مصالح الادارات الامريكية والكيان الصهيوني

جعلت الولايات المتحدة الأمريكية من ما يسمى بالشرق الأوسط منطقة تعيش الحروب والأزمات خاصة بسبب احتضانها للكيان الصهيوني وإمداده بكل أشكال الدعم المادي والاقتصادي والعسكري وتوفير الحماية السياسية والأمنية لهذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين العربية والذي أصبح قاعدة تهديد وانطلاق نحو خلق الأزمات والعدوان على الأقطار العربية والتدخل بشؤونها الداخلية ونشر خلايا التجسس والاغتيالات في العديد من هذه الأقطار والعمل على إجهاض أي مشروع نهضوي عربي يحقق للعرب آمالهم المشروعة عن طريق توحيد جهودهم الضرورية لمواجهة اخطار المشروع الصهيوني والمشاريع الامبريالية التي تعمل الإدارات الأمريكية على تنفيذها في المنطقة الغنية بالمادة الإستراتيجية “النفط” والغاز، وقد تأثرت السياسة الأمريكية تجاه المنطقة والوطن العربي بالصهيونية العالمية واللوبي المؤيد لهذه الحركة في الكونجرس الأمريكي فالصراع العربي – الصهيوني والعداء للقومية العربية وحركات التحرر العربية، حددت هذه العناصر وغيرها من أسس السياسة الخارجية الأمريكية والمخططات والمشاريع التي عملت، وما زالت، تعمل الإدارات الأمريكية المتعاقبة على انجازها، ومن هنا يأتي العداء والحقد الأمريكي ضد الجهات التي تشكل عقبة امام سياساتها ومشاريعها وبخاصة سورية والمقاومة  وهي (أمريكا) تعمل على خلق الأزمات والمشاكل والتدخل السافر بكل أشكاله لإضعاف الرافضين لسياستها وشل قدرتهم على مواجهة المشاريع الامبريالية والصهيونية وقد تجسد هذا العداء والتدخل العالي الوتيرة.

وجاء الرئيس الامريكي بايدن يكمل السير على الطريق الذي سار عليه من سبقه والمتمثل باستمرار وتصعيد العداء للعرب وبذل كل الجهود من اجل حماية امن الكيان الصهيوني ونهب ثروات العرب وبخاصة النفطية منها والتدخل العدواني في الشؤون الداخلية للعديد من أقطار الوطن العربي وبخاصة في لبنان وسورية وفلسطين والعراق طبعا، وإذا ما عدنا إلى التاريخ غير البعيد وبالتحديد لشهر شباط من العام 1982 نجد المشروع الأمريكي الصهيوني المعادي للعرب الذي أطلقه الشريكان والقائم على تقسيم وتفتيت الأقطار العربية إلى كيانات هزيلة على أساس الأعراق والطائفة والمذهب من اجل إضعاف العرب خدمة للمشروع الصهيوني من جهة وفتح الطريق واسعا لتنفيذ المصالح والأطماع الأمريكية من جهة أخرى.

كما جاء الرئيس بايدن ايضا بمشروع جديد لتنفيذ المخططات والمشاريع من جهة- وتوفير الامن للكيان الصهيوني من جهة اخرى عبر تحشيد انظمة عربية لمواجهة جمهورية ايران الاسلامية التي تعتبر قوة عسكرية وسياسية واقتصادية اقليمية يحسب حسابها وخاصة وانها تدافع وتدفع العدوان عنها وعن الاصدقاء والحلفاء، حيث تقدم لهم العون العسكري والسياسي والمالي من امكانياتها الذاتية ويأتي في المقدمة من هؤلاء المقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية والقطر العربي السوري الذي وقفت معه ضد العدوان الدولي غير المسبوق بكل ابعاده والمتورطين فيه.

ولا يسعنا الا ان نتوقف امام هذه السياسات المعادية وبخاصة عبر تصريح الرئيس بايدن بأنه يلتزم بأمن الكيان الصهيوني عبر مواجهة ايران بحصار اقتصادي وبناء منظومة امنية وعسكرية ورفع وتوسيع دائرة التطبيع مع الكيان الغاصب وكذلك عبر العمل على تجديد وتنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني المسمى بـ “الشرق الاوسط الجديد” الذي فشل سابقا عبر انتصار المقاومة اللبنانية في التصدي للعدوان الصهيوني الامريكي في 12 تموز من عام 2006م.

نؤكد على ان الامن القومي العربي لا يتحقق عبر المشاريع الامريكية الداعمة للعدو الصهيوني الغاصب القاتل عسكريا وامنيا وماديا وسياسيا.

سارية المفعول حيث يعمل الشريكان الصهيوني  والأمريكي ومعهما الاتباع في المنطقة تنفيذها عبر خلق الأزمات والفوضى والفتن والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد في العديد من أقطار الوطن العربي ويأتي ضمن تطبيق هذه المشاريع وبخاصة المشروع الأمريكي الذي يهدف إلى تصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني

ونراهن على القوى الحية في امتنا العربية وهذا يجعلنا نؤكد على أن هذه المنطقة لن تصبح أمريكية التوجه ولن ترضخ للأنماط السياسية والاقتصادية والثقافية الأمريكية، مثلما نؤكد على أن سياسة الحرب والعدوان والبطش والإرهاب والتعذيب ونشر الفوضى المسماة “بالخلاقة” لن تحقق الأهداف والمخططات الأمريكية والصهيونية وهذا واقع نشاهده ونراه في سورية العربية التي تحقق الانتصارات على الاعداء سواء أكانوا عصابات ارهابية ام محتل امريكي او تركي والعراق حيث ألحقت المقاومة العراقية هزيمة نكراء بالعصابات الارهابية المدعومة امريكيا وفي لبنان حققت المقاومة والقوى الوطنية انتصارات رغم الحروب العدوانية ومحاولات خلق الفتن بأدوات داخلية تابعة ومرتهنة لمصالحها الذاتية على حساب الوطن وأمنه.

وعليه فإننا نقول لكل من يراهن على أمريكا الشريك الأساسي للعدو الصهيوني من الفئات الضالة الخارجة على أمتها، لقد انتهت الحقبة الأمريكية في المنطقة وان المرحلة القادمة سوف تكون حقبة جديدة من تاريخ المنطقة وسيكون لقوى المقاومة العربية والإسلامية في المنطقة الدور الأساسي في صياغة هذه الحقبة وذلك من خلال ترسيخ الوحدة الوطنية في كل قطر عربي واعتماد المقاومة في مواجهة أعداء الأمة ومخططاتهم.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــؤاد دبـــور