طالما استهدفت وتستهدف العصابات الارهابية والجهات الداعمة لها سورية دولة وشعبا ومؤسسات، وكذلك امن سورية واستقرارها واستنزاف اقتصادها وإرباك الدولة بكل مؤسساتها. ولا بد وان نتوقف عند الأهداف الأبعد لهذه العمليات الإرهابية والجهات الحاقدة التي تقف وراءها تدريبا وتمويلا وتحريضا والدفع بالإرهابيين للقيام بها لتحقيق أهداف سياسية، ذلك لان الإرهاب جريمة مقصودة ذات دوافع سياسية ترتكبها دول أو جماعات أو أفراد لصالح هذه الدول والجماعات لنشر الذعر والرعب وزعزعة امن واستقرار نظام سياسي قائم أو محاولة استنزافه، حيث تلجأ بعض الدول إلى هذه الوسيلة الدموية الإجرامية عند عجزها عن تحقيق أهدافها بأساليب وطرق أخرى وهذا العجز يدفعها إلى ممارسة هذا الأسلوب عبر استخدام منظمات إرهابية تقوم بتمويلها وتعبئتها أيدلوجيا ثم تدفعها إلى القيام بالعمليات الإرهابية كوسيلة للضغط على أو زعزعة نظام حكم قائم، بمعنى أن الإرهاب عند هؤلاء جريمة يتم استخدامها ضد مصالح محددة في خدمة منهج وأيدلوجية ومشروع سياسي واقتصادي واجتماعي وديني، لا قيمة أو مكانة عند العصابات الارهابية للإنسان ولا تتوقف عند عدد الضحايا وحجم الدمار والخراب الذي ينتج عن عملياتها الإجرامية، وهذا يقودنا للقول بأن العمليات الإرهابية الإجرامية التي تستهدف سورية إنما تأتي بدوافع سياسية حيث تهدف الولايات المتحدة الأمريكية والشريك الصهيوني والتابعين لهما من أنظمة ارتبطت بالسياسات الأمريكية والصهيونية، تهدف هذه الجهات مجتمعة إلى تحقيق مشروع سياسي يستهدف سورية والأمة العربية والمنطقة بأسرها. ان العصابات الارهابية من الفئات التكفيرية الضالة تنفذ مشروعا سياسيا يهدف إلى تحطيم الدولة السورية وتعطيل دورها السياسي الإقليمي والعربي خصوصا وضرب وحدتها الوطنية التي يستند إليها الشعب العربي في سورية في مواجهة العدوان الكوني متعدد الأطراف وإفشال أهدافه المتمثلة في السيطرة على المنطقة وإلغاء طابعها العربي وجعل الكيان الصهيوني العنصر الفاعل فيها مما يحقق لهذا الكيان الأمن والاستقرار ولما كانت سورية العروبة ترفض وتقاوم بكل عناد ونجاح هذه المشاريع والمخططات المعادية للأمة حيث تجلى ذلك في انتصاراتها التي حققت عبرها تحرير معظم ارض الوطن ومنعت هذه المشاريع من تحقيق اهدافها والحيلولة دون اختراق المنطقة فإنها مستهدفة بكل أشكال العدوان العسكرية منها ولنا من العدوان الصهيوني المتكرر . وبخاصة العدوان الصهيوني الاخير الذي استهدف احياء في العاصمة السورية ومحيطها وبخاصة “كفر سوسة” المحاذية لها من الجهة الجنوبية الغربية القريبة من طريق مطار دمشق الشريان الحيوي لدعم المصابين من الشعب بكارثة الزلزال المدمر انسانيا.
شكل الانفتاح الداعم لسورية العربية ماديا ومعنويا وسياسيا رعبا حقيقيا اصاب قيادات العدو الصهيوني العسكرية والسياسية لأنها تصب فعليا في كسر الحصار المفروض على سورية وتصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني. كما يدل العدوان الصهيوني المستمر على سورية على الاحباط الشديد بسبب فشل المخططات والمشاريع التي تم وضعها مسبقا لإسقاط الدولة السورية المعادية والمواجهة للعدو الصهيوني ومعه الشركاء من امريكان وغيرهم من الدول الاستعمارية والادوات في المنطقة حيث ان الانتصارات التي تحققها سورية والداعمين لها من الاصدقاء تسببت في فشل بل هزيمة المحور الامبريالي الصهيوني الاستعماري ومعهم التركي. وقد تزامن العدوان ايضا مع العدوان الارهابي الاجرامي الدموي على فلاحين في منطقة حمص، والذي اسفر عن استشهاد العشرات منهم.
بالتأكيد النصر لسورية العربية، النصر لحلف المقاومة والانتصار الناجز على العصابات الارهابية وداعميهم رغم العدوان الصهيوني على القطر العربي السوري الصامد والمقتدر على مواجهة العدوان.
ونؤكد على ان مصير الحصار الظالم الذي فرضته الادارات الامريكية على سورية ولبنان واليمن وايران الفشل الذريع.
وبكل ثقة واستنادا إلى معطيات واقعية نؤكد على أن سورية العروبة سوف تحقق النصر على الأعداء مهما بلغ حجم التصعيد في العمليات الإرهابية والحصار السياسي والاقتصادي والهجمة الإعلامية الضالة والمضللة، ذلك لان سورية لن ترضخ وتستسلم بل ستقاوم وسوف تواجه الاعداء وتنتصر على الإرهاب والإرهابيين وترد حقدهم وكيدهم إلى نحورهم وستخرج سورية العربية شامخة مرفوعة الرأس وستبقى منارة للعروبة والقومية مثلما ستبقى سورية كما كانت دائما وعبر تاريخها، محافظة على مكانتها في النضال العربي.
وستبقى كما كانت عبر كفاحها الطويل، المضحية في سبيل القضايا العربية بدون حساب لاعتبار الربح والخسارة في الإطار الضيق والحسابات القطرية. كما سيبقى الخطاب السياسي لسورية يعتمد إيصال الأهداف القومية إلى الجماهير العربية والتواصل معها من اجل تحقيق طموحات الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية.
ونؤكد ان الاجرام الذي تمارسه العصابات الارهابية والصهيونية والامريكية يزيد سورية صموداً وعنفواناً واصراراً على التمسك بالمقاومة في مواجهة أعداء الامة.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــــــــؤاد دبـــــــــــور