تواجه امتنا العربية تحديات خارجية وداخلية ضخمة، وهذا يرتب على القوى القومية والمخلصين العرب مسؤوليات تاريخية لتعزيز الصمود والمواجهة مع أعداء الأمة من الامبريالية والصهيونية والرجعية وعصابات الإرهاب، وهذا يتطلب من أعضاء الحزب التمسك بمبادئه والنضال من اجل تحقيقها كونها تشكل سبيل المواجهة وطريق الخلاص وحتى يستطيع الحزب الوقوف في وجه هذه التحديات وصولا إلى تحقيق الخلاص يجب أن يتحقق الانضباط التام في صفوفه وكذلك تحقيق أعمق الصلات بينه وبين الجماهير كما يتطلب قبل ذلك كله وعي شامل وعميق وربط هذا الوعي ربطا تاما مع الجماهير الشعبية ومصالحها، وهذا يتطلب تأكيدنا الدائم على وحدة الحزب التنظيمية والفكرية والنضالية وعلى أهمية الاطلاع على فكر الحزب والأسس التنظيمية التي تحكم مساره ومسيرته ذلك لان الحزب تنظيم وفكر ومبادئ وعقيدة ونضال، وبدون الاطلاع على هذه الأمور التي يستند عليها الحزب والممارسة أساسها يصبح الانتماء الحزبي شكليا ويفقد قواعده المركزية ويتحول الوجود الحزبي إلى مجرد أرقام وأعداد ذلك لان الحزب، كما نؤكد دائما أيضا، هو حاصل وجود تنظيمي وفكري ووعي شامل لهذا الوجود لدى كل عضو من أعضاء الحزب، وبدون الالتزام بالتنظيم التزاما داخليا عميقا تسقط الحدود بين من هو داخل الحزب ومن هو خارجه.
فالوجود التنظيمي ووعيه والالتزام به يجب أن يشعر العضو الحزبي بأنه يعيش ضمن مؤسسة جماعية واعية عاملة من اجل خدمة الجماهير والوطن يناضل عضو الحزب مع رفاقه من اجل تحقيق مصالح جماهير الشعب والأمة. مثلما يتطلب أن يكون الحزبي موجودا باستمرار مع الجماهير الواسعة للشعب وتحقيق أوثق وأوسع اتصال مع الشعب ومنظماته الشعبية ونقاباته المهنية مثلما يتطلب أيضا أن يصبح كل عضو في الحزب قدوة لجماهير هذا الشعب ومنظماته ومؤسساته عبر تحليه بالأخلاق والإخلاص.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فــــــــــؤاد دبــــــــــور