انتهجت جامعة الدول العربية وبخاصة في الفترة الأخيرة سياسات متناقضة بين أقطار عربية أعضاء في الجامعة وأعداء الأمة وبخاصة الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية وأراض عربية أخرى في سورية ولبنان حيث انها قد وقفت محايدة ومنساقة سياسيا مع الكيان الصهيوني الذي قام على سياسة اغتصاب الأرض وطرد شعب عربي منها عبر انتهاج سياسة الحروب والعدوان والقتل والتدمير وإلحاق كل أنواع الشر والإجرام ضد العرب، لم نظلم جامعة الدول العربية عندما نقول بأن الأنظمة المتحكمة بمسارها وقراراتها في هذه الأيام ونخص بالذكر انظمة قد جعلت الجامعة أداة تخدم العدو الصهيوني بأوامر الضامن الاستراتيجي لأمن الكيان الصهيوني واستمرارية وجوده “الولايات المتحدة الأمريكية” ولسنا بحاجة لإثبات هذا الأمر ولكن إذا ما توقفنا وبشكل مختصر امام سياسات ومسار الجامعة خلال السنين الماضية سواء ما تعلق بدولة عربية، ليبيا، حيث مهدت الجامعة الطريق امام مجلس الأمن الدولي وحلف الناتو للقيام بعدوان عسكري دمر الدولة الليبية والحق بها خسائر باهظة وأصبحت ليبيا الآن عبارة عن مجموعات قبلية متناحرة فلا دولة ولا نظام وحتى ولا شعب موحد ثم اتخاذها قرارات ضد سورية العربية تسهم في تحقيق أهداف الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني المتمثلة في تدمير سورية الدولة بكل مكوناتها، الشعب والقيادة والنظام والاقتصاد والجيش والمؤسسات، وإذا ما عدنا إلى قرار مجلس وزراء دول الجامعة في الاجتماع الاستثنائي بتاريخ 12 تشرين الثاني عام 2011 والقاضي بتعليق عضوية سورية وتجميد مشاركة جميع الوفود السورية في المجالس والهيئات التابعة للجامعة ودعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق وفرض عقوبات سياسية واقتصادية على شعب سورية في محاولة بشعة لعزل سورية وفرض حصار سياسي واقتصادي شامل عليها وقد تبع هذه القرارات تحركات باتجاه مجلس الأمن من اجل استصدار قرار للتدخل العسكري في سورية افشل هذه التحركات حق الاعتراض لكل من روسيا الاتحادية والصين، وقد اجتمعت الجامعة العديد من المرات لاتخاذ قرارات ضد سورية وهي لم تجتمع في معظم الأحيان لاتخاذ أي قرار ضد العدو الصهيوني وهو يعتدي على شعب فلسطين .
ثم جاء قرار وزراء خارجية الجامعة رقم 7595 بتاريخ 6/3/2013 والذي وضع الأرضية لاغتصاب مقعد سورية في قمة الدوحة (27/3/2013) التي جاءت برئاسة قطر بدلا من سلطنة عمان من اجل تنفيذ المخطط الأمريكي – الصهيوني الذي يستهدف سورية ولا بد من التذكير بأن قطر مارست نفس الدور في رئاسة جامعة الدول العربية حيث احتلت الرئاسة بدلا من السلطة الفلسطينية في العام 2011م.
ما أقدمت عليه قمة الدوحة بتخطيط أمريكي صهيوني باغتصاب مقعد سورية في الجامعة وإعطائه لزمرة المرتزقة الخارجين عن وطنهم وشعبهم تشكل خطوة غير مسبوقة ومتناقضة مع ميثاق الجامعة “فهي جامعة دول عربية” وتحولت عبر هذه الخطوة إلى جامعة عصابات إرهابية تمارس دورها الاجرامي من اجل تدمير سورية لأنها دولة عربية اصيلة دولة تتمسك بالثوابت الوطنية والقومية دولة المقاومة ولا نقول الممانعة، دولة تتصدى للمشاريع والمخططات الأمريكية والصهيونية والتركية المعادية، دولة دعمت وتدعم المقاومة في فلسطين ولبنان، تدعمها من اجل تحرير الأرض العربية من رجس الامبريالية والصهيونية بهذا الفعل الشنيع الذي أقدمت عليه الجامعة تكون قد وضعت مصير الجامعة في الهاوية وبئس المصير.
وجاء مقالنا هذا بمناسبة اعتذار سورية عن المشاركة في مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في الجزائر في اوائل تشرين الثاني القادم، وقد جاء هذا الاعتذار السوري تعبيرا عن مسؤولية قومية عالية وحرصا الى دور الجزائر دعما لمواقفها القومية، ما يهم سورية المصلحة القومية العليا عندما تكون هذه المصلحة بالاعتذار عن المشاركة في القمة العربية وسواء حضرت سورية القمة او لم تحضر فإنها ستبقى تدافع عن الامة العربية وتصنع تاريخها المشرق المجيد.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــؤاد دبــــور