في تصريحات لرئيس حكومة العدو الصهيوني الإرهابي نتنياهو بالأمس حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين يقول فيها “لا عودة حتى ولو للاجئ واحد” ونقول تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من أرضهم أساس الصراع مع الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب لهذه الأرض حيث أقدم الصهاينة وعصاباتهم المسلحة الهجاناه والأرغون وشتيرن والعسكر بارتكاب المجازر الدموية البشعة من اجل تحقيق هدفهم باغتصاب الأرض عبر طرد وتشريد أصحابها وإقامة المستعمرات لتوطين اليهود المستوردين من عديد دول العالم وذلك تنفيذا للمشروع الصهيوني الاستعماري الاحلالي الذي وضعت الحركة الصهيونية أسسه في مؤتمرها الذي تم عقده برئاسة الصهيوني هيرتسل في سويسرا في شهر أب من عام 1897م ومن أهم بنوده وأهدافه الوصول إلى إقامة “دولة يهودية” في فلسطين ا لعربية على حساب صاحب الأرض الشعب العربي الفلسطيني. وما زال العمل مستمرا لانجاز هذا الهدف حتى الآن حيث تم مصادرة الأرض من أصحابها العرب وإقامة المستعمرات الاستيطانية عليها، مثلما تتم مطالبة رئيس وزراء هذه الحكومة نتنياهو ومعه الشريك الأمريكي الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب “دولة يهودية” من عديد من الدول العربية مثل الامارات والبحرين مؤخراً وحتى الان. بما يعنيه هذا الاعتراف من أخطار ومخاطر على حقوق الشعب العربي الفلسطيني في ارض وطنه ومدنه وقراه وشطب حقه في العودة إليها كما يعطي هذا الاعتراف شرعية لاحتلال الصهاينة الأرض الفلسطينية واعتبارهم ملاكها وتشكل هذه المطالب الصهيونية والأمريكية تجاهلا تاما لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بحقوق الشعب العربي الفلسطيني بعامة وحق اللاجئين الفلسطينيين بخاصة بالعودة إلى أرضهم ومدنهم وقراهم وفقا للقرار 194 الصادر عن هيئة الأمم المتحدة عام 1948 وقرارات عديدة أخرى من أهمها القرار رقم (232) الصادر عن الأمم المتحدة في الثاني من تشرين الثاني عام 1974م والذي يؤكد على حقوق الشعب العربي الفلسطيني بعامة وحق اللاجئين بالعودة بشكل خاص.
وإذا ما توقفنا عند المشروع الأمريكي الجديد المتمثل باعتبار القدس العربية عاصمة الكيان الصهيوني وكذلك عند ما يسمى “بصفقة القرن” التي تهدف الى تسوية تقوم على تخلي الشعب العربي الفلسطيني عن حقه في العودة وتصفية قضيته لصالح الكيان الصهيوني والدفع باتجاه الاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني باعتباره “دولة لليهود” نرى ان الشريك الأمريكي إنما يتمادى في دعمه وانحيازه للصهاينة وكيانهم على حساب مصالح الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية جمعاء ذلك لان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية ممثلة بالمخلصين الشرفاء من أبنائها. حيث يقوم هذا الشريك ممثلا برئيسه دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القس العربية.
لكن وعلى الرغم من استمرار المؤامرة الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وبالرغم من مواصلة الصهاينة عدوانهم وإرهابهم وبالرغم من القتل والتدمير والخراب الذي يلحقونه بالشعب ومؤسساته وبالرغم من مصادرة الأرض لرفع وتيرة الاستيطان وبالرغم من القتل والاعتقال المستمر للمناضلين المقاومين من شعبنا العربي الفلسطيني الصامد فوق أرضه بالرغم من كل ذلك فشلت الإدارات الامريكية وسيفشل “ترامب” في تحقيق مشروعه لان الشعب العربي الفلسطيني يتمسك بحقوقه كاملة ولن يفرط بأي جزء من هذه الحقوق مهما بلغت التضحيات من اجل استعادة الأرض والحقوق مدعوما بالطبع من القوى العربية الشريفة في أقطار الوطن العربي وفي المقدمة منها المقاومة في سورية ولبنان وجمهورية إيران الإسلامية التي تقدم الدعم السياسي والمادي والعسكري لهذه المقاومة التي حققت الانتصارات على العدو الصهيوني في لبنان وغزة.
لا تزال سلطات الاحتلال الصهيوني تواصل سياساتها العنصرية والتطهير العرقي ضد أهلنا في ارض فلسطين المحتلة عام 1948م حيث الاضطهاد والقمع ومنعهم من حقهم في العودة إلى أرضهم وقراهم وتعمل هذه السلطات على تهجير العديد منهم من أرضهم مثلما يحصل مع المواطنين الفلسطينيين في النقب، كما أصدرت هذه السلطات العديد من القوانين والقرارات التي تحظر حق المواطنة للفلسطينيين وتندرج هذه الممارسات العدوانية العنصرية في إطار إنكار ملكية الفلسطينيين لأرضهم ومنعهم من الإقامة فيها، مثلما تندرج في سياسات العدو الصهيوني ضد المواطنين الفلسطينيين والتي تخدم المخططات الصهيونية في تحقيق حلم “يهودية الدولة” وسيادة الهوية اليهودية على حساب الهوية العربية للأرض تمهيدا لتهجير عرب فلسطين المحتلة عام 1948م خارج ارض وطنهم.
شعبنا العربي الفلسطيني ومعه شرفاء العرب في كل أقطار الوطن العربي يقاومون مشاريع الصهاينة ومخططاتهم واحتلالهم لأرض فلسطين العربية يدفعون في سبيل ذلك أثمانا باهظة دماء واعتقال واسر وحصار ظالم يطال لقمة العيش لأبناء فلسطين في الأرض المحتلة، يتحملون المعاناة والألم والوجع من اجل تحرير الأرض من رجس الصهاينة وإقامة الدولة الفلسطينية العربية وعاصمتها مدينة القدس العربية التي تتعرض إلى التهويد أرضا ومقدسات. وبقرار صهيوني وامريكي، ولن تنال من إرادة شعبنا العربي الفلسطيني والشرفاء من امتنا السياسات التطبيعية القذرة التي يمارسها بعض من فقدوا قيم العروبة والإسلام.
ونعود لنؤكد على ان خيار المقاومة هو طريق التحرير والعودة.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــــؤاد دبــــور