بالأمس قلنا “ويتصاعد التطبيع مع العدو الصهيوني” واليوم نقول، وتتصاعد مقاومة العدو الصهيوني، من النقب الصامد الثائر الى الخضيرة الى تل ابيب عاصمة الكيان الغاصب. يوجه شباب شعبنا العربي الفلسطيني ضربات مؤلمة وموجعة للكيان الصهيوني الغاصب يضحون بأرواحهم في سبيل وطنهم وشعبهم يقدمون ارواحهم فداءً لفلسطين والامة العربية، يتحدون كل اشكال تطبيع وتعاون انظمة عربية مع هذا العدو المجرم القاتل الغاصب.
أمام هذا الواقع العربي المتردي والمتراجع يوما بعد أخر، وأمام البطش والارهاب والعدوان الصهيوني اليومي ضد شعبنا العربي الفلسطيني من شمال فلسطين الى جنوبها ومن شرقها الى غربها فإن خيار مقاومة الأعداء لزعزعة امنهم واستقرارهم ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم وتحرير الأرض العربية المحتلة وهذا ما أنجزته المقاومة في لبنان التي حررت معظم ارض الجنوب من الاحتلال الصهيوني أيار 2000 ومنع الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة من تحقيق أهداف عدوان تموز عام 2006م والمتمثل بشكل خاص بتطبيق ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي يستهدف تجزئة أقطار عربية عرقيا ومذهبيا وطائفيا.
وكذلك ما أنجزته أيضا المقاومة الفلسطينية في غزة التي واجهت العدوان الصهيوني ومنعته من تحقيق أهدافه في عدوان كانون الأول 2008م، وعدوان 2012، 2014، ايار 2021 (سيف القدس) وما بعد. رغم الخسائر الباهظة المادية والبشرية وبالدعم غير المحدود الذي قدمته الإدارات الأمريكية إلى العدو الصهيوني في المجالات العسكرية والمادية والسياسية. واذا عدنا الى أعماق التاريخ نجد ان المقاومة قد حررت العديد من بلدان العالم ومن ابرزها الجزائر وفيتنام.
وها هي سورية اليوم ومنذ احدى عشرة سنة تواجه وتقاوم المؤامرة الإرهابية الضالعة فيها الولايات المتحدة الأمريكية ودول استعمارية غربية وتركيا والكيان الصهيوني وعصابات إرهابية وحققت انتصارات كبرى في العديد من المحافظات السورية، لأنها رفضت الانصياع للسياسات الأمريكية وواجهت المشاريع والمخططات الأمريكية الصهيونية ودعمت المقاومة التي أفشلت كل هذه المشاريع والمخططات، لقد شكلت المقاومة رد الفعل الطبيعي أمام هذه الهجمة الاستعمارية الامبريالية الصهيونية الإرهابية وهذا يجعلنا نؤكد على دور المقاومة وخيار المقاومة كطريق ووسيلة لمواجهة التحديات والعدوان والاحتلال والمخططات التي تستهدف الأمة العربية.
ونؤكد على تحصين المقاومة بقوة الإيمان بالقضية التي يناضل المقاومون من اجلها، وبعدالتها مما يعطيها القدرة على تحقيق الانتصار، كما يتوجب توفير الدعم والإمكانات والاهتمام بكل مقاوم لمنع اختراق العدو لجسد المقاومة وإفشاله في إرباكها وتضليلها.
ان من أهم عناصر نجاح مقاومة العدو الصهيوني بخاصة واعداء الامة العربية بعامة التفاف جموع الشعب حولها داعما وحاميا وحارسا لها باعتبارها الطريق المؤدي إلى تحرير الارض والدفاع عن امن الشعب والوطن.
ان للبعد الثقافي المقاوم أهمية مضاعفة في وضعنا العربي الراهن الذي يحتاج فعلا للمقاومة مثلما يحتاج لمواجهة الهجوم الشرس الذي يشنه أعداء الأمة على خيار المقاومة بهدف تشويهها وإلصاق تهمة الإرهاب بها لإفشالها عبر ابعاد الحاضنة الجماهيرية السياج الحقيقي الحامي لها كما تقوم أجهزة الإعلام المعادية أيضا بتشويه رموز المقاومة وقادتها مثلما تقوم أجهزة المخابرات والاستخبارات باستهدافهم عبر عمليات الاعتقال والاغتيال. وتأتي هذه الحملة الشرسة على المقاومة وثقافتها لأنها تشكل النقيض لثقافة الاستسلام والرضوخ لسياسات واملاءات أعداء الأمة لأنها تقوم أساسا على رفض الاحتلال الصهيوني والاستعمار ومقاومته مثلما تقاوم كل أشكال الظلم والتسلط والاستبداد.
نعود للتأكيد على إستراتيجية خيار المقاومة وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني حيث تأتي المقاومة كأولوية لتحرير الأرض العربية المحتلة في فلسطين وسورية ولبنان مما يوجب علينا دعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي، كما يتوجب علينا دعم المقاومة في لبنان التي تناضل وتقاتل الصهاينة .
كما يتوجب علينا دعم سورية العربية التي تواجه اعداء الامة وتقدم كل الدعم للمقاومة التي تواجه الاعداء صهاينة كانوا ام امريكان ام الدول الاستعمارية وبالتأكيد الاحتلال التركي لأرضها.
فالمقاومة الخيار الاستراتيجي للشعوب المقهورة والمحتلة أرضها وطريق لتحقيق النصر والحرية والسيادة.
الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــــؤاد دبـــــور