الحركة التصحيحية تحول استراتيجي وطني وقومي

شكلت الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس القائد الخالد حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970م حركة تغيير وتطوير شملت مجالات الحياة ومكونات الوجود الوطني والقومي، رسخت مبادئ الوحدة الوطنية والقومية، مثلما أولت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية في سورية العربية اهتماما خاصا، سيما وانها انبثقت من مسيرة نضالية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وارتكزت على قيادة واعية ومخلصة للوطن والأمة قادها قائد جماهيري مبدع، الرئيس حافظ الأسد رحمه الله.

انتهجت الحركة سياسة فعالة عالجت من خلالها وعبرها الواقع القائم ونقلته نحو التطوير والبناء بوعي وإدراك وفهم لهذا الواقع وللظروف القائمة، مما جعلها تنجح في نقله نوعية نحو ما يخدم الشعب والوطن والأمة العربية، استندت إلى فكر البعث ومبادئه وعقيدته القومية، أنجزت الوحدة الوطنية في سورية، وضعت أساس قيام الجبهة الوطنية التقدمية، ووضع دستور جديد ديمقراطي للبلاد، مثلما وضعت أسس التنمية الشاملة اعتمادا على الإنسان بوعيه وثقافته ومهاراته معتمدة على برامج تستند إلى العلم والمعرفة كما أولت اهتماما خاصا بالمؤسسة العسكرية بناء ووعيا وتدريبا وتسليحا وتهيئة متقدمة لمواجهة أعداء سورية، أعداء الأمة العربية، وبخاصة العدو الصهيوني الغاصب للأرض العربية الطامع في أرضها وثرواتها والإجهاز على وحدتها واستقلال أقطارها، ومن اجل هذه المواجهة عملت جاهدة لبناء عمل عربي وتضامن عربي تبلور على ارض الواقع في حرب تشرين التحريرية في السادس من شهر تشرين الأول عام 1973م. وهذا ما ظهرت نتائجه جلية وواضحة في مواجهة العدوان الدولي غير المسبوق على القطر العربي السوري، حيث أظهر الجيش العربي قدرته على المواجهة والصمود وتحقيق الانتصار تلو الآخر على طريق انجاز النصر النهائي وتحرير سورية كل سورية من العصابات الإرهابية وجيوش الاحتلال لأرض سورية تركية كانت ام أمريكية ام صهيونية وغيرها من قوى الاستعمار.

نؤكد ومن خلال مسار الواقع للحركة على اعتبارها المصلحة القومية هي العليا والمحرك الأساسي للسياسة التي انتهجتها سورية حزبا وقائدا وقيادة، حزب البعث العربي الاشتراكي الذي طالما اعتبر الوحدة العربية الهدف الأول من أهدافه الأخرى، الحرية، والاشتراكية.

ونحن اليوم إذ نقف امام ذكرى الحركة في ظل أوضاع عربية صعبة ومعقدة بل وخطيرة فنحن أحوج إلى مبادئها وحنكة وشجاعة قيادتها ممثلة بالرئيس بشار الأسد، خاصة وان القطر العربي السوري يواجه بشجاعة منقطعة النظير عدوانا كونيا شرسا يستهدف الدولة السورية أرضا وشعبا وجيشا ومقدرات ومؤسسات مدنية وخدمية ورغم شراسة العدوان وحجم العصابات الإرهابية والداعمين لها ماليا وعسكريا وسياسيا فإن شعب سورية وجيشه وقيادته يصمد في هذه المواجهة ولأكثر من احدى عشرة سنة ونصف ويتم تحقيق الانتصارات والحفاظ على وحدة الأرض والشعب. وهذا الصمود ما هو إلا نتاج حقيقي لما أنجزته الحركة التصحيحية.

نهيب برفاقنا البعثيين أينما وجدوا في أقطار الوطن العربي التمسك بمبادئ البعث وفكره القومي واردته وعقيدته النضالية، فالبعث بفكره وعقيدته يشكل القاعدة الأساسية لإخراج الأمة العربية من أزماتها ويعطيها القدرة على مواجهة الأخطار المحدقة بها خاصة في مواجهة التحديات والعدوان الذي يمثله الكيان الصهيوني الذي يكرر عدوانه اسبوعا بعد آخر وكان اخر عدوان له قبل ايام على مطار الشعيرات ومعه الشريك الأمريكي الذي طالما استهدف سورية عبر دعم العدوان الصهيوني والعصابات الارهابية بل والتهديد المباشر واحتلال منابع النفط وسرقته.

والى امام بوحدة الشعب والجيش وشجاعة وحنكة القائد والقيادة ووحدة البعثيين المخلصين لمبادئهم وامتهم، وبالتنسيق والتعاون مع اطراف المقاومة كافة لمواجهة أعداء سورية اعداء الامة العربية.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــؤاد دبــــــور