العداء التركي للعرب

اشتد الظلم للعرب والقتل والإعدام والحصار والاستبداد تحت اسم الإسلام، مارسته الدولة العثمانية التي سقطت اثر الحرب العالمية الأولى وجاء مصطفى كمال اتاتورك لينهي ما يسمى بالخلافة في تركيا في عام 1923 ويتجه نحو الغرب في ولائه وسياساته وتتحول تركيا إلى دولة علمانية والأرض التركية إلى قواعد عسكرية لحلف الأطلسي حيث أصبحت تركيا عضوا في هذا الحلف وما أن اعلنت الحركة الصهيونية عن قيام كيانها الغاصب لأرض فلسطين العربية الإسلامية حتى بادرت الدولة التركية للاعتراف بهذا الكيان وإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية وعسكرية معه. وما زالت هذه العلاقات قائمة في ظل حزب “العدالة والتنمية” الذي يقوده اردوغان منذ عام 2002م.

وفي عهد هذا الحزب الذي يدعي الإسلام ما زالت تركيا عضوا في حلف الناتو بل ازداد الوجود العسكري الغربي حيث تمت إقامة الدرع الصاروخي على الأراضي التركية والذي يهدف إلى حماية الكيان الصهيوني، كما ازدادت في ظل هذا الحزب العلاقات مع جيران تركيا توترا، بل تحول التوتر مع القطر العربي السوري الى حرب عدوانية سواء عبر دعم العصابات الإرهابية ام العدوان المباشر باستخدام الجيش التركي.

حيث نشاهد ما تقوم به حكومة اردوغان حكومة حزب “العدالة والتنمية” من عدوان سافر ضد هذا البلد العربي المسلم حيث تقوم هذه الحكومة بدور الأداة في تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني الاستعماري الذي يستهدف سورية الدولة بكل مكوناتها، سورية الموقف السياسي المقاوم والمعادي للمشروع الامبريالي الصهيو- أمريكي والاستعماري الغربي حيث فتحت الحكومة التركية أراضيها للإرهابيين الذين شكلوا ويشكلون أدوات القتل والدمار والتخريب في سورية مثلما قدمت ولا تزال تقدم لهم الحماية وتوفر لهم الأرض التي يقيمون عليها ويتسللون عبرها إلى الأرض السورية لممارسة أعمالهم الإجرامية البشعة ضد الشعب العربي في سورية. وشهدنا في الأيام الأخيرة تصريحات معادية وتهديدات بالحرب ضد سورية التي تمارس حقها في تحرير مدنها وقراها من العصابات الإرهابية والاحتلال التركي والامريكي طبعا والصهيوني.

أي أن السياسة التركية المعادية للعرب ليست جديدة فهي ممتدة منذ قرون ولكنها تتجدد من حاكم إلى أخر ومن حكم إلى أخر حتى لو ادعى هذا الحكم بالإسلام الذي يتناقض مع النزعة الإرهابية لحكومة اردوغان التي تمارسها ضد سورية بشكل خاص تلك النزعة التي تهدف إلى زعزعة امن سورية واستقرارها وصولا إلى انهيار الدولة والنظام حيث أن هذه النزعة الإرهابية في جوهرها تمثل شكلا من أشكال المعركة العسكرية والسياسية ضد الدولة والنظام عبر دعم مجموعات إرهابية مدعومة من أطراف دولية وأنظمة عربية. وبالتنسيق مع الكيان الصهيوني حيث يتزامن العدوان التركي مع العدوان الصهيوني ضد سورية.

ويمكننا التأكيد استنادا إلى مجريات الأحداث في سورية على انخراط حكومة اردوغان في المشروع الأمريكي الصهيوني الهادف إلى تدمير الدولة السورية والجغرافيا السياسية للمنطقة العربية والإسلامية، وترتيب هويتها السياسية بما يحقق أهداف هذا المشروع. والذي يأتي على رأس أولوياته توفير الأمن والحماية للكيان الصهيوني الغاصب بل وأكثر من ذلك جعل هذا الكيان قويا وقاعدة أساسية في المشروع المسمى بالشرق الأوسط الجديد. وتكثيف سورية الدولة جهودها العسكرية لطرد المحتلين من ارضها وفي المقدمة منها جيش اردوغان وعصاباته الإرهابية التي تتهاوى امام ضربات الجيش العربي السوري المؤلمة لهم ولاردوغان حيث تحطم إرادة الجيش العربي السوري فعليا حلم اردوغان في استعادة الدور العثماني، حيث الاستعمار والبطش وممارسة كل أنواع الإرهاب ضد الامة العربية في معظم اقطارها وها هو اردوغان يتدخل عسكريا ليس في سورية فحسب بل ذهب الى أبعد من ذلك. يتدخل بشكل سافر في الخليج العربي ويتدخل في الشؤون الداخلية بسورية ومصر العربية عبر دعمه للاخوان المسلمين. ولكن اردوغان الذي يمارس كل أنواع التدخلات العسكرية في اقطار من الوطن العربي، لا يعرف الا طريق الصداقة والتنسيق مع العدو الصهيوني، مطبعا، والتاريخ يعيد نفسه

نقول لاردوغان ولكل الأطراف الضالعة في الحرب الكونية الإرهابية الإجرامية على سورية بأن خيار سورية ومعها كل المخلصين الشرفاء في الوطن العربي والإقليم والعالم مواجهة هذه الحرب العدوانية وضرب الإرهاب في الداخل الذي يشكل أدوات هذا العدوان. حتى لو طال هذا العدوان الحاجات الضرورية للمواطن العربي السوري، من قطع المياه وسرقة القمح وحرق المزروعات ونهب الثروات النفطية وبيعها للكيان الصهيوني وامور أخرى عدوانية مثل ادخال الأسلحة الى العصابات الإرهابية وتقديم كل اشكال الدعم لهذه العصابات.

ونؤكد لاردوغان والصهاينة والإدارة الامريكية وكل الأعداء بأن الشعب العربي السوري وجيشه وقيادته ماضون في تحرير الأرض السورية من رجس المحتلين شمالا وشرقا وجنوبا.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــــــــــــؤاد دبـــــــــــور