تواجه سورية العربية هذه الايام عدوانا رباعيا اجراميا، تركيا اردوغان في الشمال، وشرق الفرات، العدو الصهيوني من الغرب والجنوب، القوات الامريكية المحتلة في شرق الفرات والجنوب على الحدود السورية- العراقية الاردنية، والعصابات الارهابية في العديد من المحافظات السورية.
انطلاقا من إيماننا القومي بوحدة هذه الأمة مسارا ومصيرا وبضرورة الدفاع عن الأمة العربية وتحريرها وتحررها وتقدمها وهذا يتطلب النضال ضد منظومة الأعداء المتمثلة بالاستعمار والامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والحركة الصهيونية وتركيا اردوغان. وانطلاقا مما يجري ضد امتنا العربية من هجمات وتحديات وأخطار تطال كل أقطارها وما نشاهده من انقسامات حول مستقبل الأمة ومصيرها وعدم التوحد في مواجهة المخاطر الإستراتيجية التي تهدد الأمة ، وبخاصة العدوان الكوني الذي تتعرض له سورية، حيث يتحمل الشعب العربي في سورية التكلفة الباهظة في المواجهة والدفاع عن الأمة العربية ويبذل الدماء من اجل انتصار الأمة على العدوان وعليه فإننا نرى ضرورة وقوف أحرار العرب في كل أقطار الوطن العربي إلى جانب القطر العربي السوري وقيادته الشجاعة وهذا يتطلب الوعي الكامل لابعاد استهداف سورية حيث من خلالها تستهدف امتنا في أرضها وسيادتها وثرواتها وكرامتها وكذلك باستهدافها يتم توفير الأمن والديمومة للكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية وأراض محتلة في أقطار عربية أخرى، سورية ولبنان، ويأتي هذا الاستهداف لسورية لأنها قلعة الصمود والتصدي والمقاومة التي تواجه المشاريع الأمريكية والصهيونية المعادية للأمة. ومن الواضح أيضا أن السياسة الخارجية الملتزمة بالثوابت الوطنية والقومية التي انتهجتها سورية جعلتها تواجه أعداء كثر. هذه السياسة التي واجهت المشروع الأمريكي الهادف إلى بسط الهيمنة على المنطقة بكاملها، مثلما امتازت السياسة السورية بمقاومتها للعدوان الأمريكي – الصهيوني الاستعماري على المنطقة بعامة وأقطار عربية في المشرق العربي بخاصة ، العدوان على العراق عام 2003 والتدخلات الفاضحة في شؤون العديد من أقطار الوطن العربي بما يخدم المصالح الأمريكية والصهيونية مثلما تمسكت سورية أيضا بالنهج القومي والمقاومة والدفاع عن قضايا ومصالح الأمة العربية من اجل هذا وغيره الكثير استهدفت سورية بمخطط عدواني تمت صناعته وحياكة خيوطه في الغرف الصهيونية والغربية السوداء، وقد تمثل هذا المخطط بشكل أساسي بتشكيل إطار من دول إقليمية ودولية وما يسمى بمعارضة سورية مقيمة خارج الوطن والاستعانة بعصابات إرهابية حيث تم تأطيرها وتدريبها وإمدادها بكل أشكال الدعم المالي والسياسي والعسكري.
رافقها إجراءات حصار اقتصادي طال مواردها الغذائية والنفطية وسياسي وحملة إعلامية شرسة غير مسبوقة استندت إلى تشويه الحقائق وتلفيق وقائع مثلما تم تلفيق أكذوبة ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل. وكان من الطبيعي أن يتم توجيه الأحقاد والسهام والحراب نحو الحاضن والمدافع عن المشروع القومي المتمثل في سورية العربية التي رفضت وتصدت وقاومت المشروع المضاد المعادي تقف إلى جانبها الجماهير العربية، لكن وعلى الرغم من شراسة المعركة واختلال الموازين لصالح المشروع الاستعماري استطاعت سورية ومعها فصائل المقاومة والدول الداعمة لها في الإقليم وبخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تحقق انتصارات كبيرة وهامة على الأعداء ومشروعهم وقد تمثلت هذه الانتصارات بشكل أساسي في انتصار المقاومة في تحرير معظم ارض لبنان من الاحتلال الصهيوني في شهر أيار عام 2000م وكذلك الانتصار العظيم على العدوان الأمريكي الصهيوني على لبنان في شهر تموز عام 2006م وانتصار الشعب العربي الفلسطيني المقاوم في قطاع غزة على المعتدين الصهاينة عام 2008/2009 الى 2021 (سيف القدس).
لقد جعلت هذه الانجازات الإدارات الأمريكية ترفع من وتيرة عدوانها على سورية كونها قاعدة المقاومة ورديفها وقد تمثل هذا العدوان في قرارات الكونجرس الأمريكي بحصار سورية واتبعته الادارات الامريكية بحصار مشدد تحت مسمى “قانون قيصر)
وقد وقعت القوى المعادية في شر أعمالها عبر الحرب العدوانية الكونية التي تشن على سورية منذ الخامس عشر من آذار عام 2011م. حيث تم حشد قوى دولية استعمارية وأنظمة إقليمية على رأسها الكيان الصهيوني وتركيا العثمانية الاردوغانية وأحزاب وقوى سياسية لبنانية وغير لبنانية. وجماعة الإخوان المسلمين وقوى تكفيرية في أقطار الوطن العربي لتنخرط في هذه الحرب العدوانية حيث تم وضع إمكانات بشرية وعسكرية ومالية هائلة في أتون هذه الحرب مثلما تم توجيه إعلام يمتلك إمكانات كبيرة يهدف إلى تشويه الحقائق والوقائع ويقوم بدور التعبئة والتحريض وتضليل الرأي العام العربي والدولي وقد لعبت الحرب الإعلامية التي تعرضت، وتتعرض لها سورية دورا أساسيا قذرا ومؤثرا.
ونؤكد في هذا السياق على ما تحققه سورية قيادة وجيشا وشعبا من نجاحات عسكرية وسياسية في مواجهة مخطط أعداء الأمة وعناصره الإرهابية وكل أطرافه وهذا يشكل لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الصراع مع أعداء الأمة ويضع حجر الأساس لبناء المشروع القومي النهضوي العربي الذي تستند إليه أجيال الأمة القادمة في بناء مستقبلها.
وعليه، فإننا ندعو أحرار امتنا العربية إلى الوقوف مع سورية قيادة وجيشا وشعبا وهي تواجه القوى الباغية التي باعت النفس بالدولارات النجسة وانخرطت في المشروع الأمريكي الصهيوني التركي المعادي للأمة مثلما نتوجه بتحية إكبار إلى كل من وقف إلى جانب حق سورية في الدفاع عن نفسها، روسيا الاتحادية، الصين، إيران، “ودول البريكس” ودول أمريكا اللاتينية والأحزاب والمنظمات العربية وغيرها.
تشكل سورية العربية سدا منيعا في مواجهة المشروع الاستعماري ومنعه من تحقيق هدفه الأساسي المتمثل في تمرير اعداء الامة الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف إلى تفكيك أقطار الأمة على أسس طائفية وعرقية ومذهبية طالما اشعل نار الفتنة وصولا إلى هذا الهدف.
الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فــــــــــــؤاد دبـــــــــــــور