يستعر الصراع ويشتد بين المشروع القومي العربي النهضوي الهادف إلى مواجهة العدوان على الأمة وإفشال مخططاته ومشاريعه والمشروع الصهيوني الأمريكي الاستعماري الذي يستهدف الأمة العربية في وحدتها وأفكارها وسيادتها واستقلالها وحريتها في التحكم بثرواتها ومقدراتها وكانت سورية بشعبها وقيادتها وجيشها في المقدمة تتصدى للمشروع المعادي للأمة وعلى رأس المدافعين عن سيادتها وقضاياها بعامة وقضية الصراع مع العدو الصهيوني بخاصة وهذا من أهم أسباب تعرضها للعدوان الكوني غير المسبوق في تاريخ الصراعات والحروب وقد جندت القوى المعادية كل وسائل الهجوم على سورية الاقتصادية والعسكرية والسياسية والإعلامية كما دفعت بأنظمة إقليمية “تركيا اردوغان” ام عربية للقيام بهذا الدور حيث وجهت العديد من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية التي تقتل وتدمر مثلما وجهت وسائل إعلامها المكتوبة والمسموعة والمرئية في هذه الحرب العدوانية القذرة التي قامت، وما زالت، مستمرة بشن حرب إعلامية ضالة ومضللة تشوه الحقائق وتزور الوقائع على الأرض. تختلق الأكاذيب بهدف الإحباط والتضليل للشعب العربي في سورية وخارجها ورفع معنويات الإرهابيين الذين يتساقطون في العديد من المواقع والمدن والقرى العربية السورية.
فالإعلام، كما نعلم جميعا وفي ظل تحولات وسائله التكنولوجية المتقدمة وبخاصة المرئية منها أصبحت ناقلا مهما للأخبار والحدث وتشكل عنصرا هاما في صناعة الرأي العام سواء كان سلبا أو إيجابا وذلك وفقا لتوجهات أصحاب القرار السياسي الذي يوجهونه ويعتمدونه لايصال وجهات نظرهم ورغباتهم بمعنى ان الإعلام شريكا أساسيا في صناعة الأحداث والتحكم في تطورها عبر ما يوفرونه له ويوظفونه للتأثير على الرأي العام عبر تسويق أهدافهم السياسية والثقافية والاجتماعية.
وقد تجسد دور الإعلام المعادي بشكل فاعل في مجريات الأحداث في سورية تضليلا وتشويها وقلبا للحقائق والإسهام وبشكل بشع في الإعمال الإرهابية الإجرامية الدموية التدميرية التي استهدفت سورية أرضا ومؤسسات وشعبا، وقد استخدم هذا الإعلام المعادي ومن يقف خلفه ويموله ويوجهه كل الوسائل التي يعتقد بأنها توصله إلى تحقيق أهدافه العدائية دون وازع أو رادع.
وللإنصاف لا بد لنا وان نتوقف عند دور الإعلام العربي المقاوم والمضاد للإعلام المعادي هذه المواجهة التي أثبتت قدرتها على المواجهة من حيث كشف التضليل والتشويه وخلق أحداث مصنوعة تستخدم في الحرب النفسية وصراع الإرادات وخلق قناعات معينة عند الآخرين . وأدار الإعلام الصديق للأمة والمدافع عن قضاياها الذي يتصدى للإعلام المعادي معركته بمهنية عالية وبخاصة الإعلام السوري الذي دافع عن الحقيقة واستطاع تسويقها ببراعة وحقق نجاحات كبيرة وهامة ومؤثرة اثارت غضب الأعداء مما جعلهم يستهدفونه بالمتفجرات والاغتيال وليس بالكلمة والمنطق والحقائق لان فاقد الشيء لا يعطيه.
بمعنى ان الإعلام الوطني في سورية والإعلام العربي المساند ارتقى إلى مستوى الحدث والأحداث رغم إمكاناته المتواضعة أمام إمكانات الإعلام المعادي الكبيرة جدا. وقد اشتدت وازدادت وتيرة الهجمة الإعلامية الضالة والمضللة هذه الأيام خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السورية لعام 2021 مثلما طالت هذه الحملة أيضا الحليف الروسي الذي يبذل الجهد والدم في سبيل الحفاظ على سورية العربية موحدة ويسهم بشكل أساسي في مواجهة العصابات الإرهابية وكل القوى المعادية لسورية وبخاصة الإدارة الامريكية.
لا تزال سورية تواجه العدوان بكل أشكاله بقوة وشجاعة واقتدار وتدير معركتها ببسالة نادرة بجيش عقائدي آمن بوطنه وأمته، وبقيادة شجاعة وعزيمة لا تلين وشعب تزداد مقاومته كلما اشتد الخطب ولا يتوقف مطلقا عند شراسة الحرب العدوانية التي تقودها دولة كبرى في هذا العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها العدو الصهيوني والدول الغربية الاستعمارية وأنظمة عربية وإقليمية حاقدة.
ترفض الخضوع والاستسلام أمام هذا العدوان عسكريا كان أم اقتصاديا سياسيا أم إعلاميا.
تحقق الانتصار تلو الأخر انتصارها انتصار للأمة العربية جمعاء وستبقى سورية طليعة حاضنة ومنارة للقومية العربية والمشروع النهضوي العربي الذي سيتحقق طال الزمان عليه أم قصر.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فــــــــــــؤاد دبــــــــــــور