المشروع الصهيوني قتل واسر وترحيل وهدم

اصدر الكنيست الصهيوني قوانين تقضي بإسقاط الجنسية عن العرب الفلسطينيين وتقوم بطردهم من أرضهم ووطنهم رغم أنهم أصحاب الأرض الأصليين الشرعيين استنادا إلى ذريعة وحجة مزورة تتعلق بما يسميه الصهاينة (الإرهاب) من وجهة نظرهم علما أنهم أهل الإرهاب الذي تمثل أساسا في وجودهم في ارض فلسطين العربية واراض عربية اخرى في سورية ولبنان، وفي ممارستهم وسياساتهم العدوانية الاجرامية. اما ضحايا هذا الإرهاب الصهيوني المنظم فهم الشعب العربي الفلسطيني وابناء الجولان العرب السوري والمحتل الذين يدافعون عن أرضهم وممتلكاتهم ووجودهم المستهدف من القتلة الصهاينة الذين لم يتركوا وسيلة إرهاب وقتل واغتيال وبطش إلا ومارسوها من اجل تحقيق مشروعهم الصهيوني القائم أساسا على فكر وأيدلوجية تقوم على اقتلاع العرب الفلسطينيين من أرضهم ومدنهم وقراهم وتشريدهم خارجها من اجل استيعاب المهاجرين الصهاينة من عديد بقاع الأرض لإحلالهم مكانهم مما يؤدي إلى نزع الطابع العربي عن ارض العربية المحتلة تمهيدا لتهويدها باعتبارها على حد زعمهم ارض “الميعاد” ارض “دولة اليهود”. كما يوجه الصهاينة عدوانهم وارهابهم نحو سورية العربية وكذلك لبنان وكل الامة العربية

وهذا الفكر الصهيوني ليس جديدا بل تم إقراره في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م حيث وضع الصهاينة خططهم لتحقيق حلمهم في إنشاء “دولة” لهم والتي ارتكزت بشكل أساسي على طرد الفلسطينيين وترحيلهم وتشريدهم وقتل ما يستطيعون قتله، وعلى أساس وضع الصهاينة وقادة حركتهم وقيادات الحكومات المتعاقبة إستراتيجية واضحة المعالم تجاه العرب الفلسطينيين تقوم على طردهم ومصادرة أرضهم وإقامة المستعمرات الصهيونية فوق هذه الأرض وهذا دفعهم إلى ارتكاب المجازر الدموية البشعة ضد أصحاب الأرض وبخاصة بعد قيام كيانهم الغاصب في الخامس عشر من أيار عام 1948م حيث أقدموا على تحقيق هدف طرد الفلسطينيين والتخلص منهم بكل الوسائل ثم جاء عدوان الخامس من حزيران عام 1967م الذي تم على أثره مصادرة الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان العربي السوري وإقامة المستعمرات الاستيطانية في هذه الأرض وبخاصة حول مدينة القدس العربية، بمعنى أن النهج الصهيوني العنصري المعادي للعرب الفلسطينيين وغيرهم متأصل ومتجذر في الفكر الصهيوني.

لقد قام الكيان الصهيوني الغاصب وحكوماته المتعاقبة بإتباع سياسة عنصرية الطابع تمثلت في اتخاذ إجراءات معادية تقوم على أساس التطهير العرقي والذي تم التعبير عنه بإقدام الحكومة الصهيونية على طرد وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين في العام 1948م من وطنهم وأرضهم. ووصل الأمر بالصهاينة منع الفلسطينيين من دفن موتاهم في مقابر قراهم بذريعة أن مجرد القبول بدفن الميت في بلده يعني الإقرار بأن هذه الأرض والبلدة تعود ملكيتها إلى أهله وقد اصدر الصهاينة سلسلة من القوانين والتشريعات العنصرية الجائرة لتثبت نظرتهم وسياساتهم تجاه الفلسطينيين الذين يعيشون في الأرض المحتلة عام 1948م منذ قيام كيانهم الغاصب والتي تتسم فعلا بالظلم والاضطهاد والاعتداء وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين. وها هو شعبنا يقاوم جرائمهم ومظاهرات ام الفحم والعديد من المدن والقرى الفلسطينية المحتلة وغيرها تؤكد ذلك مثلما تؤكد على عنصريتهم وتوجهاتهم لتحقيق مشروعهم الصهيوني الاستعماري التوسعي الاحلالي الهادف إلى تهويد الأرض وتصفية الوجود الفلسطيني. وقد رأينا الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومات العدو بإجبار العرب الفلسطينيين على هدم بيوتهم بأنفسهم وبخاصة في القدس العربية بعامة، وفي الشيخ جراح بخاصة. وجاء قانون “الغزاة” طبعا المقصود بالغزاة هنا العرب الفلسطينيون أصحاب الأرض وليس الغزاة الغرباء الصهاينة واليهود القادمين إلى فلسطين من دول متعددة في هذا العالم ويعتبر هذا القانون من اخطر القوانين التي صدرت عن الحكومات الصهيونية حيث صدر في شهر شباط من عام 1981 ذلك لأنه يهدف إلى طرد العرب من الجليل شمال فلسطين والنقب في الجنوب وقرى المثلث في الوسط (أم الفحم وجوارها) طبعا، لم تتوقف الإجراءات الصهيونية بخصوص الأرض المحتلة عام 1948م، كما أسلفنا، بل طالت الأرض الفلسطينية المحتلة اثر عدوان عام 1967م ووفق برامج متعددة المحاور والأهداف حيث تقوم حكومات العدو بمصادرة الأرض وإقامة المستعمرات الاستيطانية وبخاصة حول مدينة القدس العربية حيث أصدرت حكومة العدو الصهيوني التي قامت بالعدوان وبعد أيام من العدوان قرارا بموافقة الكنيست الصهيوني بتوسيع حدود بلدية القدس وتوحيدها وإقامة مستعمرات استيطانية حولها لتهويدها باعتبارها على حد زعمهم، العاصمة الموحدة الابدية لكيانهم الغاصب مثلما أصدرت الحكومات الصهيونية قرارات أخرى بعد اقل من شهرين على الاحتلال تصادر بموجبها مساحات واسعة من ارض الضفة الغربية حتى نهر الأردن شرقا لتقيم عليها مستعمرات استيطانية ، هذا، ولا تزال حكومات العدو الصهيوني ممعنة في سياساتها المتعلقة بمصادرة الأرض العربية وطرد السكان العرب أصحاب الأرض الشرعيين وبناء عشرات الآلاف من الوحدات السكانية والمستعمرات الاستيطانية مثلما قامت حكومات العدو الصهيوني بإقامة جدار فصل عنصري في الأرض الفلسطينية بهدف تهويد المزيد من الأرض العربية.

ولمواجهة المشروع الصهيوني وتداعياته واخطاره، نؤكد على وحدة الصف الفلسطيني استناداً إلى برنامج مقاوم للعدوان مثلما يتطلب وحدة الموقف العربي الداعم للمقاومة وحشد الطاقات لمواجهة عدو غاصب متغطرس قاتل طارد للآخرين من أرضهم ووطنهم وديارهم.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــــــــــؤاد دبــــــــــور