يدلل العدوان التركي ضد سورية ومنذ بداية الأزمة فيها والذي تمثل في تدريب وتسريب الإرهابيين والسلاح إلى الداخل السوري وظهر بوضوح فاضح في العدوان على الشمال السوري مع التحالف المعادي لسورية، الصهيوني- الاخواني- الأمريكي ومن مظاهر هذا العدوان أن سورية تتعرض ومنذ أكثر من احدى عشرة سنة ونصف لتهديدات تركية تمثلت أيضا بحشود عسكرية عدوانية وبإطلاق قادتها تصريحات ضدها والإقدام على أعمال وممارسات وسياسات تتنافى مع مبادئ حسن الجوار والعلاقات الدولية وتتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية بين الشعبين المسلمين في تركيا وسورية ويستند هؤلاء القادة في هذه المواقف العدوانية على ذرائع وحجج ساقطة ولا أساس لها من الصحة بإدعاء الحرص على شعب سورية ووحدة سورية امام طرح الاكراد المزعوم للفدرالية وهي تصدر لهذا الشعب أدوات القتل والإرهاب والعدوان العسكري.
أن دوافع اردوغان واضحة للعيان ولكل من يتابع التطورات السياسية والعسكرية في سورية ولكل من يتابع أيضا ابعاد وأهداف العدوان على سورية ومكونات هذا العدوان الأمريكان والصهاينة والاتراك والعصابات الارهابية ومنها المدعومة من النظام التركي.
ولا يخفى على احد أن الوضع الداخلي في تركيا غير مستقر، وان رجب طيب اردوغان يواجه العديد من المشاكل والإشكالات والتخبط السياسي في علاقاته مع الادارة الامريكية والدول الاوروبية وقضية الاكراد وبخاصة كردستان العراق والاعتداءات التي يقوم بها جيشه هناك. وقد فشل اردوغان في حل المشاكل وحاول تغطية هذا الفشل بتصدير أزمته نحو سورية بعدوان سافر حيث يحرك العصابات الارهابية في الداخل السوري في الشمال وبدعم وإسناد وقوة نارية من دباباته مستخدما سلاح الجو التركي داخل الأراضي السورية وبذريعة حربهم لداعش والاكراد السوريين ويتصاعد العدوان الاردوغاني على سورية. في مرحلة سابقة وها هو الان يحاول الارتكاز على مقررات قمة طهران الاخيرة عبر تصريحات لوزير خارجيته (سنقدم كل انواع الدعم السياسي الى دمشق من اجل اخراج الارهابيين من المنطقة) طبعا الارهاب عندهم الاكراد السوريين “قسد” وحزب العمال الكردستاني، حيث يتجاوز هذه المقررات ويدفع بقواته بعيدا الى اطراف محافظة حلب الغربية في عدوان سافر وبالمشاركة مع عصابات النصرة الارهابية. في الوقت الذي يقومون فيه باجراءات تتريك المواطنين السوريين في محافظة ادلب وريف حلب، رغم المعارضة الشديدة من أغلبية الشعب التركي الذي يرى أن لا مصلحة له في معاداة سورية وانتهاج سياسات لا تهدد سورية وشعبها فحسب بل تهدد الأمن القومي العربي مثلما تهدد مصالح الشعب التركي نفسه.
لقد أوقعت الطبقة الحاكمة في تركيا شعبها في شباك النزعة العدوانية الصهيونية الامبريالية الاستعمارية المعادية للأمة العربية والإسلامية حيث انها عندما تهدد سورية وتقوم بالعدوان والضغط عليها سياسيا وامنيا واقتصاديا وعسكريا فهي تدعم بالتأكيد سياسة العدو الصهيوني ومعه الشريك الامريكي اللذين يصعدان العداء ضد سورية والتدخل بشكل مباشر في مجريات الأحداث فيها عبر دعم الإرهابيين بكل الوسائل وقيامهما بالعدوان على مواقع عسكرية سورية ومدنية في داخل الأراضي السورية بتجاهل وتجاوز القوانين الدولية.
ومن الطبيعي أن تقوم حكومة العدو بالعدوان على سورية التي تمثل رمز النضال والمقاومة ضد الكيان الصهيوني مثلما تمثل القلعة الصامدة التي تتحطم عليها المشاريع الأمريكية- الصهيونية التي تستهدف الأمة العربية مثلما تستهدف بالتحديد التيار المقاوم في الأمة والمنطقة.
ونؤكد بأن تركيا حزب العدالة والتنمية تقتل في سورية وتدمر وان اردوغان سيبقى غير موثوق به ولا يؤتمن جانبه سواء ذهب الى موسكو ام طهران.
سورية وشعبها وجيشها وقيادتها التي تتحلى بالشجاعة أولا بادراك ابعاد المناورة التركية وبالقدرة على التعامل مع العدوان التركي تتحلى بالوعي ثانيا وبما يجنب الشعب في سورية والشعب في تركيا كارثة كبرى تعمل قيادة اردوغان- على خلقها دون التوقف عند نتائجها المدمرة على البلدين من اجل تحقيق مصالح “سلطان” يعمل من اجل الاستمرار في الحكم لقد فشل “هذا السلطان” في تحقيق اهدافه وسوف يفشل امام ارادة صمود سورية شعبا وجيشا وقيادة وها هي الانتصارات لسورية تتصاعد ايضا حيث يتم تحرير مدن طالما راهن الارهابيون على احتلالهم لها وقد مهدت هذه الانتصارات ارضية صلبة لتحقيق النصر الكبير الناجز والمتمثل بتحرير كل الارض السورية من العصابات الارهابية ومن قوات اردوغان وكذلك قوات الغزاة الامريكيين والصهاينة، رغم التنسيق وتوفير الحماية لهذه العصابات امريكيا وتركيا وصهيونيا.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فــــــــؤاد دبــــــــور