الحركة الصهيونية عدوان وقتل وتدمير واغتصاب

لقد بدأت ملامح المشروع الصهيوني تظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر واتضحت معالمه وتبلورت بصيغته النهائية في المؤتمر الصهيوني الاول الذي تم عقده في التاسع والعشرين من آب عام 1897م، في مدينة بال السويسرية حيث قرر المؤتمر اقامة “دولة اليهود” على ارض فلسطين العربية، استنادا الى مزاعم توراتية باطلة في المرحلة الاولى واستخدام هذه “الدولة” قاعدة انطلاق للتوسع وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة “دولة اسرائيل الكبرى” من الفرات الى النيل، او “دولة ” اسرائيل العظمى” بمعنى السيطرة على المنطقة اقتصاديا وسياسيا ونهب ثرواتها المائية والنفطية في ظل مشاريع امريكية – صهيونية ما زالت تطرح، كالشرق الاوسط الجديد، والشرق الاوسط الكبير.

وبدأت الحركة الصهيونية بتنفيذ مخططاتها بالتحالف مع بريطانيا الدولة الاوروبية المستعمرة لفلسطين في ذلك الوقت، حيث وقف اليهود الى جانبها في الحرب العالمية الاولى ضد ألمانيا، وحصلوا على وعد بلفور الشهير في 2/11/1917 واستمروا في بذل جهودهم المكثفة وعبر كافة الوسائل من اجل تحقيق “دولتهم” المزعومة” على ارض فلسطين.

وحقق الصهاينة قفزات كبرى على طريق تحقيق المطامع الصهيونية، وتثبيت الكيان كقوة اقليمية وذراع قوية للإمبريالية العالمية في الوطن العربي، مركز الثروة النفطية والموقع الجغرافي الهام الذي يربط اطراف العالم، وضرب حركة التحرر العربية، للحيلولة دون تحقيق اهدافها القومية والتنموية في المجال الاقتصادي والعلمي، هذا اضافة الى تحقيق هدف آخر سعت، وما تزال تسعى اليه، الحركة الصهيونية وهو اخذ دور ومكانة مؤثرة على الساحة الدولية، والذي بدأ بالظهور بشكل واضح بعد عدوان الخامس من حزيران عام 1967م الذي اسفر عن احتلال كامل اراضي فلسطين واراض في اقطار عربية مجاورة، مصر، سورية، الاردن، وفيما بعد لبنان.

لسنا بحاجة للتدليل على اساليب العدو الصهيوني الارهابية التي كانت ولا تزال احد المقومات الفكرية الاساسية للحركة الصهيونية والاسلوب الذي اتبعته الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب لتثبيت احتلالها واغتصابها لارض فلسطين واراض عربية اخرى في سورية ولبنان.

ولما كان الارهاب وسيلة الحركة الصهيونية لتنفيذ مخططاتها في طرد الشعب العربي الفلسطيني وممارسة ابشع انواع القتل ضده، كان من الطبيعي ان يطور هذا الارهاب الصهيوني نفسه ويبتدع ما يتناسب مع التغيرات الدولية والاقليمية ومع متطلبات كل مرحلة من المراحل، القتل، والحصار والاغتيال والعقوبات الجماعية والتجويع واقامة الجدران العازلة في فلسطين العربية والضفة والقطاع وعلى الحدود اللبنانية.

القتل الحصار والهدم والاعتقال في الضفة والارض الفلسطينية المحتلة عام 1948 وقطاع غزة واجراءات صهيونية لتهويد القدس وكذلك العدوان المتكرر على سورية واقامة المستعمرات الاستيطانية في الضفة والجولان العربي السوري المحتل والذي ما زال مستمرا.

اما  الادارات الامريكية فكلها ودون استثناء جمهورية كانت ام ديمقراطية تدعم الكيان الصهيوني بكل ادوات القتل والاجرام من الاسلحة المتطورة، تدعمه اقتصاديا، ماليا، سياسيا.

ويمكن ان نلخص أبرز ما اعتمدته الحركة الصهيونية لتحقيق مشروعها الصهيوني بالتالي:

  1. الاستيلاء على ارض فلسطين بكافة الوسائل، واقامة الكيان الصهيوني فوقها.
  2. استقدام ملايين اليهود من دول العالم الى هذا الكيان، بعد طرد المواطنين العرب الفلسطينيين، واقامة المستعمرات الاستيطانية فوق ارض فلسطين المحتلة عام 1967م اضافة الى تلك المستعمرات المقامة فوق ارض فلسطين المحتلة قبل عام 1948م.
  3. تحقيق الاعتراف الدولي بشرعية هذا الكيان ودخولها الى الهيئة الدولية الرئيسية وخاصة هيئة الامم المتحدة.
  4. الانطلاق من الامر الواقع الناتج عن استخدام القوة، للدخول الى المنطقة بالمفاوضات المباشرة والاتفاقيات والمعاهدات التي تم توقيعها بين الكيان الصهيوني وبعض الاطراف العربية، ومن ثم اقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع دول عربية اخرى، في خطوة على طريق تحقيق وقف المقاطعة العربية للكيان الصهيوني والانتقال الى تحقيق السيطرة الاقتصادية والسياسية على المنطقة، أي الانتقال من مرحلة الغزو والتوسع الاقليمي جغرافيا، الى الغزو والتوسع والهيمنة اقتصاديا وسياسيا.

ونؤكد على الحقائق التالية:

  1. ان المشروع الصهيوني لا يستهدف فلسطين وحدها بل الامة العربية كلها بغض النظر عن المعاهدات والاتفاقات التي تمت بين الكيان الصهيوني وبعض الحكومات العربية ولن يكون أي قطر عربي بمنأى عن الخطر الصهيوني.
  2. ان مواجهة المشروع الصهيوني تتطلب مراجعة بنية النظام العربي الراهن، وبناء نظام عربي جديد على اسس جديدة تؤكد على المصلحة القومية والالتزام بها.
  3. التركيز على الوعي السياسي والقدرة على تحسس الاخطار لدى المواطن العربي وبالتالي تنمية وتوسيع دائرة الحركة الشعبية العربية المناضلة ضد المشروع الصهيوني وسياسات الهيمنة والضغوط الامريكية.
  4. وحدة الشعب العربي الفلسطيني بكل فصائله واحزابه في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب المحتل، ومواجهة ما يسمى بالمشاريع الامريكية- الصهيونية المعادية للشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية.
  5. العمل الجاد والمخلص على توفير متطلبات تحقيق بناء القوة العربية لخلق توازن قوى في المنطقة في المجالات السياسية والعلمية والاقتصادية والدفاعية،

 

ونعود لنؤكد على اساليب العداء والقتل والاجرام والترحيل واقامة المستعمرات الاستيطانية الصهيونية سواء أكان نتنياهو من يرأس الحكومة الصهيونية ام جميع من قبله او من بعده رئيس الوزراء الحالي نفتالي بنيت الذي يمارس ابشع انواع الاجرام ضد شعبنا العربي في كل اماكن تواجده في فلسطين العربية المحتلة، وكذلك ابشع انواع الاجرام ضد سورية العربية وغيرها.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــــــــؤاد دبـــــــــور