نؤكد على أن القطر العربي السوري يشكل المرتكز والقاعدة الصلبة للأمن القومي العربي استنادا إلى ما هو قائم من خلال البنى والمواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات المتوترة أن لم نقل علاقات الصراع التي تقودها دول غربية ضد دول أخرى وبخاصة الدولة العربية السورية.
وقد جاء استهداف سورية كونها دولة عربية مقاومة ومواجهة للمشاريع العدوانية ونظرا لموقعها الجغرافي الهام في المنطقة والعالم وكذلك امتلاكها ثروة كبيرة من الغاز الطبيعي العنصر الاساسي في الاقتصاد والصناعة العالمية. ونظرا ايضا لان سورية العربية تقاوم المشاريع والمخططات الهادفة الى تحقيق امن الكيان الصهيوني الغاصب وعلى حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني وحقوق العرب في أرضهم وثرواتهم وسيادتهم على هذه الأرض، حيث تهدف القوى المعادية لإزاحة العقبة المتمثلة بالدولة السورية عن الطريق وصولا لتحقيق المشاريع والمخططات الموضوعة لإضعاف الأمة العربية والنيل من أمنها وسيادتها واستقلالها، وعليه فإن سورية ، وهي تصمد وتدافع وتدفع الثمن الباهظ بشريا وماديا واقتصاديا وسياسيا وما يلحق بها من دمار وخراب وبأيدي إرهابية عربية وغير عربية مدعومة من العدو الصهيوني وانظمة عربية وأخرى في الإقليم مثل تركيا ودول استعمارية كبرى امريكا، فرنسا بريطانيا، إنما تدفع هذه الأثمان دفاعا عن أمنها الوطني وامن الأمة العربية، بما يعني أن صمود سورية ومواجهتها للعدوان الكوني منذ الخامس عشر من آذار لعام 2011 وكذلك الحصار الممتد منذ عقود والذي يشهد هذه الأيام الحصار الظالم والعقوبات الوحشية تحت مسمى “قانون قيصر” وقد بلغت الوقاحة بقانون هذه العقوبات محاسبة ومعاقبة أي جهة دولة كانت ام شركة تتعاون مع الدولة السورية سواء في التجارة ام الاعمار ام التواصل جواً، براً، بحراً بمعنى هذا القانون يحاصر عديد دول العالم. ويأتي كذلك ما يتم اعداده واخراجه في الكونجرس الامريكي من تشديد العقوبات على الدولة السورية بذريعة انها مصدر للمخدرات هذا العدوان العقابي بسبب فشل العدوان العسكري على الدولة السورية والذي لا يزال امريكيا، صهيونيا، تركيا، ارهابيا ويتطلب كسر الحصار دعم صمود سورية للحفاظ على ما تبقى من امن هذه الأمة المستباح ليس من الأعداء فقط بل ومن الذين يفتقدون إلى أدنى الروابط مع الأمة العربية حيث أنهم يمارسون كل أنواع الوسائل لهدم وتحطيم الركيزة الأساسية للأمن القومي العربي ممثلة بالدولة العربية السورية التي اصبحت فعليا مرتكزا لأمن العالم وهذا ما تواجهه الدول الصديقة المساندة لسورية العربية، روسيا الاتحادية وجمهورية ايران الاسلامية والمقاومة الاسلامية والعربية من تهديدات وعقوبات أمريكية وغربية.
ان الحصار الظالم المفروض على الدولة السورية إنما يعني تحقيق أهداف العدو الأمريكي – الصهيوني والدول الاستعمارية بتحقيق مشاريعهم الهادفة إلى إسقاط الأمة والهيمنة على مساحاتها الجغرافية وثرواتها النفطية بشكل خاص، وكذلك اسقاط المشروع المقاوم للهيمنة الاستعمارية الامريكية منها والغربية، وكذلك احلام اردوغان الوهمية المستندة الى تحقيق اطماعه لان يصبح سلطان العصر. وبالتأكيد يخدم المشروع الصهيوني الاستعماري الاحلالي الاستيطاني
وعندما نؤكد ان للحصار على سورية تداعيات عربيا انما نستطيع الاستشهاد بمشروع الغاز المصري والكهرباء الامريكي الى القطر اللبناني العربي، حيث حالت الادارة الامريكية دون تطبيق هذا المشروع عبر قانون قيصر لانه يمر من الاراضي السورية.
كما نعود لنؤكد على ان الاقتصاد المستهدف بالحصار يشكل عنصرا اساسيا من الامن الاجتماعي للدولة السورية. مثلما نؤكد على ان العديد من دول العالم تتأثر بالحصار المفروض على سورية الصامدة والتي ستخرج في نهاية الامر منتصرة رغم شراسة وشدة العدوان عليها وبكل اشكاله، اقتصاديا كان ام عسكريا ام سياسيا مدعومة بالأصدقاء والحلفاء الشرفاء في المنطقة والاقليم والعالم.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فــــؤاد دبــــور