يعتبر الإعلام وسيلة هامة وشديدة التأثير في صناعة الرأي العام وفقا لنظريات سياسية وثقافية محددة، وذلك بما له من فاعلية حاسمة في توفير المعلومة التي تصنع القناعات عند الجماهير سيما وان وسائل الإعلام تقوم بالدور الأهم في صياغة الصورة وتعديلها بما يخدم وجهة النظر التي تسعى لنشرها، كما أن للإعلام أيضا دورا أساسيا في بلورة السياسات وصياغة القرار السياسي، عبر الأخبار والمعلومات التي يروجها الإعلام في هذا الحدث أو ذاك خاصة في ظل التحولات والتطورات التكنولوجية المتطورة في الاتصالات حيث الأقمار الصناعية واستخداماتها الايجابية وكذلك السلبية التي تقوم على خلق تشوهات وإفراز إشكالات خطيرة تؤثر في وعي الجماهير ومواقفها السياسية من الأحداث.
وقد سلكت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الشركاء من الدول الاوروبية الدول التي تسير وفقاً للسياسة الامريكية على طريق التضليل الإعلامي الموجه ضد القيادة والدولة الروسية من حيث تشويه هذه القيادة واظهارها بمظهر المعتدي القاتل في اوكرانيا وحقيقة الامر ان القيادة الروسية وجيشها انما يدافعون عن امن وطنهم وامنه واستقراره ولتبرير سياساتها القائمة على الهيمنة على العالم حيث وجهت إعلامها لتبرير غزوها لأفغانستان متذرعة بمكافحة الإرهاب الذي أصابها في الحادي عشر من أيلول عام 2001م مثلما قام إعلامها بالكذب والافتراء لتبرير عدوانها على العراق الذي شنته في شهر آذار عام 2003م بذريعة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل ولكن الأهداف الأساسية من هذه الحروب هو فقط تحقيق مصالحها المادية والاقتصادية والسياسية، مثلما تبرز بشكل واضح هذه الأيام في الحملة الإعلامية الشرسة لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بشكل خاص والقائمة على التحريض وتشويه الحقائق والوقائع والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا الاتحادية. وهذا يجعل الإدارة الأمريكية ومن يتبعها من الدول والفئات الضالة تزيد من رفع وتيرة التضليل الإعلامي والأعمال الإجرامية التي تستهدف الجيش وقوات الأمن الروسية والعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في روسيا وضرب اقتصادها واضعافها.
والمعركة الدائرة اعلاميا هذه الايام ما يتعلق باتهام روسيا بجرائم حرب في بلدة “بوتشا” واتهامها باستخدام اسلحة كيماوية، وهذا كذب وافتراء تعودت عليه الادارات الامريكية والتابعين لها، حيث تم مثل هذا الافتراء على الدولة السورية سواء أكان ذلك شرق دمشق ام في محافظات اخرى وتحاول الجهات المعادية الان اتهام كارثي جديد حول مثل هذا الوضع في محافظة ادلب.
ولا بد لنا وان نتوقف عند كيفية استخدام القوى المعادية لامتنا للإعلام وقدرتها وعراقتها في التضليل الإعلامي بهدف تحقيق غاياتها ومشاريعها السياسية للنيل من امتنا أو من هذا القطر العربي أو ذاك عبر ترويج الإشاعات وفبركة الأخبار التي تصب في هذا الهدف.
وهذا النهج الإعلامي الذي يتسم بالخلل والتشويه والتحريض على العرب بعامة وعلى أقطار عربية تواجه مشكلات بخاصة فإنه يتطلب من كل مواطن عربي واع مدرك لابعاد هذه الحرب الإعلامية وعي حقيقة أهدافها والقيام بتعرية هذا الإعلام الحاقد وكشف أهدافه المعادية للأمة، كما يتطلب من الجميع إدراك حقيقة هذا الإعلام والتوقف عندما ينشره ويبثه من إشاعات وتحريض للنيل من هذا القطر العربي أو ذاك ونخص بالذكر هذه الأيام كما أسلفنا سورية العربية المتمسكة بالثوابت الوطنية والقومية والمدافعة عن قضايا الأمة العربية، مثلما يتطلب من الجميع تمحيص الأخبار والتصدي للتزوير وفضح ابعاده وعدم السقوط في خديعة هذا الإعلام الضال والمضلل.
الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــــــؤاد دبــــــــــور