لتحقيق الأمن القومي العربي

  • يفترض ان تتفق الدول العربية بداية على تحديد مفهوم الأمن القومي ومضامينه الرئيسية وغاياته وتعميق الوعي العربي لمفهوم وأهمية الأمن القومي العربي من اجل تفعيل الأمن القومي العربي بمكوناته الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
  • وتوفير الإرادة السياسية والقدرة الاقتصادية لتحقيق الأمن القومي العربي
  • حل التناقضات بين إمكانات العمل العربي وضرورات تطبيقه عمليا ووقف التطبيع مع العدو الصهيوني والخروج من دائرة النفوذ الامريكي.
  • التنسيق العسكري بين الأقطار العربية وإحياء هيئة التصنيع الحربي واعداد البنية التحتية للعمليات العسكرية المشتركة.
  • تعزيز العلاقات بين المنظمات الشعبية العربية واستخدامها كورقة ضغط على بعض الأنظمة العربية لاتخاذ مواقف يجعلها لا تفرط بالحقوق القومية للعرب وبخاصة فلسطين العربية.
  • أحياء المشروع النهضوي العربي والعمل بكل جد لبناء الدولة العربية الواحدة. أو على الأقل تمسك كل قطر عربي بالثوابت الوطنية والقومية والتوجه نحو التنسيق وبناء السوق العربية الاقتصادية الموحدة وتحقيق التنمية لضمانة الأمن القومي.

ثمة مخاطر عديدة تحيط بالعرب، مخاطر اقتصادية وسياسية وامنية وثقافية واجتماعية تجعل من مسألة الأمن القومي العربي مسألة حاسمة لمستقبل العرب وإمكاناتهم.

وقد تعرضت الأمة العربية إلى حملات مستمرة حيث تزداد هذه الحملات وتشتد ويتم تجسيدها على الأرض مثلما حصل عندما قامت الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا بزرع الكيان الصهيوني في فلسطين العربية لتقوم بدورها الوظيفي بتهديد الأمن القومي العربي وتحول دون العرب ووحدتهم التي هي صمام الأمن والأمان والقوة.

مثلما أقامت الولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية لها في العديد من أقطار الوطن العربي وبخاصة تلك التي في باطن أرضها الثروة النفطية مثلما دفعت بأساطيلها البحرية في مياه هذه المنطقة وكذلك في البحر الأبيض المتوسط لحماية مصالحها وتوفير الحماية لأمن الكيان الصهيوني، مما يجعل لهذا التواجد العسكري الأمريكي تأثيرات سلبية وخطيرة على الأمن القومي العربي سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة خاصة في حال نشوب صراع بين دول المنطقة أو مع قوى دولية أخرى تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية تشكل تهديدا لمصالحها، حيث يتم استخدام ارض القطر العربي في هذا الصراع وتوريطه فيه وتعريض أمنه إلى مخاطر كبيرة لا مصلحة له فيها ويلحق هذا التوريط تأثيرات كبيرة على علاقة القطر العربي المعني مع الدول الأخرى مثلما يتأثر اقتصاديا وتجاريا وسياسيا وامنيا إضافة إلى استنزاف طاقاته وموارده خاصة عندما يتحمل تبعات هذا الصراع ماليا.

كما يلقي التواجد  والاحتلال العسكري وخاصة في سورية والعراق والنفوذ الأمريكي السياسي والاقتصادي بظلال سوداء على الأقطار العربية حيث عملت وتعمل الإدارات الأمريكية على خلق صراعات داخل القطر العربي مثلما استخدمت وتستخدم، ما دامت متواجدة عسكريا على الأرض العربية قواعدها العسكرية لمواجهة أقطار عربية تستهدفها بسياساتها وأمنها مثلما حصل عند غزو العراق (آذار عام 2003م)، ومثلما يحصل الآن في استهداف الدولة السورية وكذلك مثلما حصل عام 2006م عندما شن العدو الصهيوني وبدفع أمريكي حربا على لبنان حيث استخدمت قوات برية وجوية من أراض عربية ضد لبنان وتم تزويد الجيش الصهيوني بما يحتاجه من الذخائر في عدوان لبنان وكذلك العدوان الصهيوني على غزة عام 2007/2008 أو عام 2012 وعام 2014 وما بعدها.

وفيما يتعلق بسورية فالدعم الأمريكي والتركي في التدريب والتسليح للإرهابيين الذين استهدفوا سورية قبل اكثر من عشرة اعوام ونصف يتم من خلال التواجد العسكري الأمريكي والنفوذ الأمريكي حيث الدعم بمليارات الدولارات للعصابات الإرهابية التي تستهدف الدولة السورية لصالح العدو الصهيوني والمشاريع الأمريكية في المنطقة.

كما يؤثر التواجد الأمريكي العسكري في أقطار عربية على المشروع النهضوي العربي والحيلولة دون توجه العرب نحو بناء موقفهم القومي الواحد للحفاظ على مصالحهم الوطنية والقومية ومواجهة الأعداء الذين يهددون أمنهم وأرضهم وثرواتهم.

ولا يمكن ان نتجاوز تأثيرات الوجود والنفوذ العسكري الأمريكي فيما يتعلق بالقضية المركزية للأمة العربية، قضية فلسطين وشعبها.

بمعنى ان الوطن العربي والأمة العربية قد عانت ، وما تزال، من الوجود العسكري الأجنبي بعامة والأمريكي بشكل خاص ودفعت، ولا تزال، أثمانا باهظة بسبب هذا التواجد بشرية ومادية واقتصادية، ولحقت بها أفدح الخسائر والأضرار ولن يتحقق للعرب الأمن والاستقرار والقوة والقدرة على التحكم بثرواتهم واستعادة أرضهم المسلوبة، والحفاظ على أمنهم وسيادتهم ما دام الوجود الأمريكي العسكري وكذلك النفوذ السياسي والاقتصادي يحتل ويتسلط على ارض عربية وعليه فإن من الضرورات الحتمية العمل على إزالة هذا الوجود والنفوذ ومواجهة أخطاره وتداعياته على الأمة العربية، ويتم ذلك عبر بناء الموقف العربي الواحد والتنسيق العربي المشترك وإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وتعبئة الطاقات والقدرات العربية وتوظيفها في الدفاع عن امن الأمة وحماية مصالحها.

يتطلب الحفاظ على الأمن القومي تغليب المصلحة القومية على القطرية واعتبارهما متكاملان وليس متناقضان. مثلما يتطلب إنهاء حالة التجزئة والصراعات والنزاعات والارتهان لسياسات أعداء الأمة العربية والتوجه نحو بناء القوة العربية الذاتية وترسيخ الأمن الوطني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــــــــؤاد دبـــــــــور