سوريه – الحصار الظالم وتداعياته الكارثية

جاء استهداف سورية عبر الحرب الكونية الاجرامية عليها لأنها دولة عربية مقاومة ومواجهة للمشاريع العدوانية الامريكية- الصهيونية، التي تستهدف الامة العربية في سيادتها وقرارها السيادي، في ثرواتها وامكانات القوة لديها والحيلولة دون توحدها لمواجهة هذه المشاريع الهادفة الى جعل الامة العربية بكامل اقطارها تحت الهيمنة بل السيطرة الامريكية الصهيونية الاستعمارية.

ولان سورية العربية واجهت المخططات والسياسات المعادية، ولم ترضخ، ولم تخضع ولم تتنازل عن سيادتها الوطنية، وكذلك رفضت التخلي عن مبادئها القومية، عبر استخدام الحرب الارهابية العدوانية التي تصل هذه الايام الى (12) عاما فرضت عليها الادارات الامريكية الحصار تلو الحصار، وجاءت بما سمي بقانون “قيصر” لتشديد الحصار الظالم عليها وحتى على من يتعامل ويتعاطى معها دولا، ومنظمات غير حكومية.

وكان من تداعيات الحصار بأشكاله المتعددة وهذا القانون الجائر ان سورية لم تكن قادرة بما يلزم لمواجهة كارثة الزلزال الذي وقع يوم الاثنين الماضي السادس من هذا الشهر.

كما رأينا وشاهدنا ان عديد الدول والاوروبية منها خاصة قدمت الدعم الى تركيا متجاهلة بل متجاوزة ما حل بالشعب العربي السوري، وحتى الان هناك انظمة عربية لم تقم بواجبها تجاه القطر العربي السوري الذي امتاز عبر تاريخه الطويل بالوقوف الى جانب كل اقطار الامة بالسراء والضراء.

نعود للتأكيد على ان سورية قاومت، ولا تزال تقاوم، المشاريع الامريكية – الصهيونية الهادفة الى تحقيق امن الكيان الصهيوني الغاصب على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني في ارضه ووطنه ومقدساته المستهدفة وعليه فهي عند هؤلاء الاعداء يجب ان تدفع الثمن من غذائها ودوائها وامنها واستقرارها، وكل متطلبات وحاجات الشعب الضرورية للحياة.

سورية، ركيزة للأمن القومي العربي، ولا نبالغ اذا قلنا ان اضعاف سورية واجبارها على التنازل عن سيادتها وكرامتها ودفاعها عن ارضها وقرارها المستقل، يعني بالضرورة اضعاف الامة العربية. وان انهاء الحصار الظالم عليها بكل اشكاله وبخاصة قانون “قيصر” الاجرامي يجب ان يكون هدف النضال الوطني والقومي لكل المخلصين من ابناء الامة العربية وطنيا وقوميا. وان سورية الحرة الابية القوية انما تدفع الشر عن الامة وتحفظ للشعب وللامة العربية حقوقها بقضاياها العادلة ويأتي في المقدمة منها القضية الفلسطينية.

معا، معا، جميعا في مواجهة الحصار الاجرامي الظالم على هذا القطر العربي الصامد والمقاوم بصبر وشجاعة مهما كبرت التضحيات.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــــــــؤاد دبــــــــور