جريمة المستعمرات الاستيطانية الصهيونية واجرام المستوطنين

تشكل الارض مادة الصراع الاساسية وهي الهدف للاستعمار الصهيوني الاستيطاني الاحلالي، حيث مارس الصهاينة المستوردين من معظم دول العالم ويدعم من الدول الاستعمارية وبخاصة بريطانيا دولة الانتداب التي ساعدتهم على اجرامهم ضد الشعب العربي الفلسطيني وطرد اصحاب الارض وملاكها مستخدمين كل ادوات القتل والارهاب والابادة ويزداد ارهابهم عندما يغتصبون الارض ويستولون على ثروات المواطنين اصحاب هذه الارض وتتحول المستعمرات الاستيطانية الى قواعد عسكرية تهدد ما حولها وتمارس الاعتداءات الدموية الارهابية ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في القرى والمدن القريبة من هذه المستعمرات والبعيدة، حيث تتجلى عنصريتهم ووحشيتهم المتأصلة في فكرهم وثقافتهم العدوانية ضد الاخر، وتتجسد هذه الوحشية الدموية عبر اشعال الحروب العدوانية لتحقيق التوسع والاحتلال وضم الارض واقامة المستعمرات الاستيطانية عليها وتهويدها بعد طرد اصحابها وترحيلهم الى اقطار عربية مجاورة او الى العديد من دول العالم.

وعليه اصبح الكيان الصهيوني اكبر غيتو استيطاني في العالم عبر اقامة العديد من البؤر الاستيطانية في فلسطين العربية بعامة وفي مدينة القدس وحولها بخاصة، وكذلك ايضا فقد اقامت سلطات العدو الصهيوني مستعمرات استيطانية في الارض السورية العربية المحتلة اثر عدوان الخامس من حزيران عام 1967، حيث صادرت الارض في الجولان واصدرت قرارات الضم التي ادانتها هيئة الامم المتحدة واعتبرت هذا الضم لاغيا، لكن حكومات العدو الصهيوني ما زالت تحتل الارض وتنهب المياه والثروات وتتبع اساليب الارهاب ضد المواطنين العرب السوريين في الجولان لإرهابهم وتشريدهم وترحيلهم لكنهم يتمسكون بأرضهم ودولتهم الام سورية العربية.

بذلت حكومات العدو وتبذل الجهود المكثفة من اجل خلق واقع توسعي استيطاني في الارض الفلسطينية المحتلة اعتمادا على القوة العسكرية والقوانين العنصرية واخرها القانون الذي اعتمده الكنيست الصهيوني بهدف طمس عروبة العديد من المدن الفلسطينية وبخاصة القدس والخليل وبيت لحم  مدعومة من عديد الدول الغربية الاستعمارية وبخاصة الولايات المتحدة الامريكية بإداراتها المتتابعة التي تعلن وبكل وقاحة دعمها لكل ممارسات وسياسات حكومة العدو الصهيوني وعملت على نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى مدينة القدس ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية واتفاقات جنيف التي تمنع اي تغير على الارض المحتلة. مثلما يعتدون على المسجد الاقصى المبارك وباحاته وجواره يوميا وبحماية من قوات الامن الصهيونية وتحت سمع وابصار الجهات المطبعة والسلطة الفلسطينية، يقدم العدو الصهيوني الاستعماري على توسيع المستعمرات الاستيطانية امام سمع وبصر انظمة عربية لا تحرك ساكنا بل تقيم علاقات مع العدو الصهيوني مكشوفة او غير مكشوفة.

كما لا تقيم حكومة العدو اي وزن للسلطة الفلسطينية التي تنسق معها امنيا وذهبت الى مفاوضات عبثية مع العدو الصهيوني رغم اقامة وبناء الوحدات السكنية الاستيطانية والمستعمرات الاستيطانية التي قامت مع اعلان الكيان الصهيوني في ايار عام 1948 بل قبل ذلك بسنوات عديدة ونستطيع القول بعد المؤتمر الصهيوني في مدينة بازل السويسرية عام 1897م.

نعم، نستطيع القول المؤكد على ان الاستيطان الصهيوني سرطان ينتشر في ارض فلسطين العربية والجولان العربي السوري المحتل من اجل استيعاب اليهود المستوردين من عديد دول العالم لتقوية الوجود الصهيوني من جهة ولكسر ارادة العرب واخضاعهم واجبارهم على القبول بحق الوجود لليهود الصهاينة في ارضهم على طريق تهويد الارض والمقدسات وتوطئة للهيمنة الصهيونية على المنطقة العربية ونهب ثرواتها.

مثلما يؤكد قيام المستعمرات الاستيطانية وتوسيع القائم على اجبار عديد المواطنين العرب الى ترك اراضيهم وقراهم في شمال فلسطين وجنوبها مما يعني زيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين في داخل الارض المحتلة الذين ترفض الحركة الصهيونية ممثلة بإداراتها وحكوماتها ومنظماتها واحزابها الاعتراف بهم وبحقهم بالعودة الذي كفله قرار مجلس الامن الدولي رقم 194 لعام 1948م.

باتباع الصهاينة الارهاب والابادة الجماعية والترحيل تتم اقامة المستعمرات الصهيونية حيث يتصاعد عددها وعديدها مع حكومات العدو الصهيوني.       

 ونعود لنؤكد على ان الارض هي العنصر الاساسي للصراع.

الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــــــــؤاد دبــــــور