الحركة الصهيونية عدوان واجرام وصراع متصاعد

تظل القضية الفلسطينية بكل إبعادها وتعقيداتها القضية المركزية للأمة العربية مثلما يظل الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب يحظى باهتمام كل مواطن عربي شريف في المشرق والمغرب مما يجعلنا نتوقف في هذا الوقت بالذات، ذكرى زرع الاستعمار للسرطان الصهيوني فوق ارض فلسطين العربية قلب الوطن العربي في الخامس عشر من أيار عام 1948، وامام العدوان الاجرامي الدموي التدميري القائم والمستمر وتحديد معالم الصراع مع الحركة الصهيونية والقوى الاستعمارية والامبريالية الداعمة لها وذلك من اجل الإبقاء على هذا الصراع حيا في الأذهان ورفع وعي الأجيال العربية بإبعاد الصراع السياسية والمادية والاقتصادية والثقافية والحضارية والدينية والعسكرية لاستحضار متطلبات مواجهة العدو الصهيوني وذلك لان وعي الصراع بكل أبعاده وتداعياته يحدد معالم إدارته بشكل سليم وطبيعته كصراع مع مشروع استعماري توسعي إحلالي عنصري عدواني يهدف إلى تثبيت وجود الكيان الصهيوني في المنطقة العربية ومن ثم السيطرة على مقدرات الأمة والتحكم بها سياسيا واقتصاديا وثقافيا ومن خلال الصراع مع العدو يكون الصراع مع المشاريع الامبريالية وبخاصة الأمريكية الهادفة إلى الإبقاء على الوطن العربي في حالة من التجزئة التي أوجدتها اتفاقية سايكس – بيكو الاستعمارية البريطانية الفرنسية في السادس عشر من أيار عام 1916، (تم الإعلان في 23/11/1917)، ومن خلالها يبقى العرب في حالة من الضعف والوهن والتخلف يفقدهم  قرارهم السيادي المستقل والعمل المشترك فيما بينهم ويسهل على القوى الامبريالية التحكم بثرواتهم ونهبها وبخاصة الثروة الإستراتيجية المتمثلة بالنفط. بمعنى أن الصراع مع الكيان الصهيوني صراع مع القوى الامبريالية والاستعمارية التي أوجدته وأمدته بكل أسباب الاستمرار في الوجود، وتعتبر الأرض العنصر الأساسي في هذا الصراع حيث تشكل جوهره مثلما تعتبر القوة والبطش والإرهاب والقتل وارتكاب المجازر الدموية والحصار والدمار وسائل الحركة الصهيونية فيه، وقد استطاع الصهاينة باستخدام هذه الوسائل ودعم الاستعمار والامبريالية الامريكية  لهم تحقيق بدايات مشروعهم المتمثلة في إقامة كيانهم الغاصب فوق ارض فلسطين العربية انطلاقا من العدم الجغرافي والتاريخي والبشري والاقتصادي، حيث وفرت لهم القوى الاستعمارية العناصر اللازمة لتجاوز هذا العدم عبر تجزئة الوطن العربي وتقطيع أوصاله جغرافيا وسياسيا واقتطاع ارض فلسطينية لإقامة الكيان. بمعنى أن الكيان الصهيوني قد نشأ وترعرع في أحضان الدول الاستعمارية والامبريالية وان كنا لا نعفي أنظمة عربية من التقصير في مواجهة المشروع الصهيوني إن لم نقل التواطؤ.

لقد شكل الإرهاب والقتل المتجذر في العقيدة الصهيونية طريق المستعمرين المستوطنين المجرمين ضد شعبنا العربي الفلسطيني حيث الخطف والقتل والاعتقال جرائم يرتكبها مما جعل المواجهة مع العدو الصهيوني تتصاعد نتيجة هذه الأحداث الإجرامية البشعة ولطالما ناضل شعبنا وقاوم وتصدى وتحدى آلة الإجرام الصهيونية عبر السنين والعقود قدم الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الأخر، والأسير تلو الأسير ولم تلن له عزيمة ولم، ولن يتوقف عن مقاومة العدو فالإرادة والإيمان بالحق والحياة الحرة الكريمة في وطنه المحرك الرئيس لهذه المقاومة والتي اثبت شعبنا من خلالها قدرته على الصمود والمواجهة والكفاح والنضال والجهاد دون التوقف عند الثمن فالوطن والأرض والحرية والكرامة هي الأغلى.

ويدرك شعبنا ان الوحدة الوطنية والإجماع في هذه المواجهة يشكل القاعدة الأساسية لاستعادة حقوقه المشروعة وهذا ما يحصل اليوم في المواجهة مع العدو الصهيوني ويدرك شعبنا أيضا ابعاد المؤامرات التي تستهدف قضيته لصالح الصهاينة الغرباء عن الوطن مؤامرات ومشاريع تقوم بها وتروجها الادارات الأمريكية في ظل فرقة وصراع عربي في القطر الواحد

 

وعلى جماهير امتنا العربية التحرك الجاد من اجل حماية الشعب العربي الفلسطيني والوقوف إلى جانبه ومساندته وبذل الجهد لوقف ومنع العدو الصهيوني من النيل من المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس العربية وبخاصة محاولات العدو الصهيوني التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك.

نعود لنؤكد على نضال شعبنا في فلسطين العربية المحتلة أرضه المنتهكة حرياته ومقدساته  وحقوقه المشروعة خاصة وان العديد من أقطار الوطن العربي تعاني من الصراعات والفتنة والتمزق والمؤامرات التي تستهدف أقطار عربية مقاومة وداعمة للمقاومة تقف وراءها الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني وبأدوات داخلية وأنظمة عربية وأخرى في الإقليم.

نتوقف عند مجريات الأحداث الجارية هذه الأيام حيث تقوم الإدارة الأمريكية بتقديم الدعم والاسناد العسكري والمادي والسياسي للحركة الصهيونية وكيانها الغاصب الذي يرتكب المجازر البشعة ضد شعبنا العربي الفلسطيني ولتصفية القضية الفلسطينية تحت مسميات مشاريع سياسية معادية للشعب العربي الفلسطيني مثل نقل السفارة الامريكية الى القدس العربية المحتلة او ما يسمى بصفقة القرن. وزاد الرئيس السابق ترامب من عدوانه بقراره الظالم المتمثل بضم الجولان العربي السوري الى الكيان الصهيوني الغاصب مثلما اقدم على مشروع تطبيع سياسي ودبلوماسي واقتصادي مع أنظمة عربية خدمة لنتنياهو الذي يعاني من أزمات حادة.

وبهذه المناسبة لا بد لنا وان نؤكد على أن العدو الحقيقي للأمة العربية الذي يحتل ارض فلسطين العربية ويشكل خطرا وجوديا للأمة ومعه الداعم والشريك الإدارات الامريكية، ويجب أن تتوجه كل الجهود العربية سياسيا وعسكريا باتجاههما.

مثلما نؤكد على ان المقاومة بكل اشكالها الطريق الموصل لتحرير الأرض واستعادة الحقوق من عدو غاصب، ولا خيار لامتنا إلا سلوك هذا الطريق الذي يضع العدو الصهيوني هذه الأيام في مواجهة صعبة منذ قيامه في الخامس عشر من أيار عام 1948م.

 

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــــــؤاد دبــــــــور