرق أخرى وهذا العجز يدفعها إلى ممارسة هذا الأسلوب بشكل مباشر أو عبر استخدام منظمات إرهابية تقوم بتمويلها وتعبئتها أيدلوجيا ثم تدفعها إلى القيام بالعمليات الإرهابية كوسيلة للضغط على أو زعزعة نظام حكم قائم، بمعنى أن الإرهاب عند هؤلاء ليس جريمة لها عناصر وأركان تميزها عن غيرها من مفاهيم محرمة داخليا ودوليا حيث يتم استخدامه ضد مصالح محددة في خدمة منهج وأيدلوجية ومشروع سياسي واقتصادي واجتماعي وديني، مثلما أصبح عند هؤلاء أسلوب عمل يستخدمونه في مرحلة معينة عبر جماعات تحمل أفكارا متطرفة عمياء لا قيمة أو مكانة عندها للإنسان ولا تتوقف عند عدد الضحايا وحجم الدمار والخراب الذي ينتج عن عملياتها الإجرامية، خاصة أن الإجرام عندها يرتبط بتحقيق هدف سياسي تعمل هذه الجماعات الإرهابية أو الجهات التي تقف وراءها لتحقيقه وهذا يقودنا للقول بأن العمليات الإرهابية الإجرامية التي تستهدف عديد من اقطار الوطن العربي إنما تأتي بدوافع سياسية حيث تهدف الولايات المتحدة الأمريكية والشريك الصهيوني وتابعين ارتبطوا بالسياسات الأمريكية الصهيونية، تهدف هذه الجهات مجتمعة إلى تحقيق مشروع سياسي يستهدف الأمة العربية والمنطقة بأسرها. وذلك عبر عمل هذه الجهات  على إثارة الحروب الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة لجعلها تتصادم وتتصارع، بمعنى أن جرائم هذه الجهات وأدواتها الإجرامية التي تنفذ الإرهاب من الفئات التكفيرية الضالة تنفذ مشروعا سياسيا يهدف إلى تحطيم الدولة السورية وتعطيل دورها السياسي الإقليمي والعربي خصوصا وضرب وحدتها الوطنية التي يستند إليها الشعب العربي في سورية في مواجهة العدوان الكوني متعدد الأطراف وإفشال أهدافه المتمثلة في السيطرة على المنطقة وإلغاء طابعها العربي وجعل الكيان الصهيوني العنصر الفاعل فيها مما يحقق لهذا الكيان الأمن والاستقرار ولما كانت سورية العروبة ترفض وتقاوم بكل عناد ونجاح هذه المشاريع والمخططات المعادية للأمة حيث تجلى ذلك في انتصاراتها التي حققت عبرها تحرير معظم ارض الوطن التي منعت هذه المشاريع من تحقيق اهدافها والحيلولة دون اختراق المنطقة فإنها مستهدفة بكل أشكال العدوان العسكرية منها ولنا من العدوان الصهيوني المتكرر من جنوب دمشق الى دير الزور وحماه دليل على ذلك وكذلك الإعلامية والاقتصادية ويتم ممارسة كل أعمال التدمير للمؤسسات الحيوية فيها ويتم التصعيد في العمليات الإرهابية من اجل شل قدرتها وتصفية مقاومتها الذاتية ومنعها بالتالي من دعم المقاومة التي تواجه العدو الصهيوني في فلسطين ولبنان، مثلما تهدف المؤامرة على سورية إلى ضرب محور المقاومة. وكذلك استهداف بغداد ومحافظات في العراق لضرب المقاومة العراقية التي تحمي الوطن. مثلما استهدف الارهاب لبنان اغتيالا وقتلا وتدميرا، كما استهدف الاردن في العديد من المحافظات، عمان، اربد، السلط، الكرك وتصدت لها الاجهزة الامنية ولاحقت مرتكبيها.

اما في مصر فإن العصابات الارهابية التي استهدفت قبل ايام الجيش المصري في سيناء والعديد من العمليات الارهابية قبل سنوات، فهي تستهدف امن مصر وجيشها الوطني في اليمن فإن العصابات الارهابية وبخاصة داعش تقوم بأعمال اجرامية ضد الشعب العربي اليمني شمالا وجنوبا.

ولكن، وبكل ثقة واستنادا إلى معطيات واقعية نؤكد على أن سورية وفلسطين وكل اقطار الوطن المستهدفة بالارهاب سوف تحقق النصر على الأعداء مهما بلغ حجم التصعيد في العمليات الإرهابية والحصار السياسي والاقتصادي والهجمة الإعلامية الضالة والمضللة، ذلك لانها لن ترضخ وتستسلم بل ستقاوم وسوف تواجه التتار الجدد وتنتصر على الإرهاب والإرهابيين وترد حقدهم وكيدهم إلى نحورهم وستخرج امتنا العربية  شامخة مرفوعة الرأس مثلما ستبقى سورية كما كانت دائما وعبر تاريخها ومعها كل فلسطين والامة العربية محافظة على مكانتها في النضال العربي، ستبقى قلب العروبة النابض والمتحسسة لكل آلام العرب والمتجاوبة مع آمالهم. كما سيبقى الخطاب السياسي لسورية يعتمد إيصال الأهداف القومية إلى الجماهير العربية والتواصل معها من اجل تحقيق طموحات الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية.

ونؤكد للعصابات الإرهابية والداعمين لها بأن عمليات الاجرام لن تزيد الاقطار العربية المستهدفة الا صموداً وعنفواناً واصراراً على  مواجهة أعداء الامة.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــــــــــؤاد دبــــــــــور