المرة تلو الأخرى يدخل العدو الصهيوني وبشكل مباشر على خط الأزمة في القطر العربي السوري، وذلك بعد فشل أدواته في تحقيق الأهداف التي كان يرمي إليها والتي من اجلها كان يعمل على مد الإرهابيين بالأسلحة بالتعاون مع الدول الغربية الاستعمارية وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الامريكية التي عملت وتعمل كل ما في وسعها لتحقيق أهدافه ومصالحه ومع دول في الإقليم تأتي تركيا العثمانية وغيرها التي تقوم أيضا بخدمة هذه الأهداف، وتلتقي كل هذه الأطراف حول هدف واحد وهو هدم بنية الدولة السورية واضعافها وتقسيمها إلى عدة كانتونات طائفية وعرقية مما يكون من نتيجته شطب سورية الجغرافيا الموحدة والتاريخ الواحد، سورية الدور السياسي المؤثر عربيا وإقليميا ودوليا. لكن الصهاينة وهذه الأطراف قد أصابها الجنون امام الانتصارات التي تحققها الدولة السورية جيشا وشعبا وقيادة والحلفاء الداعمين لها في الميدان.
نعم لقد دخل الصهاينة بشكل مباشر كطرف لتحقيق أهدافهم وذلك من خلال العدوان تلو الاخر حيث تقوم طائراتهم الحربية بتوجيه ضربات صاروخية على مواقع ومؤسسات عسكرية ومدنية.
أن كل الاعتداءات التي يرتكبها العدو الصهيوني ومعه اقرب حلفائه في الإدارة الامريكية وتركيا خصوصا إنما تدل على انه يعاني من الإحباط الشديد بسبب فشل أدواته في داخل سورية وخارجها في أحداث ما كان مخططا احداثه في الداخل السوري، هذا الفشل الذي أربك هذه الدول جميعها مما جعلها في كل مرة تغير تكتيكها لتنفيذ مخططها المعادي لسورية.
ان سورية العربية متمسكة بوحدتها وجيشها الباسل المقدام الذي يقوم بالدفاع عن الشعب والوطن ضد أعداء الوطن سواء كانوا سوريين أم عربا أم قوى أجنبية ونؤكد أن سورية التي دفعت ثمنا غاليا لاستقلالها ستبقى عصية على الأعداء وستبقى الصخرة التي تتحطم عليها كل أطماعهم ولن ينال أي عدوان مهما بلغ حجمه وفظاعته من موقفها القومي الثابت والمبدئي وستبقى الحاضنة لحركة التحرر العربي وفي مقدمتها فصائل المقاومة رغم تنكر البعض وعدم وفائهم لوقوفها إلى جانبهم حين رفضهم كل العرب وسيأتي اليوم الذي تنتصر فيه إرادة الأحرار من شعبنا العربي لان إرادة الشعب فوق كل إرادة وهي من إرادة الله.
ونعود لنؤكد بأن العدو الصهيوني وبدعم من الإدارة الامريكية يصعد عدوانه على سورية لتحقيق مخططاته ومشاريعه التي تستهدف سورية كونها مركزاً اساسياً لمحور المقاومة الذي يواجه هذه المخططات صهيونية كانت ام أمريكية.
نؤكد على فشل العدو الصهيوني ومعه الشريك الأمريكي وكذلك تركيا اردوغان على ان محور المقاومة الممتد من طهران الى دمشق الى حزب الله اللبناني الذي يحقق الانتصارات ولن تجعله مثل هذه الاعتداءات يتوقف عن مقاومته للعدو الصهيوني الغاصب ولن يتراجع أيضا عن مواجهة المخططات الامريكية – الصهيونية التي تستهدف الامة العربية جمعاء عبر العدوان الإرهابي غير المسبوق على سورية العربية والحصار عليها وعلى قوى المقاومة من طهران الى لبنان.
ونؤكد مرة أخرى بكل ثقة على عدم تحقيق الصهاينة واعداء الامة الاخرين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية لأهدافهم ومشاريعهم ومخططاتهم. لان النصر معقود دوما للشعوب الصامدة المناضلة التي تدافع بشرف وكرامة عن الأوطان.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فــــــؤاد دبـــــــور