ويستمر العدوان التركي على سورية العربية

رغم التصريح الذي ادلى به وزير الخارجية التركي “مولود شاويش اوغلو” قبل ايام حول لقاء جمعه مع وزير الخارجية السوري (فيصل المقداد) في بلغراد حيث كان الوزيران يحضران مع عدد من وزراء دول عدم الانحياز في شهر تشرين الاول عام 2021. ورغم ما تداولته وسائل اعلام تركية مقربة من النظام حول مصالحة تركية سورية، حتى وصل الامر الى امكانية اتصال هاتفي بين اردوغان والرئيس بشار الاسد، بطلب من الرئيس الروسي بوتين، رغم كل ذلك تقوم السلطات التركية بشن هجوم عسكري اجرامي ضد مواقع عسكرية للجيش السوري واخرى مدنية شمال شرق الفرات وبالتحديد قرب مدينة “عين العرب” اسفر عن استشهاد وجرح العشرات. اي ان ما يجري على الارض من عدوان تركي وقتل وتدمير ونهب لثروات سورية ومنع الكهرباء والمياه عن المواطنين السوريين والعديد من مدن وقرى شرق الفرات .

واذا ما عدنا الى اللقاء الذي حصل بين الوزيرين التركي والسوري فقد كان الموقف السوري واضحا وصريحا، ان لا مفاوضات ولا لقاءات مع النظام في تركيا الا بعد ان تقوم هذه السلطات بسحب جيشها المحتل من كل الاراضي السورية. سواء من المحافظات الشمالية،  ادلب، حلب وشرق الفرات، ووقف دعمها للعصابات الارهابية في هذه المحافظات، ولا تعترف سورية بما يسمى بمعارضة معتدلة وغير معتدلة فكل من حمل ويحمل السلاح ارهابي. وبدورنا نؤكد على تحمل النظام التركي المسؤولية عن مجريات احداث العدوان على سورية من حيث التدريب والتسليح وادخال العصابات الارهابية الى سورية. ويتحمل ايضا تبعات الدماء والدمار والخراب الذي اصاب سورية وبخاصة في شمال شرق سورية.

وما زال الرئيس التركي وبالأمس القريب يرفع وتيرة تهديداته بالعدوان على سورية بذريعة غير معقولة تمثل في احتلال اراض سورية بعمق ثلاثين كيلومترا وامتداد يصل الى ما يقارب (900) كيلومترا. ويأتي العدوان التركي على سورية والتهديدات باحتلال المزيد من الارض السورية في الوقت الذي يتحرك النظام التركي ايجابيا نحو رفع وتيرة التطبيع مع العدو الصهيوني من حيث تبادل السفراء وزيادة حجم التبادل التجاري مع كيان العدو وكذلك الحصول على الغاز وفي الوقت الذي يشن العدوان الصهيوني عدوانا اجراميا على سورية بريف دمشق، ومحافظة طرطوس، وفي الوقت الذي يرفع الاحتلال الامريكي استهدافه لسورية عبر العصابات الارهابية. اي ان سورية تتعرض الى عدوان رباعي صهيوني تركي امريكي ومن العصابات الارهابية المدعومة من هذه الاطراف الثلاثة.

ونتساءل ما هي انعكاسات العلاقة المتطورة مع العدو الصهيوني على العلاقة التركية الايرانية وعلى فصائل فلسطينية لها علاقات متقدمة مع النظام التركي وترتبط معه عقائديا وسياسيا؟؟ ثم نعود لنتوقف امام تصريحات مسؤولين اتراك وتم تتويجها بالامس بتصريحات ادلى بها الرئيس التركي اردوغان حول سورية وحدة التراب والشعب وامن سورية بعد ايام من لقاء جمعه مع الرئيس بوتين، وان كنا سمعنا مثل هذه التصريحات في اوقات سابقة.

ويحق لنا القول، ما يهمنا فعل يديه وليس ما تنطق به شفتيه فمصداقية مثل هذه التصريحات والمواقف يجب ان يتم تنفيذها على الارض بوقف التتريك في محافظة ادلب وغيرها من المدن والقرى المحتلة، ثم عدم حجب مياه الشرب عن المواطنين وكذلك المياه التي تروي مزروعات هؤلاء المواطنين ووقف دعم العصابات الارهابية.

ونعود لنؤكد مرة تلو اخرى على ان نظام اردوغان هو قاعدة الاساس للحرب العدوانية الكونية على سورية العربية منذ شهر آذار عام 2011، حيث التدريب والتسليح للعصابات الارهابية وادخالها لتقتل وتدمر وتحتل في سورية، وشارك جيشه بشكل مباشر في العدوان عليها واحتلال مساحات واسعة من شمالها ولا يزال.

صمدت سورية شعبا وجيشا وقيادة، وحققت الانتصار تلو الاخر رغم شراسة العدوان واجرامه ورغم تعدد الاعداء وامكانياتهم العسكرية والمالية والسياسية، والنصر في النهاية حليفها ومعها محور المقاومة وهذا ليس مجرد رغبة بل حقيقة وواقع يترجمه هذا المحور على الارض. وستحرر سورية ارضها المحتلة صهيونيا، امريكيا، تركيا، مهما طال الزمان غير البعيد ام قصر.

 

 

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــــــــــؤاد دبــــــــــور