لن يحقق الصهاينة اهداف مشروعهم

ما زال العدوان الصهيوني الدموي على شعبنا العربي الفلسطيني والشعب العربي في أقطار عربية أخرى وبخاصة سورية ولبنان مستمرا مثلما ما زال الاستيطان الصهيوني في الأرض العربية المحتلة مستمرا أيضا وكذلك استهداف الأماكن المقدسة في القدس العربية يتواصل من اجل تهويدها والمسجد الأقصى المبارك المستهدف الأول في هذا المجال ومثلما ما زالت الحركة الصهيونية ممثلة بحكومات الكيان الصهيوني وقادته تعمل على فرض الأمر الواقع على العرب بالقوة وصولا إلى تحقيق أهداف المشروع الصهيوني التي تم وضع أسسها في المؤتمر الصهيوني الذي تم عقده في مدينة بال السويسرية في 29/8/1897. نجحت الحركة الصهيونية بدعم وإسناد من الدول الاستعمارية وبخاصة بريطانيا وفرنسا وبعدهما الولايات المتحدة الأمريكية وتخاذل أنظمة عربية في إقامة الكيان الصهيوني فوق ارض فلسطينية مثلما احتلت أراض عربية أخرى في سورية ولبنان اثر وبعد العدوان الصهيوني في الخامس من حزيران عام 1967م . مثلما نجحت الحركة الصهيونية وبدعم أيضا من الدول الاستعمارية والامبريالية الأمريكية في الإبقاء على واقع التجزئة العربية وحققت بتبعية أنظمة عربية من خلال إتباع سياسات العدوان العسكري والإعلامي والسياسي.

لكن الحركة الصهيونية، ومعها كل الداعمين قد فشلت في تحقيق كل أهداف المشروع الصهيوني رغم العدوان المتواصل واستخدام كل أشكال القوة والجبروت والقتل والدمار نتيجة صمود الشعب العربي ومقاومته لهذا المشروع في فلسطين ولبنان وسورية حيث التمسك بالأرض والدفاع عنها مما جعل هذا المشروع يتراجع أمام المقاومة الباسلة والتضحيات التي يقدمها الشعب العربي في هذه الأقطار.

حيث نؤكد ومن الوقائع على الأرض ان المقاومة قد نجحت في مواجهة المشروع الصهيوني ومخططات الامبريالية الأمريكية الشريك الاستراتيجي للحركة الصهيونية وكيانها الغاصب مثلما نؤكد أيضا على ان النجاح في التصدي للعدوان الصهيوني وإفشال الحركة الصهيونية والدول الاستعمارية رهن بمدى وحدة مواقف المخلصين من العرب وتمسكهم بالمقاومة وفكر المقاومة ونشر هذا الفكر في الأوساط الشعبية في كل أقطار الوطن العربي مثلما هو مرهون أيضا باستنهاض الأمة وحشد طاقاتها وتوظيفها في المواجهة مع أعداء الأمة ومشاريعهم سواء أكان هؤلاء الأعداء من الداخل أو الخارج وهم كثر وأصبحوا معروفين جيدا للمواطن العربي.

بمعنى ان استعادة الأمة لوحدتها والوعي الصحيح للأخطار المحدقة بها يتم عبر وقف التباين والخلافات بين مكوناتها وعدم تغليب القطري على القومي عند العديد من الحكام العرب الذي أدى إلى المزيد من الفرقة والصراع بين العرب أنفسهم في القطر الواحد أو بين بعض الأقطار العربية وضلوع بعض أخر في استهداف أقطار عربية تشكل خطرا في سياساتها وفكرها وعقيدتها على الكيان الصهيوني مثلما هو حاصل مع سورية العربية على سبيل المثال. حيث يتم استنزاف طاقات هذه الأقطار البشرية والعسكرية والمالية والاقتصادية مثلما أدى تعميق الصراع العربي- العربي اكبر خدمة لأعداء الأمة الصهاينة والاستعمار. مثلما أسفر عدم وعي المخاطر عند البعض أو تجاهل بعض أخر وانخراط ثالث في تنفيذ مخططات الأعداء ضد الأمة إلى الوهن وإضعاف القدرة على المواجهة وهزيمة هذه المخططات وإفشالها بشكل تام.

نعم، رغم كل الأحداث ورغم العدوان الذي يصيب بإجرامه أقطار عربية ورغم العدوان الدامي والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد شعبنا العربي في فلسطين ولبنان وسورية وغيرها ورغم الدمار الكارثي فإن المشروع الصهيوني قد فشل في تحقيق كل أهدافه . وحتى يبقى الفشل حليف الحركة الصهيونية العدو الأساسي لامتنا العربية لا بد من عمل عربي وتنسيق عربي ووعي عربي لمخاطر هذا العدو ولكل المخاطر التي تواجهها الأمة وبخاصة مخاطر الإرهاب الذي طال ويطال العديد من الأقطار العربية سورية، العراق، الأردن، مصر واقطار عربية أخرى.

كما لا بد لنا وان نؤكد أيضا إضافة إلى وعي هذه المخاطر على أهمية إطلاق الحريات للمواطنين العرب وبناء الديمقراطية السليمة في أقطار الوطن العربي كافة ذلك لان المواطن الحر هو المواطن القادر على العطاء والدفاع عن وطنه وكرامته والساعي بكل ما لديه من قدرات من اجل مواجهة مخططات الأعداء وإفشالها وتوفير الأمن والاستقرار للمواطن والوطن.

كما لا بد وان نؤكد بهذا الصدد على عوامل القوة للأمة وفي مقدمتها العامل الاقتصادي وبالتحديد  التكامل الاقتصادي العربي الذي يخدم مصالح الجميع ويعطيهم القدرة على المواجهة المطلوبة مثلما يؤسس إلى بناء المشروع النهضوي القومي العربي كضرورة حتمية لحماية ارض العرب وثرواتهم  واستعادة المسلوب من أرضهم وحقوقهم وبذلك وعندها لا يفشل المشروع الصهيوني فقط وإنما يتم دحره وتحرير الأرض وتحقيق قيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة والتخلص نهائيا من أخطار المشروع الصهيوني ومشاريع الذين يدعمونه من الامبرياليين والاستعماريين.

اثبتت مجريات الاحداث والمواجهات مع العدو الصهيوني في اعتداءاته وعدوانه، عدم قدرته على تحقيق أهدافه المرسومة في مشروعه المعادي. حيث انزلت هذه المواجهات بالعدو الصهيوني خسائر جسيمة مادية، بشرية، نفسية، معنوية.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــــــؤاد دبــــــور