بالمقاومة ستعود فلسطين عربية وستعود بلدي ام الزينات

أكثر من سبعة عقود ونصف مرت على جريمة الاغتصاب الصهيوني لفلسطين العربية وطرد الملايين من أصحابها الشرعيين، وكذلك مضت على اغتصاب مسقط رأسي بلدي قريتي الحبيبة أم الزينات عروس الكرمل، مرت هذه الأعوام وكأنها الدهر كله، أيام وسنوات زاخرة بالحنين بالألم والوجع والمعاناة واللوعة، مليئة بالشوق إلى مياهها العذبة، مياه ينابيع بئر السباع، بئر الهرامس، نبع الشقاق والصفصافة والبويظه، وبالشوق إلى ظلال شجر البلوط والخروب والزيتون والتفاح، شوق إلى رائحة القنديل والبطم والسنديان، تلك الغابات والأشجار التي أتت عليها نيران العدو الصهيوني في الحريق الذي أصاب جبل الكرمل، ورغم طول البعاد والفراق سنعود، سيعود الأبناء والأحفاد.

نعم، ستعود هذه الأجيال إلى أم الزينات، قرية الشموخ والعنفوان لاعمارها من جديد، وزراعة آلاف الأشجار في أرضها المعطاء لتصبح خضراء من جديد بعد السواد الذي أصابها بفعل أعداء الأرض والبشر والشجر. سنعود إلى مسقط رأس أجدادي في مدينة أم الفحم ستعود الأجيال من شعبنا العربي الفلسطيني إلى أرضهم ومدنهم وقراهم، رغم صفقة القرن الترامبية رغم أنف كوشنير ونتنياهو وكل صهيوني وعدو لشعبنا وامتنا في هذا العالم رغم المطبعيين مع العدو الصهيوني. سيعودون إلى سهول فلسطين وجبالها وبحرها، إلى بيارات البرتقال والليمون وكروم الزيتون، إلى القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وستفشل مخططات التهويد العنصرية مثلما تفشل السياسات الرعناء للإدارات الامريكية والحركة الصهيونية  التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك مثلما تستهدف تدنيس كنيسة القيامة وكل المقدسات في فلسطين، سنعود رغم جبروت القوة الصهيونية التي أصبحت تتهاوى امام ضربات المقاومة في فلسطين عموما وقطاع غزة والضفة الغربية ومجريات الاحداث بالامس تفتح الطريق امام العودة والانتصار وكنس الكيان الصهيوني سنعود بإرادة شعبنا وامتنا العربية، سنواجه العدوان والاغتصاب جيلا بعد أخر، ولن تتراجع أجيالنا عن الكفاح والجهاد مهما بلغت التضحيات من اجل استعادة الحقوق المسلوبة وتحقيق الانتصار الذي من خلاله نعود إلى فلسطين العربية القلب والوجه واللسان والتاريخ. سيعود أهلنا المشردون من الجولان العربي السوري رغم أنف ترامب والصهاينة وكذلك أهلنا في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، لن نتوقف عن المطالبة بحقنا في العودة في كل حين وآن، ولن يثنينا عن تحقيق هذا الحق بطش العدو وإجرامه وإرهابه وكل ما تقدمه إليه الامبريالية الأمريكية من دعم مالي وسياسي وعسكري يتمثل بأحدث أدوات القتل والإجرام التي تنتجها مصانع القتل الأمريكية. بنضال أحرار شعبنا وامتنا بالمقاومة سنواجه مؤامرات التوطين وإلغاء حق العودة مثلما سوف نسقط كل المشاريع الأمريكية والصهيونية الهادفة إلى تصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني .

اجل، سيعود كل لاجئ فلسطيني وعربي إلى أرضه ووطنه، لان حق العودة تتوارثه الأجيال ولأنه لا يسقط بالتقادم ولان حق الشعب في تقرير مصيره بإرادة حرة فوق أرضه يعتبر حقا مقدسا أكدته كل الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، ولان هذا الحق لا يخص ملايين اللاجئين الفلسطينيين العرب فقط بل تتمسك به امتنا العربية،

ونحن إذ نؤكد على حق العودة للشعب العربي الفلسطيني إلى وطنه وأرضه نؤكد في الوقت نفسه على الأسباب التي أوصلت العرب إلى ما هم عليه الآن هذه الأسباب المتمثلة في فرقة الأمة وتجزئتها إلى أقطار فقدت معظمها قرارها السيادي المستقل. مثلما فقدت أيضا إشراك الشعب في اختيار القوانين والتشريعات الناظمة لحياته أي فقدان الحياة الديمقراطية التي تعتمد في الأساس على الحرية بكل ابعادها مما يجعلنا ننوه إلى نضال مجموع الشعب من اجل بناء الوحدة الوطنية على قاعدة المشروع الوطني والقومي ونضاله من اجل بناء الحياة الديمقراطية القائمة على تمتع المواطنين بالحريات وحقوق الإنسان وانطلاق العمل الجاد والفاعل لتحقيق أهداف امتنا في الوحدة والحرية والحياة الأفضل والتمسك بالهوية القومية وامتلاك الجميع للقرار العربي المستقل الذي يشكل خيار الضرورة الوحيد لحماية الوجود القومي وبناء المشروع العربي النهضوي وامتلاك القوة والقدرة للدفاع عن حقوق الأمة وسيادتها واستقلالها واستعادة الحقوق المسلوبة بالمقاومة المشروعة ويأتي في مقدمتها استعادة كل ارض عربية محتلة في فلسطين وسورية ولبنان. وعندما نستعيد الأرض نكون قد حققنا عودة اللاجئين إلى أرضهم وممتلكاتهم.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــــــــــؤاد دبــــــــــور